مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/12 07:46
بيني و بينك نبرة موعظة

بيني وبينك نبرة موعظة

 

سابقت الزمن لتُفصح عن فكرةٍ لطالما أرَّقت نومك، اكتفيت بمتابعة الجديد في منامك برؤى تَروي لك تفاصيل ما كتمتَه في صدرك، فرق في تعاطيك مع الواقع بمُعايشة سليمة واكتب بين أسطرك متعة رحيمة تكفيك سؤال وملام الناس، لستَ تقدر على الرد على الأسئلة ولا محوَ الظنون باقتراحات لم تكن هي حالك أصلاً، فهل رأيت حمل الأتعاب التي تفوق قدرتك وظنونك؟ إذًا لستَ مُجبرًا أن ترد على سائليك وتبرِّر لهم غيابك، ما دام اللهُ رقيبك ومطِّلعًا على حالك، فلمَ تعير اهتمامًا بمن ينوي فضولاً عليك وليس لأجلك؟ واللحظة تعجبني حينما تُفرِّق بين معنى الكلمات والمقاصد، ولست تخلط بين المسترسل من المتعمَّد منها، ولست تخلط بين المباشر وغير المباشر في لجَّة المترادفات التي أعيَتني أنا الأخرى في تصنيف الكلمات الهادفة والفاعلة في مثل قضيتك، قضية الغائب الذي حُجته معه.

 

يحسبك الكثير في أحسن حال، وفي نجاح مستمر، والأعظم من ذلك أن الظنون بلغت مسامعك وأنت تُصارع الشاقَّ من الصعب حينما امتزَجا وخلَطا صفقات الراحة عندك فلم تقدر على الصراع إلا وأنت تركن بعيدًا عن الناس حتى تستعيد عافيتك رويدًا رويدًا.

 

لستُ أطيل معك الكلام؛ لأني في حالة مثل هذه، وأنت ضعيف فيها لا تَقدر على التركيز معي، أفضِّل المختصر المفيد من الكلام على أن أَسترسل في الشرح والبحث؛ حيث لا داعي لاستيعاب ما ليس فيه فائدة وسط تأجُّج الكلمات والمعاني، وعليه اخترت لك من الرنات في كلامي ما قيل لعمر بن عبدالعزيز:

ومِن الناس مَن يَعيش شقيًّا 
جيفةَ الليل، غافلَ اليقَظة 
إن مَن كان ذا حياء ودين 
راقبَ الله واتَّقى الحفَظة 
إنما الناس سائر ومقيم 
فالذي سار للمُقيم عِظة 

 

فاركن إلى اعتبارٍ مما أنت فيه، ولا تترك مجالاً للزمان يعيب فيك ما لم تؤدِّه من واجبك تجاه نفسك أولاً؛ لأن توابع الناس ليست تُهمك وأنت في حال تحتاج فيها للكثير من العِظة والنصح، دمتَ معافًى وقويًّا.

 



أضافة تعليق