مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2024/07/11 11:25
صعود اليمين القومي و مخاوف البعض

تابعت عن كثب الإنتخابات البرلمانية الأوربية و التشريعية الفرنسية و خلصت إلي هذه النتيجة المنطقية : اليمين القومي الغربي في حالة صعود مستمر و  التطرف بعيد كل البعد عن اليمين و مخطيء من يعتقد بأن اليمين خطر داهم. العدو الصريح أفضل بكثير من ذلك المنافق الذي يتغني بالمثل و عمليا يعمل علي الأرض غير ذلك تماما.

علي مدي عقود و اليسار المتحرر الغربي عاث فسادا في إفريقيا و غير إفريقيا، و نحن السذج صدقنا أكاذيبه و كيف أنه إنساني و متضامن مع معاناتنا بينما واقع المعاملات بين الشمال و الجنوب غير عادلة و لغة الوصاية لازالت سارية المفعول و المؤسسة السياسية الفرنسية بالذات لم تتعلم شيء من دروس التاريخ، فكل همها خدمة مصالحها بأي ثمن.

مع اليمين القومي لا وجود للمجاملات و لا للفساد، كل شيء يدرس في العلن و بشفافية، فلا مكان للدجل و لا للنفاق. إن أخفق في الحصول علي أغلبية في البرلمان الفرنسي هذا لا يعني إنهزام حزب التجمع الوطني بل تقدم أكثر حيث من 89 مقعد حصل علي أكثر من 120 مقعد و إستطاع أن يخترق معاقل اليسار و اليمين الوسط و اجبر اليسار المتشظي علي توحيد الصفوف من أجل دور ثاني و سنري بعد ذلك كيف ينقسم اليسار الموحد و تتشتت قواه. فالتحالفات الإنتخابية لا تدوم طويلا و أما تنامي التوجه القومي فهو ملموس عام بعد عام  و ليس هناك فيه سلطة سياسية في العالم تقبل بتوظيف مزدوجي الجنسية في مناصب خطرة و ذات سرية عالية و أما توزيع أهم المناصب علي أبناء أهل البلاد الأصليين، فهذا أمر طبيعي و قد ذكر حزب التجمع الوطني الفرنسي الجميع و خاصة المعنيين المهاجرين الشرعيين أنه يحترم كل من هاجر و عمل في فرنسا و دفع الضرائب و إحترم قوانين البلاد. فيا تري لماذا نصف هذا الحزب بالشر المطلق الناسف لأي علاقة سيادية ؟ عوض فتح قنوات حوار جاد، نلجأ للغة التخويف و الترهيب و السؤال : إلي متي ؟

فالأوضاع تتجه أكثر فأكثر إلي تمكين اليمين القومي من السلطة و بقاءنا علي ما نحن عليه من سلبية لا يخدمنا، نحن في حاجة إلي وضع جانبا العواطف و سياسة الإنفعال و نهج طريقة جديدة في التعامل مع الآخر الرقم الصعب، لا مفر لنا من ذلك آجلا ام عاجلا.

 

أضافة تعليق