مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/12/19 18:31
إساءة معاملة الطفل في المجتمع

بقلم:الكاتبة الأمريكية  إيف سوليفان
"تذكر أن تلتقط أنفاسك!"
 
مقالٌ نُشر في مركز فريندسFRIENDS) ) الوطني لمنع إساءة معاملة الطفل في المجتمع في النشرة الإخبارية للمجلس الاستشاري للآباء في خريف 2017، والذي نُشر بتصريح من المؤلف.
 
في كثير من الأحيان يتحسر الآباء وأولئك الذين يعملون معهم ويمتعضون من أن "الأطفال لا يمتثلون للتعليمات"، وهذا أمرٌ حقيقي: إذ أننا نحصل على مزيد من الوثائق عند شرائنا لجهاز ميكروويف أكثر مما نحصل عليه عندما نستقبل مولودًا إلى هذا العالم. كيف يمكننا نوازن تلك الحقيقة مع كل من تصاعد موجة النصائح الأبوية ومعدلات الاكتئاب المتزايدة والأمور الأخرى المتعلقة بالصحة العقلية للشباب؟
 
دعني اقترح حلًا لهذه التحديات الثلاثة جميعًا وهي: التحسر والامتعاض لعدم إذعان الأطفال للتعليمات وتصاعد موجة النصائح الأبوية والنكبة المتزايدة التي نراها بين الأطفال، وهو حل أبسط مما يمكنك تخصيله: تذكر أن تلتقط أنفاسك.
 
ربما قد سمعت أن "الأشخاص الذين تعرضوا للأذى يؤذون الآخرين" أو "يتحول الضحايا إلى جناة"، وهي حقيقة بديهية تستدعي الحقيقة المأساوية للإساءة للطفل أو عنف الشريك الحميم. وقد صرح موريه ستروس، وهو أحد المساهمين الرئيسيين لمفهومنا عن الإساءة داخل الأسر، لصحيفة بوسطن غلوب في 2012 قائلًا: "بالنسبة للآباء الذين يصفعون أطفالهم، على المدي الطويل، هناك احتمالات أكبر بأن طفلك قد يصبح كل شيء لا تريد أن تراه فيه- حيث سيصبح شخصًا مُسيئًا، وشخصًا مكتئبًا، وشخصًا يعاني من مشاكل تتعلق بالسيطرة على الانفعالات".
 
يمكننا إبقاء الآباء المؤثرين في المسار الجيد الذي يتبعونه، وفي الوقت ذاته، نكسر حلقة نقل العنف بين الأجيال داخل الأسر، وذلك إذا أجرينا تحولًا أساسيًا ومنسقًا تنسيقًا جيدًا في سياسة طب الأطفال وخدمات الصحة العامة والخدمات الاجتماعية وممارسة برامج تربية أبناء إيجابية ووقائية.
 
ولكن ما العنصر الأساسي في هذا البرمجة؟  في أي عملية تفاعل بيني وبين أحد أبنائي، الذي أصبح راشدًا الآن، أو أحفادي، يتيح لي قول تلك الكلمات الثلاثة "تذكر أن تلتقط أنفاسك" التأمل في حالتي الذهنية والقلبية. وعندئذ، فإنها تمنحني أيضًا فرصة لتدارس ما قد يجول بعقولهم وقلوبهم. أليس ما نريده هو تحلي أبنائنا بالصبر؟ فعندما نتحلى به أنفسنا، فهناك احتمالية أكبر من منحنا له لأبنائنا.
 
إن تثقيف الآباء - بشأن تنمية الطفل (ما نتوقعه من الأطفال في كل مرحلة)، وكذا مهارات تربية الأطفال (ما الذي يجب فعله في هذا الموقف؟) والتعلم العاطفي الاجتماعي (كيفية السيطرة على الصراعات الداخلية والصراعات بين الأفراد) -يمكن أن تساعد الآباء والأمهات في تطوير توجهات وسلوكيات إيجابية. ومن ثم، يجب علينا إتاحة تعليم تربية الأطفال وإمكانية الوصول إليه وبسعر في متناول اليد وجذاب لجميع الآباء.
 
كذا، يجب علينا أيضًا الإقرار بأن الفتيان والفتيات والآباء والأمهات لديهم احتياجات مختلفة ويتمتعون أحيانًا بأنماط تواصل متباينة. وبالرغم من أن حركة النساء في الولايات المتحدة قد حققت تقدمًا اجتماعيًا مذهلًا، إلا أن قليل من المؤيدين لها ذهبوا ها لأبعد الحدود، مع وجود عواقب وخيمة عند الفتيان. وقد كان أحد تلك العواقب أن معايير السلوك بالصف الدراسي والإنجاز الدراسي طبيعي أكثر لدي الفتيات من الفتيان.
 
تًعد الناحية البدنية ميزة في طبيعة الفتيان، وليس عيبًا! إذ يحتاج الفتيان بصفة عامة مزيدًا من التدريب أكثر من الفتيات. ونحن بحاجة إلى إدراك ذلك على المستوى الفردي وفي أسرنا، وعلى المستوى الاجتماعي وفي المدارس، وكذلك في برامج تربية الأطفال التي ستشرك الآباء من خلال عرض مزيدٍ من الأنشطة البدنية ومنحهم مزيد من الوقت لهم.
 
إذا أولينا الآباء اهتمامًا أفضل، سيُبلى الآباء بلاءً حسنًا مع أطفالهم. ستجد في المراجع المذكورة أدناه وجهات نظر تدعم "دعوتنا" لتعليم تربية الأطفال عالميًا: http://bit.ly/2huhjtI. فمن خلال كلٍ من السياسة والممارسة، سيكون لتعليم تربية الأطفال قدرة هائلة على التقليل أو حتى الحد من الأسباب الكامنة وراء الإساءة للطفل والعنف المنزلي ودعم كثيرٌ من الآباء الرائعين الذين يبذلون قصارى جهدهم وينشئون أطفال متفائلين يتمتعون بالمرونة في منازل مليئة بالدفء والحب.
 
قدمه: إيف سوليفان
مؤسس منتدى الآباء
كامبريج، ماساتشوستس
 
المراجع
= الكتب

  • The Gardener and the Carpenter: ماذا تخبرنا العلوم الجديدة لتنمية الطفل بشأن العلاقة بين الآباء والأبناء، ألفه اليسون غوبنيك عام 2016.

  • Love Me This Way: عبارة عن دليل إرشادي لتنمية الثقة بالنفس والفرح، ألفه لي إلين أفن عام 2012

  • The War Against Boys: كيف تتسبب السياسات المُضللة في أذى شبابنا، ألفته كريستينا هوف سومرز، عام 2013.

Where the Heart Listens، ألفه إيف سوليفان عام 2010
 
=أفلام DVD

  • The Mask You Live In، 2015، أخرجه جنيفر سيبيل نيوسوم (TheRepresentationProject.org)

 
= المنظمات

  • Advancing Parenting (advancingparenting.org)

  • National Parenting Education Network (npen.org)

 

أضافة تعليق