حتى يومنا هذا لم يعرفوا معنى الوطن! وأنه ذلك الإنسان الذي يتحدث بلغتك ويدين بدينك ويؤمن بمعتقداتك وأعرافك وقيمك، ويجري فيه نفس الدم الذي فيك، الحي الذي نشأت فيه وترعرعت فيه أحلامك، وألفت ناسه، وعاشرتهم وتبادلت معهم الأفراح والأتراح، وتقاسمت معهم الزاد، المكان الذي استنشقت هواءه وشربت من مائه، هو الذي ينخلع قلبك كلما ابتعد عنه واجتاح الحنين فؤادك ومشاعرك ، الأرض التي تأكل وتنعم من خيراتها، وتحرثها وتبني عليها مسكنك وبيت أحلامك، وتعيش فيها بأمن وسلام واطمئنان وحب وتآلف هذا هو الوطن.