مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2025/03/17 11:35
رمضان في منتصفه: فرصة لإعادة المعنى
رمضان.. ثورة على المادية والوجودية والتصورات العلمية التابعة للمخابرات الأمريكية. 
 
رمضان ثورةٌ على التبعية، على استبداد المادة. إنه نافذةٌ تُفتح على السماء، في عالمٍ يُحاصرنا بالشاشات، ويُصنّع العقول في مصانع الاستهلاك. ثورة على فلسفة ما بعد الحداثة ، والذين فصلوا بين جمال الشكل والمضمون. على أولئك الذين قالوا: الفن للفن ، ليقول رمضان : بل للأخلاق. 
 
في القرآن، تجد التصوير المذهل.. المعبر بدقة عن تخبط هذا الإنسان المعاصر:
"أو كظلماتٍ في بحرٍ لجيٍّ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحاب، ظلماتٌ بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور."
أليست هذه ظلمات الشك والحيرة في أعماق الإنسان المعاصر؟ والذي تحاصره المذاهب الفكرية من كل اتجاه، الغارق في وفرة المعلومات، والمحروم من المعرفة؟ المتخم بالأشياء، والجائع للمعنى؟ 
 
"اقرأ."
أول كلمة نزلت، لأنها أول خطوة في التحرر. ليست "صلِّ" أو "آمن"، بل "اقرأ"، لأن الإيمان بلا وعيٍ خرافة، والصلاة بلا فهمٍ عادة، والصوم بلا فكرٍ تجويعٌ لا أكثر. 
 
حرية العقل من سطوة الفوضى الفكرية.
حرية الروح من سجن المادة.
حرية الإنسان من عبوديته الحديثة، حيث يُباع ويُشترى تحت لافتات براقة: السوق، الإعلام، اللذة، العلم الموجه. 
 
إنه الإعلان عن ثورة الإنسان ضد الآلة، ضد الاختناق الروحي. 
 
لا تخبر الشعبَ عنهم إن أعينَهُ                    ترى فظائِعهم مِن خلف أستارِ
والظلمُ مهما احتمتْ بالبطش عصبتُهُ          فلم تُطِق وقفةً في وجه تيارِ البردوني
 
 
أضافة تعليق