مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2019/07/20 13:45
بزوغ الأمل من بين ثنايا اليأس
 
إفتخار عبده
السبت 20 يوليه 2019 09:29
 
على بعد مسافات من الأمل وسيطرة اليأس الخانق على بني البشر، وفي ظل ازدحام الهموم وكثرة المهمات التي يشعر الناس أنهم غير خارجين من عنق الزجاجة ومن الحلبة التي هم فيها.. تنزل الكربات على النفوس حتى تصيبهم بالقنوط واليأس من كل قادم وذاهب.
 
هناك وفي ذلك الوقت الشديد والحاجة الماسة والأوقات الصعبة ، تأتي رحمة الله نازلة من السماء لتوضح للعالم أنْه ما زال العدل في هذه الأرض وأن رحمة الله تسع كل شيء.
 
فبعد أن ذاق اليمنيون مرارة شح المياه وعذاب انعدامها وباتوا يبحثون عنها ليل نهار، ويقطعون المسافات الطوال للحصول عليها؛ هاهي رحمة الله تنزل عليهم اليوم فتثبت أفئدتهم  وتشعرهم أنه مازال في الوقت متسع للحلم، للأمل و للعمل، وللحياة الهنيئة، فالأشجار التي كانت عارية بالأمس، التي كانت تنتظر قدوم من سيجتثها، ها هي اليوم خضراء تسر الناظرين، والبعض منها قد بدأت تظهر خيراتها لأصحابها  لتشعرهم أن الأمل قادم من بين ثنايا اليأس وأن بعد الليل فجر منير.
 
إن لنزول الأمطار في اليمن السعيد دور كبير في تعديل النفسيات اليمنية الضيقة المليئة بالهموم والمآسي جراء الحرب والإبادات البشرية، فقد كان الناظر في الجبال لا يرى فيها إلا الاحمرار الباعث للأسى والعطش والخوف أو يرى دخان انفجار الألغام التي عادة ما تنفجر على الأبرياء من المارين في الجبال ورعاة الغنم، مما يبعث في صدره الضيقة وحب الموت انتصارا للذات المقهورة داخلياً وخارجياً.
 
الآن تحولت النظرة بعض الشيء إلى الواقع، حدث نوعٌ من التفاؤل.. انسجام مع الطبيعة أو هروب إليها، فالتعايش مع الطبيعة أحدث أريحية لأبناء اليمن السعيد.
 
 حتى إذا كان الواقع مليئا بالأسى فالطبيعة تحاول أن تنسيك تلك الأحداث المقلقة.. تذهب إليها تأخذ نفساً عميقا تشعر بحنية هذه الأرض عليك وتشعر بعظمتها، تتذكر قدرة الله في أن ينصر المظلومين ويغيث المنكوبين وينقذ المتضررين فالله ناصر عباده ولو بعد حين من الزمن.
أضافة تعليق