جهاد الكريمي
يُقاتلنا فقرٌ على الضّعف مُدقعُ
ويصحبنا جوعٌ وخوفٌ مُروّعُ
يُوزّعُ فينا الداءُ والموتُ مثلما
على فقراء الحيّ عونٌ يوزّعُ
تخطّفت الأهوالُ آمالنا ضُحىً
وأجهضت الآفاتُ فجراً يُشعشعُ
فمن بعد بؤسٍ قاتمٍ يعقبُ الونى
كطفلٍ غدونا من حمى الشرّ يرضعُ
لقد أُغلقت كلُّ الجهات، فلا نرى
إلى أيّ رُكنٍ من مُدى القتل نهرعُ
رفيقي لمن أشكو وقد خارت القُوى
وصوتي كليمٌ بوحهُ يتقطّعُ!؟
وقد خانني خلٌّ وصحبٌ ومعشرٌ
ولم يبق حتّى من لشكواي يسمعُ
وما خلتُ أن أحيا زماناً به أرى
خصيمي أميراً أمرُهُ ليس يُرجعُ
وأقبح يومٍ فيه تغدو حوائجي
بدار عدوٍّ عاش في الحقد يرتعُ
أجوعُ فلا أدري أأشكوهُ فاقتي
وأصبرُ، لكن نحوي الموتُ يُسرعُ
فأختارُ موتاً حافظاً لكرامتي
وموتي عزيز النّفس أزكى وأرفعُ
ورغم جفاء الدّهر ما زلت طامحاً
إلى نيل آفاق العُلا أتطلّعُ
سأمضي وإن كان الهلاكُ مطيّتي
لأحيا كريماً أو إلى الله أُرفعُ