يأتي هذا الكتاب، وهو أول عمل في مشروع "سلسلة معرفة (الذات) و(الآخر) من أجل التأسيس للمنطلقات"، فمعرفة الذات هي أخوة العروبة والإسلام، ومعرفة الآخر نظيرنا في الخلق من بني الإنسان، بغاية التأسيس لمنطلقات الحوار، والتعاون على المشتركات، والتعارف الفكري والثقافي.
وقد ارتأينا أن نبدأ هذه السلسلة بكتاب في "معرفة الذات"، واخترنا له عنوان: "شرعية الاختلاف والوحدة الفكرية للأمة"، وكان القصد منه الإسهام في بناء فقه جديد للآخر، يدعم شرعية الاختلاف والإيمان به بوصفه سنةً كونية وإرادة تشريعية، ويؤكد أهمية فهمه واستيعاب فلسفته في بناء الوحدة الفكرية للأمة، وهذا الفقه الجديد للآخر ينطلق من نصوصنا التأسيسية.
كما قصدنا إلى مراجعة نقدية لبعض الإشكالات الفكرية في تراثنا، التي لا تنسجم وواقعَنا المعاصر لتغير الزمان والمكان، والحال، واختلاف المصالح والأعراف التي أسست عليها هذه الاجتهادات والفتاوى. هذه المراجعة النقدية تلتزم بنصوص الوحي ومقاصده، وتسترشد بالاجتهادات الفقهية المعاصرة أرضيةً للتأسيس.
الدكتور محمد الصادقي العماري