يعيش المسلمون اليوم في عصرٍ تتماوجُ فيه الاتجاهات الفكرية وتتباين، ويشهد الجيل الحالي وخصوصاً الشباب والناشئة؛ اصطراعاً فكرياً، يأخذ مدىً بعيداً في توجيهه، بل إنَّ هناك جهاتٍ شتى تنأى به عن الجادّة التي هدى إليها ديننا القويم، كذلك نجد الساحة الإسلامية اليوم يحتدمُ فيها النزاع، وتشتدُّ فيها المنافسة بين القنوات الإعلامية المتعددة (مقروءة، ومسموعة، ومرئية) والتي تحمل الغَثَّ والسمين مما هو مبثوث داخل المجتمعات الإسلامية، أو ما يَفِدُ إليها من مجتمعاتٍ شتَّى، وهذا تأكيد لما ذهب إليه المختصون في دراسة الغزو الفكري، من أنَّ (الفكر والثقافة والآيديولوجيا)، هي محاور الصراع الذي تُخطِّط له القوى العالمية الغازية، والتي تهدف (فيما تهدف إليه) إلى العمل الدائب على تحويل التوجُّه الفكري والثقافي لدى شباب المسلمين إلى وجهات التطرُّف والعَلْمانية والمادية، التي تسود الفكر العالمي، بعيدًا عن مُعطيات الإسلام ومبادئه المتوازنة.