تعد نعمة الأمن من أهم النعم التي امتن الله بها على عباده ، فقال تعالى : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " ( النور :55 ) ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أصبح معافى في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
ويرتبط الأمن بالإيمان ارتباطاً وثيقاً ، فتحقق الأمن هوالنتيجة الطبيعية لوجود الإيمان ، وذلك مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى : " الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ " ( الأنعام : 82 )
ونظراً لما نراه اليوم من آثار الانفتاح الثقافي و المعلوماتي من اتجاهات ثقافية متباينة وما نتج عنها من تشكيك في أمور العقيدة وتشتت في الأفكار وتأرجح بين تبعية وانحلال أو تزمت وغلو . وحيث أن العقيدة هي المستهدفة من النيل والتشويه ، لذا فإن النشء المسلم بحاجة إلى تحصين عقولهم و تبصيرهم بكيفية التعامل مع متغيرات العصر في إطار من الحفاظ على ثوابت العقيدة و الهوية.