مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
الساحل السوري .. الانفجار الكبير المرتقب
التقارير الواردة من الساحل السوري وتحديداً من طرطوس وجبلة معقلي النظام الطائفي السوري تشير إلى حالة من الغليان والفوضى وصلت إلى عمليات قتل وسط الطائفة العلوية، فأهالي طرطوس من الشبيحة ومقاتلو النظام يرفضون الآن القتال خارج مدينتهم بعد أن فقدوا أكثر من عشرين ألف قتيل خلال الثورة السورية، حيث تضع تقديرات خاصة عدد قتلى الطائفيين في سورية بـ 123 ألف شخص وربما ثلاثة أضعافهم من الجرحى والمعوقين، ووفقاً للمصادر الخاصة فإنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط قتل أكثر من 50 شخصية علوية في طرطوس بظروف غامضة.. تزامن هذا مع الانهيارات العسكرية غير المسبوقة للنظام الطائفي في محافظة إدلب حيث تمكن جيش الفتح من بسط سيطرته تقريباً على كامل المحافظة المحاذية للساحل السوري وهو ما يعني أن المعركة القادم الساحل حيث معقل النظام وخزانه البشري القتالي، وسقوطه يعني ضربة قوية للنظام إن كان بسقوطه أو بقطع الطريق عليه في إقامة دويلته الذي يلوح بها أحياناً. هذا التوتر بين العلويين في الساحل الذي دفع بشار الأسد إلى سحب الأسلحة الثقيلة من لواء صالح العلي ، هو نفسه الذي حث قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني إلى التدخل فقام بزيارة إلى جورين العلوية القريبة من إدلب برفقة رئيس هيئة أركان جيش العصابة الأسدية، وتعهد سليماني للعلويين في المنطقة بالدفاع عنهم وحمايتهم، ولكن ما فاته ربما أن النظام الأسدي في عز عنفوانه حين كان يخضع له أكثر من 800 ألف مقاتل تحت السلاح بين جيش وشبيحة وأمن وداخلية قد عجز عن إخماد الثورة وهزيمتها، فهل يستطيع قاسم سليماني ببضعة آلاف أن يهزم الثورة ويحقق مفاجآته التي وعد بها، و التي كانت مفاجآت ولكن عليه لا له .. لكن اللافت أن قاسم سليماني دشّن حضوره في جورين بإعدام ميداني بحسب تقارير الثوار لثلاثة من ضباط النظام الكبار الذين فروا مع المئات أمام تقدم جيش الفتح في بسنقول ومحمبل بالريف الإدلبي، وهو ما عزز الخلاف والتوتر بين جيش العصابة الأسدية وبين المليشيات الطائفية التي يديرها ويشرف عليها قاسم سليماني والتي ينظر إليها مقاتلو النظام على أنها صاحبة الأمر والنهي .. جيش الفتح اليوم بإدلب يتقدم بثبات وسرعة كبيرين باتجاه الساحل، ومجاهدو الساحل أطلقوا عملياتهم أخيرا، وسيطروا على نقاط مهمة مطلة على قرى علوية بالساحل، أما من المنظور الدولي فإن روسيا يبدو قد تخلت عن النظام الأسدي ولم يعد لديها الرغبة في الدفاع عن دويلة علوية بالساحل كما تريد إيران لاستمرارية نفوذها ودورها ولو على كومة أحجار سورية ، بينما روسيا من مصلحتها الاستراتيجية وجود سورية الموحدة لتبقى لاعباً مهما في المنطقة أولاً ، وثانياً لأنها مهجوسة تماماً وقلقة من إقامة الدويلات ولو كانت علوية لأن ذلك قد يفتح عليها أبواب الجحيم في القوقاز والشيشان، الذي طالما قاتلته ومنعت وقوعه.. النظام الأسدي في حالة انهيار كامل وما ذكرته الواشنطن بوست أخيراً من أن كبار الضباط والمسؤولين من الحلقة الضيقة قد حصلوا على تأشيرات سفر للخارج من أجل اللجوء، يشير إلى حجم الإحباط الذي يعاني منه هؤلاء الضباط بإمكانية الصمود في وجه الثورة السورية، ولعل تساهل النظام السوري وقوى اقليمية ودولية مع تنظيم الدولة الإسلامية أخيراً إن كان في تدمر أو في الريف الحلبي يشير بوضوح إلى أن العالم اليوم سيستعير دوره في معاقبة الشعب السوري إما الأسد أو داعش، وإلا فلماذا غابت كل الحملات الجوية للتحالف الدولي عن تقدم تنظيم داعش في تدمر والريف الحلبي، وحتى أن طيران النظام كان يمهد لتقدم داعش في الريف الحلبي بقصفه مواقع الثوار... حزب الله هو الآخر في حالة من التخبط والفوضى عكسه ظهور زعيمه حسن نصر الله على الشاشة ثلاث مرات في أسبوع واحد، وجاء شن المجاهدين لعملياتهم في القلمون استباقاً لعملياته التي كان يعد له لتحرجه تماماً أمام طائفته وأمام العالم كله، حيث بدا وكأنه حزب من نمر، ولعل ما تسرب من نقله لحوالي مائة وخمسين دبابة من سورية إلى لبنان دون أن تتعرض لها طائرات الكيان الصهيوني يشير بوضوح إلى حالة نفض اليد من الوضع السوري واستعداده لمرحلة لبنانية بنشر الفوضى والخراب والدمار في لبنان، تماماً كما عهدته جبال وسهول سورية. موقع *المسلم*