كوني متطوعة إلكترونية في منظمة دولية أممية* للدفاع عن كوكب الأرض العضو الشرفي فيها الممثل و المخرج الأمريكي السيد روبرت رديفورد كان بإمكاني أن أتصل به لأقول له "تعالي إلي الجزائر تنشط معي حصة توجيهية لتلاميذ جزائريين" و كما أعرف الرجل كان سيقبل دعوتي إلا أنني فكرت في لعنة التأشيرة التي أصبحت دولة العز و الكرامة تصعب حصولها خصوصا علي المواطنين الأمريكيين قررت التوكل علي الله و تنشيط الدرس التوجيهي بإستحضار روبرت رديفورد في درسي و كأنه معنا.
منذ أكثر من أسبوع قمت بدرس توجيهي لتلاميذ سنة ثانية ثانوي في إحدي ثانويتنا العريقة بالجزائر و وجدت نفسي أمام وجوه نضرة متطلعة إلي بشغف.
كنت قد سجلت لهم أهداف التعليم الثانوي و كيفية إستغلال وقتهم علي السبورة ثم قلت لهم ما يلي :
سأتقدم لكم بتوجيهات قصيرة ثم أعطي لكم الكلمة لأستمع إلي إنشغالاتكم.
أولا انصحكم بعدم متابعة التلفاز كثيرا و تابعوا البرامج الهادفة مثلا لن أقول لكم لا تشاهدوا أفلام إنما تابعوا أفلام المخرج الأمريكي روبرت ريدفورد فهي جد هادفة.
فنظر إلي بعضهم البعض التلاميذ و أبتسموا و رفع أحدهم يده، أعطيت له الكلمة :
-من هو سيد ريدفورد ؟
-إنه ممثل و مخرج أمريكي ملتزم بالعديد من القضايا مثل المناخ و قضايا المسلمين العراق و أفغانستان و فلسطين و له أراء جريئة حول فساد النظام السياسي الأمريكي فمن المهم أن تثقفوا أنفسكم و أنتم تستمتعون بمتابعة مغامراته.
فلاحظت علي بعض التلاميذ أخذهم لدفاترهم و سجلوا أمامي إسم روبرت رديفورد ثم سألتني تلميذة:
-سيدتي انت تشاهدين التلفاز ؟
-لا أراه.
-آه لاحظ تلميذ مشدوه، كيف إذن تنصحينا برؤية أفلام روبرت ريدفورد ؟
فتبسمت :
-لأنني رأيت أفلامه في شبابي و أستفدت منها كثيرا و انصحكم هكذا لئلا تذهبوا إلي البرامج التافهة التي تبيح تعري عورات النساء و الرجال.
فتبسم التلاميذ و توردت خدودهم.
-طيب و الآن لا بد لكم من ممارسة الرياضة يوميا و لو لعشرة دقائق.
-كيف سيدتي و الدوام طويل ؟ سألتني تمليذة
-في الفجر و قبل الخروج من المنزل لمدة خمسة أو عشرة دقائق قوموا بحركات رياضية بأجسامكم كرروها و هكذا ستشعرون بالإنشراح و يزول عنكم الضغط.
فهم التلاميذ مقصودي و سجلوا نصيحتي في أذهانهم.
*https://www.gcint.org/