مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
لوبا كابيتولينا ويتامى اللجوء!
تحكي الأسطورة الإيطالية القديمة عن الذئبة لوبا كابيتولينا (Lupa capitolina) مرضعة الشقيقين التوأمين اليتيمين مؤسسي إيطاليا "رمولوس" و"روموس" حسب الميثولوجيا الرومانية، واللذيْن تولّت تربيتهما هذ الذئبة بعد أن فقدا والديهما في ظروفٍ غامضةٍ، ويقبع تمثالهما البرونزي اليوم والذي يرجع إلى الحقبة الإتروسكية، ويزن 150 كيلو غراماً في متحف العاصمة روما! وعلى افتراض صحة هذه الأسطورة، تلعب أوروبا اليوم دور الذئبة "لوبا" التي يبدو أنّها قد بدأت في التملمُل والتذمُّر من "الإرضاع" المستمر ليتامى اللاجئين من المسلمين! وبدأت بالتكشير الفعلي عن أنيابها لهم، قبل أن تدوسهم بأقدامها غارزةً أظفارها الحادّة على أجسادهم التي أنهكها مشوار اللجوء القاسي، وهي بصدد المغادرة للبحث عن مخبأ أو مخلب آخر يحول بينها وبين تدفُّق هؤلاء!
سلوكيات الأزمات!
الأزمة هي نمط معيّن من المشكلات أو المواقف التي يتعرض لها فرد أو أسرة أو جماعة. ويعرّفها "رابوبرت Rapoprt" بأنّها "موقف مشكل يتطلب رد فعل من الكائن الحي لاستعادة مكانته الثابتة وبالتالي تتم استعادة التوازن". كما يعرّفها "كمنج Cumming" بأنّها "موقف أو حدث يتحدى قوى الفرد ويضطره إلى تغيير وجهة نظره وإعادة التكيف مع نفسه أو مع العالم الخارجي أو مع كليهما".
فنتازيا!
أطفأ "توماس" محرّك سيارته بعد أن قام بإدخالها في مكانها في الـ(Parking) أسفل البناية التي يقطن بها، وشرع في النزول مغادراً إيّاها وهو يمنِّي نفسه بنومةٍ هادئةٍ وطويلةٍ بعد يومٍ شاقٍّ وحافلٍ بالعمل المتواصل، فهو يعمل مراقباً لحركة السفن بمرفأ "سان دييغو" جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولم ينتبه للأعين النَّهِمة التي كانت ترمقه عن كثب، وذلك لانطفاء معظم المصابيح بالمكان عدا ضوءٍ خافتٍ متقطِّعٍ ينبعث من مصباحٍ وحيدٍ آخر الممر!! وما إن غادر السيارة إلاّ ووجد نفسه محاطاً بثلاثةٍ من (المستذئبين) ضخام الجثث تنبعث من أفواههم روائح كريهة وهم يصدرون أصواتاً غريبة تدلُّ على تعطُّشهم للدماء البشرية التي يبدو أنّهم قد افتقدوها منذ مُدَّة!!! فحاول "توماس" العودة للسيارة مسرعاً، ولكن عاجله أحدهم بضربةٍ قويةٍ في رأسه جعلته يرتطم بالسيارة بشدّة، فبدأت أصوات الإنذار تتعالى منها مختلطةً بهمهماتٍ عنيفةٍ لأفواه المستذئبين وهم يتنافسون للظفر بأكبر قدرٍ من دماء الضحيّة التي يبدو أنّها قد لفظتْ أنفاسها مع الضربة الأولى، بعد أن اختلطت دمائها بزجاج السيارة المحطّم!!!