مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/22 15:28
ماذا بعد كل هذا ؟

تعبنا من متابعة إنكساراتنا و خسائرنا و هواننا في سوريا، العراق، مصر، اليمن، بلاد بورما، فلسطين و القائمة تطول...

تعبنا من حديث داعش، تنظيم الدولة الإسلامية، الحرب علي الإرهاب، بوش الأب، بوش الإبن، بوش الأخ، أوباما، كيري و هلم جرا...

تعبنا من تعداد موتانا هنا و هناك، مشردينا و لاجئينا هنا و هناك، سجنائنا و معذبينا هنا و هناك، تعبنا و نريد الخوض في شيء آخر تماما و هو :

ماذا بعد كل هذا الطوفان من الهزائم و التقاتل ؟

ماذا بعد كل هذا التراشق بالحجارة و السيوف و القنابل و السلاح و الحقد و الكراهية ؟

أليس هناك غد آخر ؟

أليس هناك مستقبل مختلف ؟

ألن تطلع علينا الشمس بعد طول إنهمار المطر؟

هل سنكف من إمطار بعضنا البعض بالتهم و التهم المضادة ؟

بل هناك نهاية لكل شيء في هذه الحياة و في هذا الكوكب الأزرق.

أعتقد بأن عالمنا العربي لن يبقي بالحدود التي ورثها عن سايس بيكو.

أعتقد بأننا سنرث أجيال مختلفة تماما عن تلك التي صفقت للإستقلال الصوري و الإنسحاب العسكري الشكلي في الخمسينات و الستينات.

أعتقد بأن الدورة الحضارية الحالية وضعت في مأزق رهيب حضارة البيض و أن أنجيلا ميركل و من يمشون في ركابها في حيرة من أمرها من اللغز اليوناني الذي صوت عليه الشعب اليوناني متحديا إرادة الكبار، فقد أظهر  أنه رقم صعب، السيد ألكسيس تسيبيراس.

أعتقد بأن روسيا و الصين، فهما متأخرتين أن طول مهادنة واشنطن لم يؤتي أكله كما خمنا منفصلين في تاريخ ما من الماضي و أن اللعبة في آسيا و أوروبا ستتغير بشكل ملموس و نعيش ذلك في أوكرانيا.

أعتقد أن ما سموه بالشرق الأوسط سيبدو بعد سنين قليلة كرة نارية غاية في الإشتعال، لأن فرسان الشطرنج الدائمين إلي حد الساعة سيبتلعهم الزمن و إختلال القوة لغير صالحهم ثم إن اللاعبين الكبار ملوا منهم.

أعتقد بأن قوم آخرين و هم المسلمون الجدد ممن إعتنقوا حديثا الإسلام في البقاع الأربع من الكوكب، سينتزعون من المسلمين القدماء دورا لا أدري إن كان سيكون دور البطولة، كل ما أعرفه أنه يختلف تماما عن الدور الهزيل الذي تمظهر به المسلمين القدماء.

أعتقد قريبا أننا سننتقل رغما عنا إلي زمن سنخير فيه فعليا بين البقاء و السمو إلي رفعة رسالة الإسلام أو الزوال مع السقوط إلي القاع لرفضنا الإيمان التوحيدي.

أعتقد و هذا حتمي بأن قصة الذل التي برعنا في تجسيدها لثلاثة قرون أو أكثر علي وشك ان تعرف تحولا، ما هو ؟

الأيام القادمة كفيلة بأن تجيبنا.

أضافة تعليق