مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2022/05/07 00:59
الإسلام يؤرقهم
الإسلام يؤرقهم

أدعياء العلمانية العرب مخدري الوعي ، مغيبي عن إدراك واقع مجتمعاتهم ، أرادوه مجتمعاً علمانياً غربياً وما فهموا المعنى الصحيح للعلمانية ولا البعد التاريخي والإرث الثقافي البائن بين الغرب والشرق .
يحاربون الإسلام كدين ، يلفون حبلاً حول كل ما هو إسلامي ليخنقوه ، يجترون مصطلحات لا تواجه الفشل والمعوقات التي تعاني منها المجتمعات العربية بل تزيد منها ، لا يفكرون بالدروس الخفية ولا الحلول المحتملة ولا الثمرات المستخلصة منها فيجعلون منها بذوراً للنجاح وإنما يجترون مفردات كل المشكلات ويلصقونها بالإسلام !.
يرفضون الغيبيات المؤكدة فيه من كتاب العزيز الحميد ويؤمنون بغيبيات الوثنية في علاقاتهم مع من يتشدقون بصحبتهم ؟!
يرفضون معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم- ويهللون لقارئي الأبراج وتوقعاتهم ؟!
يهاجمون شعائر الدين الإسلامي وغيبياته ويعظمون  مقابر وتوابيت أمم بائدة لا لأنها حضارة فقط بل لأن كائنات فضائية نزلت بساحتهم فشيدت معهم وبنت ؟؟؟!! ويريدون للمسلمين القطيعة الكاملة مع تاريخهم ودينهم .
يتمثلون شخصيات الغرب ساسة ومفكري ويشيدون بأفكارهم وينسون أن هؤلاء أصحاب العلمانية  يقفون على أعتاب الكنائس ليلاً يتسولون صكوك الغفران ؟!
يتراءون بين صفوف النسوية الخائبة فالمرأة  ظلمها الإسلام ويلوحون بمفردتين
 ( الحريم والجواري ) والحرمة لا تكون إلا لثمين مقدس وأنى لهم أن الفهم ، ولكل عصر جواريه ، والفن ورسالة نسائه العظمى على قارعة الأغاني والتمثيل بالعشرات عاريات بين أيدي الرجال بثمن وبلا ثمن لا مهانة فيه ولهن يصفقون !.
يهاجمون المصدر الثاني للتشريع ، حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، مرة في شخص أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وأخرى في شخص أبي هريرة - رضي الله-  عنه جهلاً بدعوة الأكرم - صلى الله عليه وسلم -  بالبهجة والنضارة لمن بلغ عنه :
"  نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ "

علمانيتهم حسب المزاج ؟
يتصالحون مع كل الأديان ويقدحون في الإسلام وأهله ؟
يؤمنون بالحرية في المعتقد و الفكر والتعبير وحتى اللباس مما يتنافى  مع الفطرة السليمة والأدب والأخلاق فإذا ما اقترن الأمر بالإسلام صاحوا بلغة مليئة بالفراغات المعرفية والملغومة باحتمال واحد الإسلام ومبادئه السبب ، والحقيقة أن ما يجرون خلفه سيظل دائماً يتناءى حتى ولو بلغوه سترجح إخفاقاتهم في ميزان دعواهم على نجاحاتهم .
يحكى أنه عرض على ابن سينا الطبيب المسلم الكبير مريض أعيا الأطباء أمره ، فلما خاطبه واستخبر قصته علم أنه عاشق مريض بالحب ولكنه رفض أن يخبره باسم محبوبته ، فعلم ابن سينا أن لا علاج له إلا بالاستدلال على المحبوبة لتعامل مع عواطفه التي سببت له هذه العلة .
 أمر الطبيب بإحضار أحد العارفين بشوارع المدينة وأحيائها وسكانها وأجلسه بجانبه وطلب منه أن يرددها حياً حياً على مسمع الشاب المريض وهو قابض غلى رسغ المريض يجس نبضه في ذات الوقت ، فلما ذكر اسم حي معين زاد نبض الفتى فطلب الطبيب من الرجل أن يعدد أسماء الشوارع إلى البيوت فزاد نبض المريض عند ذكر شارع وبيت وأسرة معينة إلى أن ذكر اسم فتاته فصار نبض المريض أسرع ما يكون فسأله : أهي محبوبتك فأجاب نعم .
عند هذا الحد انتهت القصة ولا ندري بعد ذلك هل زوجه الطبيب فتاته فانتهت علته ؟ أو أخضعه لعلاج نفسي لعلاجه من الآثار الانسحابيه فصرفه عنها إلى أخرى ؟ أو أن قلب الفتى زاد اضطرابه  فمات من حبه .
على كل حال قد يسأل أحدهم عن المغزى من الاستشهاد بهذه القصة في هذه الأسطر ؟
بدى لي أن العلمانيين العرب مولهي بحب العلمانية تائهين في غرامها بدون فهمها أو الحصول عليها وأن اضطرابات في عقولهم وقلوبهم أمرضتهم ويعتقدون أن العلاج في الحنق على الإسلام والصاق التهم فيه لأن الإسلام يؤرقهم ، وأكرر  أن ما يجرون خلفه سيظل دائماً يتناءى حتى ولو بلغوه سترجح إخفاقاتهم في ميزان دعواهم على نجاحاتهم .
 .

 
أضافة تعليق