هديتي للنصارى في عيد الميلاد
مع دخول عام ميلادي جديد رأيت أن أذكر النصارى بتسامح الإسلام الحقيقي وروعة التعايش في ظله .
" هذا ما أعطى عبدالله ( عمر ) أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، سقيمها وبريئها وسائر ملتها، ألا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود "
هذا ما جاء في العهدة العمرية الذي وقعه مسيحي القدس يترأسهم كبير أساقفتهم ( صفرونيوس ) والتي ضمنت للمسيحين حياة كريمة في الدولة الإسلامية الفتية ، والذي يعد أقدم ميثاق دولي يدعو إلى احترام الشعائر الدينية، وصيانة الأماكن المقدسة.
ولما حانت صلاة العصر وأراد عمر - رضي الله عنه - الصلاة دعاه (صفرنيوس ) إلى الصلاة في الكنيسة ولكن سيدنا الفاروق رفض ؛ حتى لا يأتي أقوام من بعده فيهدون الكنيسة ويبنوا مكانها مسجد ، وهذا بالفعل ما صار ، صلى خارج الكنيسة ، وبُني مكان مصلاه مسجد عمر ملاصقاً لجدارها .
ومما جاء من بنود هذا الميثاق ألا يساكن اليهود النصارى شرطاً اشترطوه ووافق عليه عمر - رضي الله عنه - ،وهنا علامة استفهام ؟ وعلى كل نصراني الإجابة بما يراه .
وإذا كان (صفرنيوس ) أعطى مفاتيح كنيسة القيامة لعمر لتكون أمانة عند المسلمين فإن الفاروق - رضي الله عنه - أسند لعائلة مسلمة أنصارية خزرجية تنسب إلى الصحابية الجلية ( نسيبة بنت كعب المازنية ) - رضي الله عنها - التي قاتلت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد وجعلت جسدها دونه - صلى الله عليه وسلم - يقول عليه السلام :
" ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا وأراها تقاتل دوني" فمن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟!
أسند لهذه العائلة الكريمة ( عائلة نسيبة ) مهمة فتح وإغلاق الكنيسة والقيام بحراستها وصيانتها ؛ تجنباً لأي اشتباك يقع بين الطوائف المسيحية المختلفة في السيطرة على الكنيسة ( كنيسة القيامة ) أعرق الكنائس المسيحية على الإطلاق ، ولا يزال هذا العهد محفوظاً لدى سدنة كنيسة القيامة في القدس .
وإن كان البعض يطلق عليها كعبة النصارى وعلى زائريها حجاج بيت المقدس فإني على تواضع ما أعلم لا أرى البتة التجاوز عن هذا الإطلاق ، فلا كعبة ولاحج إلا ما أقامه الخليل - عليه السلام- ونادى إليه ، وما عدا ذلك فعبادة لأهلها وإلا جاز أن يطلق على أماكن وأصحاب كل عبادة حجاج وكعبة .
وحين سقطت بيت المقدس في الحروب الصليبية 492 هـ في يد الصليبين انتزعوا المفاتيح من أسرة نسيبة فلما استعادها صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – 583 هـ أعادها إليهم وأشرك معهم أسرة هاشمية ( جودة الحسينية )
( فآل جودة ) يحتفظون بمفاتيح أبواب كنيسة القيامة وينتظرون مع أول الفجر عند الباب حيث يقدم كبير (آل نسيبة ) يفتح أبواب الكنيسة ليدخل الكاهن ويبدأوا صلواتهم ، ثم يعيدوا المفاتيح مع خروج آخر مصلى لآل نسيبة فيعيدونها لآل جودة ، ويشاركونهم طقوس وأختام أعيادهم كسدنة حيث تُجمع الطوائف المسيحية على إبقاء هذه المهمة للعائلتين المسلمتين، إذ يتم إعادة تسليم المفتاح لهما ثلاث مرات في السنة تتزامن عند الطائفة اللاتينية بـ(خميس الغسل)؛ وعند طائفة الروم بـ(الجمعة الحزينة)؛ والطائفة الأرمينية ( بسبت النور) ، وكانت لهم مصطبة يجلسون عليها لحين انتهاء مهمتهم أزالتها اسرائيل عام 1967 م ولم تعد ترميمها إلى الآن فاستبدلوها بكرسي خشب ، وهذا هو الحال منذ عهود .
فهل رأيتِ أمة الصليب أعدل من أمة الهلال ؟! وهل تعاملين بالمثل ؟
مع دخول عام ميلادي جديد رأيت أن أذكر النصارى بتسامح الإسلام الحقيقي وروعة التعايش في ظله .
" هذا ما أعطى عبدالله ( عمر ) أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، سقيمها وبريئها وسائر ملتها، ألا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود "
هذا ما جاء في العهدة العمرية الذي وقعه مسيحي القدس يترأسهم كبير أساقفتهم ( صفرونيوس ) والتي ضمنت للمسيحين حياة كريمة في الدولة الإسلامية الفتية ، والذي يعد أقدم ميثاق دولي يدعو إلى احترام الشعائر الدينية، وصيانة الأماكن المقدسة.
ولما حانت صلاة العصر وأراد عمر - رضي الله عنه - الصلاة دعاه (صفرنيوس ) إلى الصلاة في الكنيسة ولكن سيدنا الفاروق رفض ؛ حتى لا يأتي أقوام من بعده فيهدون الكنيسة ويبنوا مكانها مسجد ، وهذا بالفعل ما صار ، صلى خارج الكنيسة ، وبُني مكان مصلاه مسجد عمر ملاصقاً لجدارها .
ومما جاء من بنود هذا الميثاق ألا يساكن اليهود النصارى شرطاً اشترطوه ووافق عليه عمر - رضي الله عنه - ،وهنا علامة استفهام ؟ وعلى كل نصراني الإجابة بما يراه .
وإذا كان (صفرنيوس ) أعطى مفاتيح كنيسة القيامة لعمر لتكون أمانة عند المسلمين فإن الفاروق - رضي الله عنه - أسند لعائلة مسلمة أنصارية خزرجية تنسب إلى الصحابية الجلية ( نسيبة بنت كعب المازنية ) - رضي الله عنها - التي قاتلت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد وجعلت جسدها دونه - صلى الله عليه وسلم - يقول عليه السلام :
" ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا وأراها تقاتل دوني" فمن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ؟!
أسند لهذه العائلة الكريمة ( عائلة نسيبة ) مهمة فتح وإغلاق الكنيسة والقيام بحراستها وصيانتها ؛ تجنباً لأي اشتباك يقع بين الطوائف المسيحية المختلفة في السيطرة على الكنيسة ( كنيسة القيامة ) أعرق الكنائس المسيحية على الإطلاق ، ولا يزال هذا العهد محفوظاً لدى سدنة كنيسة القيامة في القدس .
وإن كان البعض يطلق عليها كعبة النصارى وعلى زائريها حجاج بيت المقدس فإني على تواضع ما أعلم لا أرى البتة التجاوز عن هذا الإطلاق ، فلا كعبة ولاحج إلا ما أقامه الخليل - عليه السلام- ونادى إليه ، وما عدا ذلك فعبادة لأهلها وإلا جاز أن يطلق على أماكن وأصحاب كل عبادة حجاج وكعبة .
وحين سقطت بيت المقدس في الحروب الصليبية 492 هـ في يد الصليبين انتزعوا المفاتيح من أسرة نسيبة فلما استعادها صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – 583 هـ أعادها إليهم وأشرك معهم أسرة هاشمية ( جودة الحسينية )
( فآل جودة ) يحتفظون بمفاتيح أبواب كنيسة القيامة وينتظرون مع أول الفجر عند الباب حيث يقدم كبير (آل نسيبة ) يفتح أبواب الكنيسة ليدخل الكاهن ويبدأوا صلواتهم ، ثم يعيدوا المفاتيح مع خروج آخر مصلى لآل نسيبة فيعيدونها لآل جودة ، ويشاركونهم طقوس وأختام أعيادهم كسدنة حيث تُجمع الطوائف المسيحية على إبقاء هذه المهمة للعائلتين المسلمتين، إذ يتم إعادة تسليم المفتاح لهما ثلاث مرات في السنة تتزامن عند الطائفة اللاتينية بـ(خميس الغسل)؛ وعند طائفة الروم بـ(الجمعة الحزينة)؛ والطائفة الأرمينية ( بسبت النور) ، وكانت لهم مصطبة يجلسون عليها لحين انتهاء مهمتهم أزالتها اسرائيل عام 1967 م ولم تعد ترميمها إلى الآن فاستبدلوها بكرسي خشب ، وهذا هو الحال منذ عهود .
فهل رأيتِ أمة الصليب أعدل من أمة الهلال ؟! وهل تعاملين بالمثل ؟