مشكلة زوجي أنه لا يعرف التعبير عن مشاعره و نحن متزوجين من خمسة سنوات.
إبتسمت للزوجة الجزائرية و قلت لها :
-الرجل الجزائري مشهور في الكون كله بكل قاراته الستة أنه رجل يجهل كيفية التعبير بالكلام عن مشاعره إلا أنه الرجل الوحيد في الكون الذي خاض حرب دامت 132 سنة ليهدي المرأة الجزائرية حريتها مع وطن حر ...............................................
المشهد الثاني :
كنت أستمع لشكاوي زوجة بإهتمام :
-لا يكره شيء زوجي مثل المصاريف.
-هل تعملي ؟
-لا، زوجي حقق لي الكفاف و الحمد لله.
-جيد، قلت لها.
فأبتسمت الزوجة الشابة و قالت لي :
-إنما إختلفت مع زوجي البارحة عندما أخبرته بأنني سأنزل المتاجر في بداية الشتاء هذا لأجدد خزانة ملابسي.
-كم من مرة في العام تجددين خزانتك ؟ سألتها.
-مرتين في العام.
-معني ملابس للشتاء و ملابس جدد للصيف، أليس كذلك ؟
-نعم و لا، ملابس الشتاء و ملابس للربيع.
-آه و هل لديكم أطفال ؟
-نعم إبن واحد.
-إذن زوجك غضب هذه المرة و هل هو معتاد علي الغضب حينما تقدمين له هذا المطلب مرتين في العام ؟
-لا، فقط هذا العام.
-من المؤكد ان غلاء المعيشة جعله يفكر مرتين قبل أن يقبل فكرة تجديد خزانة ملابسك. قلت للزوجة الشابة.
-صحيح لكن لزوجي مدخرات و لي مدخرات من عملي قبل الزواج.
-طيب إذن إشتري من مدخراتك عوض أن تعولي علي مال الزوج.
-مستحيل فهو إشترط علي أنه هو من ينفق علي. إحتجت الزوجة.
-رائع! هذا زوج في مستوي القوامة و المسؤولية المناطة به.
-لكنه يرفض هذه المرة، لاحظت الزوجة.
-هناك فيه حل.
-ما هو ؟
- عوض أن تجددي كل الخزانة، أطلبي منه أن يدفع لك ما هو حقا في حاجة إلي الإستبدال و عديه بان تجديد خزانتك سيصبح مرة واحدة و كل عامين و ليس كل عام ما رأيك ؟
سكتت الزوجة بقت مطرقة ثم رفعت رأسها مبتسمة :
-صحيح لا بد لي أن أرحمه فهو زوج حنون.
بعدها بأسابيع باحت لي الزوجة الشابة بأن زوجها وعدها بأنه سيغير لها خزانتها كاملة مرة واحدة في العام و لكل المواسم :
-قلت لك إنه زوج أكثر من رائع. إعترفت لي و قد توردت وجنتيها.
المشهد الثالث :
تحدثت مع أم أمريكية من أصل جزائري و هذا ما قالته لي عن إبنتيها واحدة منهن في عمر المراهقة :
"تصوري عفاف أمضي وقت لأقوم بعملية غربلة الأغاني التي تسمعها إبنتي، و قد إخترت لها مجموعة من الأغاني القديمة للمغنية الأمريكية تايلور سويفت و علمتها السماع للكلمات دون مشاهدة كليبات هذه المغنية فلبساها في الكثير من تسجيلاتها غير محتشم و في البداية إبنتي لم تفهم لماذا عليها أن تسمع الأغاني التي إخترتها لها و وجدت صعوبة أنا و أبيها علي إفهامها بأن تعرفنا بصديقها و هو زميل لها في الثانوية تصوري ماذا قالت لنا :
-لماذا علي أن آت بألان إلي بيتنا ؟
-لنتعرف عليه يا إبنتي.
-طيب.
وافقت لكن كان يبدو عليها تحفظ لم تعبر عنه أمام والدها لكنها حينما وجدت نفسها لوحدها معي سألتني :
-في حالة ما سأدعو ألان إلي بيتنا هو لن يتقدم لطلب يدي مامي هو مجرد زميل في الثانوية أراجع معه و أدردش معه في الهاتف و فقط و طبعا هو ليس علي ديني.
فأبتسمت لإبنتي المراهقة :
-أتفهم نحن ربيناك علي أن الزميل الذكر لا يجب أن يلمسك و لا أن يختلي بك و لا بأس من ان تراجعي معه دروسك لكن لا بد لنا أن نتعرف عليه أنا و أبيك و نريد لم لا التعرف علي والديه هل سيمانع في رأيك زهرة ؟
فردت علي إبنتي مبتسمة بلغتها الإنجليزية المحببة :
-لا مامي لن يمانع و إن شاء الله سيأتي.
بالفعل عقدنا للفتي موعد و استقبلناه لوجبة الغداء يوم أحد و سعد جدا بلقاءنا و ارتحنا له فهو يحترم حجاب إبنتنا و أخلاقنا كمسلمين ووعد والدها أن يعتبر زهرة صديقة طيبة و لن يتجاوز خط معين معها هذا و سنحت لنا الفرصة في التعرف علي والديه و هما من المسيحيين الملتزمين.
المشهد الرابع :
إتصلت بي أم ملتاعة و قد كتبت لي : "إبنتي تعرفت علي شاب في إطار عملها و قد دعاها عدة مرات خارج البيت و قد أقنعها بأن ترافقه للمرقص السبت المقبل، ماذا أفعل ؟ تعبت في نهيها عن فعل ذلك.
-هل علم والدها بذلك ؟
-أنا مطلقة و والدها أعاد الزواج و لا يهتم بشأنها.
-طيب، هل تعرف أن دينها يحرم علي الفتاة أن تصاحب رجل دون عقد زواج ؟
-يإ إبنتي قالت لي انها ستحافظ علي عذريتها ولكنها تريد أن تزهو قليلا مع صديق.
إبتسمت ثم قلت :
-هل إبنتك لديها صديقات إناث و هل لها إخوة ذكور ؟
-نعم و هم و الحمد لله طيبين و ذو مستوي أخلاقي أفضل منها.
-جيد اطلبي من احد أبناءك أن يعتني بأخته، يخرج معها في نزهات علي البحر أو أن يدعوها للمطعم.
-لكنه إن علم بأمر مصاحبتها لزميلها و قبولها لدعوته في الرقص، سيقتلها.
-أبدا قولي له أنها في حاجة إلي عطف و عليه أن يقنعها بالتي هي أحسن أنها لا بد أن تستبدله بصديقها إلي حين ما يأتي الخاطب و يقدر لها الله عز و جل نصيبها.
-هل بإمكانك أن تتحدثي مع إبني في هذا الأمر، فأنت لديك منطق يقنع الحجر عفاف ؟
ضحكت من قلبي و قلت لها :
-جيد سأفعل سأتصل بإبنك في الصبيحة و سأكلمه إن شاء الله.
تكلمت مع الشاب و أستعملت منطق العقل و القيم و الحمد لله نجحت في إقناعه بأن لا يعنف اخته و أن يكون cool معها و الحمد لله بعد أسابيع إنتبهت أخته إلي إهتمام أخيها و فرحت بدعوته للمطعم و وضعت زميلها في مكانه حينما رفض التقدم إليها.
المشهد الخامس :
تلقيت شهادة فتاة وعدها صديقها بالزواج لكنه بعد ثمانية أشهر من الصداقة، علمت بأنه تزوج بأخري. فانهارت و وجدت نفسي ألبي دعوتها لسماع خيبتها :
-لمذا فعل بي ذلك ؟ فانا أحببته من قلبي و أعرته مالي و و و...
كنت أستمع للفتاة المتحجبة بشفقة كبيرة، فهي تلبس الحجاب الجنسي sexy hijab
و كان علي أن أطبطب علي كتفها و أعبر لها عن كامل تعاطفي مع قلبها المجروح و فعلا الرجال وحوش ثم بصوت جاد قلت لها :
-طيب تريدين نصيحتي كصديقة إبنة خالتك ؟
-نعم قالت لي الفتاة.
-زميلك في الجامعة تلهي بك أخذ مشاعرك و مالك مجانا دون عقد شرعي، لأنك كنت غبية سمحتي له بذلك.
غضبت مني و قالت لي محتجة :
-كان يحبني و هو أهداني زجاجة عطر ...
-كلمة الحب تقال بين الرجل و المرأة عندما يمضيان علي العقد الشرعي و المدني و ليس خارج رباط الزوجية و هو تلاعب بمشاعرك لأنك فتاة طائشة، هل تقدم لك و خطبك ؟
-لا، كان يقول لي أن ظروفه المادية لا تساعده.
-جيد إذا ما الأمر كذلك لماذا خرجت معه و أشتريت له كذا و كذا و أعرتيه مبلغ كبير من مدخرات راتبك ؟
-كانت نيتي صافية.
إبتسمت لها :
-سبحان الله نيتك كانت صافية. يا اختي ما فعلتيه مخالف لشرع الله هل قال لك رسول الله إنفقي علي رجل غريب لا تربطك به علاقة زوجية ؟
-لا إنما فعلت ذلك لأبرهن له أنني إمرأة مستعدة لمساعدته ليتزوجني...
كتمت ضحكة من الأعماق :
-سبحان الله اختي العزيزة لماذا ترخصين نفسك بهذا الشكل ؟ هل قرأت رواية "سر صحراء سيناء" للكاتب الأمريكي فلان ؟
-لا لم أقرأها. أجابتني مندهشة.
-طيب سأذكر لك ما قاله البطل الأمريكي الذي كان يصارع المتطرفين الإسرائيلين : سأتزوج المرأة التي تهرب مني و التي ترفض إعطائي مواعيد و التي تمر علي و كأنني غير موجود. المرأة التي تجعلني أشعر أنني رجل في حضورها. تعلمي من إخواننا الأمريكيين كيف تتمنعي عن الرجل ليعرف قيمتك و شكرا.
26/11/2017