أبرزت كثيرٌ من الدراسات القرآنية الحديثة، التي أفادت من نظريات النقد المعاصر، جملة من القيم الفلسفية الرفيعة، وجماليات التنغيم الصوتي، وأسرار الحضارة وروحها، ومعالم العمران في القرآن الكريم؛ حتى ليصحّ القول إن في هذا الكتاب العظيم الشفاء الأتمَّ لأزمات البشر، حيث تعثّرت كلُّ المناهج الأرضية عن بلوغ دوائها.
ومن تلك المؤلفات كتاب للدكتور طه جابر العلواني بعنوان: الجمع بين القراءتين.
وهو كتاب صغير الحجم، لكنه مكثّف وعميق، حتى إن القارئ ليتمنى لو طال ليكون أسهل تناولاً.
فكرة الكتاب تقوم على استخلاص سنن الله الكونية والحضارية من سورة العلق، وتحديداً عند لفظتين وردتا في السورة هما: "اقرأ"، وقد تكررتا مرتين في قوله تعالى:
"اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم"
وبعد حديث عن المترادفات والمتماثلات في ألفاظ القرآن الكريم، واستعراض أقوال بعض مشاهير المفسرين، يتوصل المؤلف إلى أن لكل لفظة من "اقرأ" معنى خاصّاً:
"القراءة الأولى:
القراءة في الذات الإنسانية؛ أي يا محمد، اقرأ عليهم ليهتدوا إلى مهام الاستخلاف، وحق العمران، والقيام بواجب الائتمان.
القراءة الثانية:
قراءة الكون، والنظر في الخلق، ومعرفة ما دوّنته البشرية من فهم له.
فبالقراءتين معا، تُدرك الفروق بين الأمم التي استفادت من الوحي واتبعته، وبين الأمم التي تجاهلته، فتعاملت مع الطبيعة وحدها دون استنارة بهداية الوحي، أو التي أهملت الكون والتجارب البشرية وعبر التاريخ ودروسه".
إن مثل هذه الدراسات المقاصدية الحديثة، تنبع من روح العصر، ولا تعلن القطيعة مع التراث، بل تجمع بين الخبرتين المعرفيتين؛ ترفد الفكر، وتبصّر بالمنهجية الحقة الشاملة للبناء، وتعرّف الإنسان بحقيقته وعجزه وافتقاره أمام عظمة الله الخالق سبحانه العليم الخبير، حتى تعود البشرية إلى رحابه، فتهتدي.
ومن تلك المؤلفات كتاب للدكتور طه جابر العلواني بعنوان: الجمع بين القراءتين.
وهو كتاب صغير الحجم، لكنه مكثّف وعميق، حتى إن القارئ ليتمنى لو طال ليكون أسهل تناولاً.
فكرة الكتاب تقوم على استخلاص سنن الله الكونية والحضارية من سورة العلق، وتحديداً عند لفظتين وردتا في السورة هما: "اقرأ"، وقد تكررتا مرتين في قوله تعالى:
"اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم"
وبعد حديث عن المترادفات والمتماثلات في ألفاظ القرآن الكريم، واستعراض أقوال بعض مشاهير المفسرين، يتوصل المؤلف إلى أن لكل لفظة من "اقرأ" معنى خاصّاً:
"القراءة الأولى:
القراءة في الذات الإنسانية؛ أي يا محمد، اقرأ عليهم ليهتدوا إلى مهام الاستخلاف، وحق العمران، والقيام بواجب الائتمان.
القراءة الثانية:
قراءة الكون، والنظر في الخلق، ومعرفة ما دوّنته البشرية من فهم له.
فبالقراءتين معا، تُدرك الفروق بين الأمم التي استفادت من الوحي واتبعته، وبين الأمم التي تجاهلته، فتعاملت مع الطبيعة وحدها دون استنارة بهداية الوحي، أو التي أهملت الكون والتجارب البشرية وعبر التاريخ ودروسه".
إن مثل هذه الدراسات المقاصدية الحديثة، تنبع من روح العصر، ولا تعلن القطيعة مع التراث، بل تجمع بين الخبرتين المعرفيتين؛ ترفد الفكر، وتبصّر بالمنهجية الحقة الشاملة للبناء، وتعرّف الإنسان بحقيقته وعجزه وافتقاره أمام عظمة الله الخالق سبحانه العليم الخبير، حتى تعود البشرية إلى رحابه، فتهتدي.