ليس هناك أمة نكبت في أبناءها من نخب و رأي عام و طبقة سياسية مثل امة الإسلام. في التوقيت الذي نحتاج فيه إلي رص الصفوف و توحيد الجهود حول أهداف و قواسم مشتركة، نجد وكلاء الإحتلال الصهيوني الصليبي يتندرون علي الهواء في الشاشات و المجالس الخاصة و العامة و شبكات التواصل الإجتماعي علي الضربة الإيرانية....ماذا نقول ؟
حسبي الله و نعم الوكيل و هل هذا التوقيت المناسب لإثارة النعرات و الخلافات و إلي متي و نحن علي هذا الحال ؟ لا نتقدم خطوة إلا لنتراجع آلاف الخطوات إلي الخلف.
فلسطين شأن الجميع في العالم العربي الإسلامي، هي هم تركي و إيراني و باكستاني و أندونيسي و أفغاني و ليست حكرا علي عرب عاجزين عن النهوض وفق المعايير الحضارية التي أرساها دينهم منذ أكثر من ألف سنة.
و علي خلاف الأنظمة العربية، إيران تصنع أسلحتها و تطورها و لم تبقي في الزاوية لا حول لها و لا قوة. فالهجوم الإيراني رد فعل طبيعي علي العدوان الصهيوني المستمر علي مصالحها داخل و خارج إيران و قد تأكد لديها عدم جدوي الصبر الإستراتيجي.
حول العالم العربي فلسطين و غزة بالذات إلي فرجة، هل هذا كل ما نحسن فعله ؟
عوض التعليقات الساخرة و المستصغرة و و ...ألم يحن بعد وقت الفعل ؟
و أي قراءة نعطيها للتواطيء العربي في صد عملية الدفاع عن السيادة الإيرانية من طرف أنظمة تحميها ترسانة أمريكا، كما أحسن القول دونالد ترامب ؟
أجهزت آفة التطبيع علي وحدة الصف و الهدف و بات البعض منا يكيل بمكيالين ناحية إيران و تركيا و تجاهل الجميع هذه الحقيقة : القبول بكيان غاصب في أرضنا معناه زوالنا كأمة و كمشروع حضاري. إن لم نتجاوز الخلافات و الإختلاف، لن ننهض و سنظل علي تفرقنا و ضعفنا و تخلفنا، بل أصبحنا محل فرجة للعالم الأجمع.