باسم الإنسانية ، يكون العطاء حق من حقوق الحياة للأحياء لا مجال فيه لأموات الإحسان .
العطاء مواسم وفصول تتعدد فيه الأصوات بتعدد المواسم والفصول .
حظك من العطاء حرف بين أربع سطور ..
لا يعطي الإنسان أكثر مما عنده ، ولا يجوز أن يُطلب إليه ما ليس في مستطاعه .
بعضهم يُعطي من قليله وكثيره لا يلتفت إلى ما ذهب وما بقي !
وبعضهم يُعطي القليل الذي لا يملك إلا هو !
وآخر يَعسر عليه حتى المرور بتفكيره ، يخشى الحاجة وهل الخوف من الحاجة إلا الحاجة نفسها ؟ !
أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - سرية ، فضافوا على قوم فلم يضيفوهم ، فجلسوا قريباً منهم، فلُدغ سيدهم ، فجاءوا إلى هؤلاء القوم وقالوا:
هل منكم من راق؟
قال رجل منهم: نعم أنا راق ، لكني لا أرقيكم إلا بكذا وكذا من الغنم .
فقالوا: أرق سيدنا .
فقرأ عليه سورة الفاتحة ، فزال أثر اللدغة وكأنما نشط من عقال ، فأخذوا عدداً من الغنم ، وقيل: عددها ثلاثون، وجاءوا بها إلى المدينة ، وكأنهم تحرجوا، أي تحرج بعض الصحابة أن يأكل من هذه الغنم وقد أخذت رقية على كتاب الله - عز وجل - ، فلما جاءوا إلى المدينة أخبروا الرسول - صلى الله عليه وسلم –
فقال - صلى الله عليه وسلم -: وما أدراك أنها رقية ؟ اقسموها واضربوا لي بسهم .
صحيح البخاري
( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) 82 الكهف
الحياة اليومية تُمدنا بالمناسبات العدة والفرص الكثيرة للتمرس بقاعدة الاحتفاظ بجو الحقيقة الإنسانية على بعد في الزمان والمكان ، فكيف يمكن التعاطي معها ؟ هذا هو السؤال .
قرية ترفض ، وحي يمتنع ، وثغرة صامتة في جدار أب صالح ، وأرق ملدوغ في حي شحيحٍ ذكي ! ثم بناء و رُقيا.
تأرجح إنساني بين الإثم والطهارة ينتهي بتسليم قوى الامتناع و حظر للجانب المعتم من الإنسان
ما الحياة إلا ، توازن مهول بين موقف وضده يقف فيه الإنسان بين فظاعات فعله وبطولاته .