وَصْـلَةٌ في كَرْنفَالِ العَوِيْل
مُحَيَّـاكَ النَّدامَــــةُ والأفُــــوْلُ
ورَيَّـاكَ(¹) القَتــــامــةُ والذُّبُـولُ
جَفــاكَ الضوءُ والمَـرْقَى دَياجٍ
وشَحَّ النَّـــوْءُ والمَسْقَى مَحُـــوْلُ
وفاحت رَوْضةُ المعْنى دُخــانًا
تُرَدِّدُهُ المواجِــــعُ والعَوِيــــلُ
وبِكْرُ المُشْتَهى صارتْ عجــوزًا
على ألْحَاظِهـــــا ينموْ الذّهُــولُ
***
خَطَبْنا الدَّهْرَ يا«قحْطان» شِعْـرًا
وشنَّفْنا المَســــــامِعَ يا طُلُــــوْلُ
فَلمْ تَدْفَــعْ رزيَّتَنــا قَـــــــــــوافٍ
ولمْ تُنْصِـــــفْ قضِيَّتَـنا حُلُــوْلُ
ولا «حِلْف الفضُوْلِ» أعادَ حقًّا
قضى الأحْلافُ فانْحَلَّ الفضوْلُ
وعَمَّ القحْطُ، فالأفْهــامُ جَوعى
ومُفْتي أُمّـــةِ الـ “اقْرا“ جهــولُ
بَنُوْهـــا كُلُّ نبْــراسٍ هُمــــــــامٍ
لهُ في كل مِعْـــــراجٍ مَقِيْـــــــلُ
وحامي كَنْزِها المَيْمُــــونِ لِصٌّ
وحادِيْها إلى الهَيْــجا(²) ذليـلُ
وكيف يُقدِّسُ الرحمنُ شعباً
لهُم من كُلّ ناعقـــــــةٍ دليـــــــلُ!
يُسَلِّمُهم إلى الأعــــــداءِ رأسًـا
ويُحْنِــــيْ الهَـــامَ كي تَرْقى الذُّيُوْلُ
******
عجبْتُ لنا! نضيْقُ بِنا، ونُحْيِيْ
مَسارِحَنـــا لِيَزْدانَ الدَّخِيْـــــــــلُ!
ونبعثُ غابرَ الأزمــــــانِ حتى
نُميْـــــتَ الحيَّ كي يَحْيـا القتيلُ!
ونهْجُوْ صُبْحنا الزَّاهِيْ لِيَغْشى
بلاطَ النـــــــور ديْجوْرٌ ثقيـــــلُ!
ذوى «الكَمُّوْنُ» والموعودُ وهْمٌ
وهل بالْوَهْمِ تخْضَــرُّ الحُقــــولُ!
() رياك: الريا: طيب الرائحة.
() الهيجاء: المعركة.