لا شكَّ أنَّ أية ظاهرة اجتماعية أو سلوكية أو تربوية أو غيرها من الظواهر السالبة، إن لم يتم تعقُّبها بالدراسة والتحليل للتعرُّف على مسبباتها أو العوامل المساعدة التي تؤدِّي إليها، ومن ثمَّ توصيف العلاج الناجع لها، وإلحاق عملية المعالجة هذه بـ(فترة نقاهة) للتخلُّص من جميع الآثار الجانبية التي قد تنشأ أثناء هذه المعالجة، والتي (أي فترة النقاهة) قد تطول أو تقصر حسب نوع الظاهرة وتداعياتها وما خلَّفته من دمار وخراب كان سيؤدِّي لما بعده من تردٍّ إن لم يتم تداركه وكبح جماحه في هذه اللحظة الحساسة والحاسمة، أقول أنَّه إن لم يتم ذلك كله، فستتحوَّل هذه الظاهرة إلى أشبه ما يكون بالواقع الحتمي الذي سيفرض علينا بعد ذلك التعامل معه إمَّا بالذوبان فيه أو مجاراته خوفاً من استفحاله وتحوُّله لمسارات أخرى أكثر حدَّةً وخطورةً.