طَغـى المــاءُ، لا فُـلْكٌ تُقِــلُّ.. فلا تُرْسِــيْ
أُحِيْـطَ كِيـــانُ السُّوْءِ بِالعــارِضِ النَّحْـسِ
وصَـبَّحَـــــهُ طُـوْفـــانُنــا يَـــوْمَ عِيْــــــدِهِ
كما صُبِّحَـتْ بِالوَيْـــلِ -عِيْدًا- أُولُو الرَّسِّ
أرى العُـــدْوَةَ الدُّنْيــــا تُنـــــادِيْ بِجَـنَّــــةٍ
لقَـدْ فـازَ شـــارِي الخُـلْدِ بِالثَّمَـنِ البَخْـسِ
بهــا فـــارِسٌ يَحْمِـــيْ بِعَيْــنَـيْـــهِ قُبَّـــــةً
وكَوْكَبــةٌ تَلْـــوِيْ يَــدَ الفَيْلَـقِ الحُمْــــــسِ
ثِبِــيْ أُمَّـتِـــيْ إنَّ المَــعـــــــالِـيْ قَرِيْبــــةٌ
تُلَـــوِّحُ لِلزَّيْتُــــــوْنِ في البَـــلَدِ القُـدْسِـيْ
يَعِـــزُّ على المِغْــــوارِ إرْجـــــاءُ خَصْمِـــهِ
يَلُجُّ -على عَيْنَيْهِ- في البَطْشِ والْجَـــسِّ
ومَنْ غَـضَّ عـن غَـــــــازٍ يُنَـكَّــــلْ بِأهْـلِـهِ
متى كَـلَّ عَـنْ حَمْــــلِ المُهَنَّـــدِ والتُّـرْسِ
وإنْ عَـجَـــزَ المَصْـفُــوْعُ عنْ رَدِّ صَفْـعَـــةٍ
تَجَشَّـمَ في الأُخْـرى البُصـاقَ مع الرَّفْـسِ
دِمـــــاؤكِ والزَّيْتُـــــوْنُ سِـفْـــرا نُبُــــوْءةٍ
بَشـائرُهـا تَمْـحُـــو الدُّجُنَّــــــةَ بالشَّمْــسِ
إذِ اللَّيْــلُ حَفْــلٌ في مَرَاقِيْـــكِ صاخِـبٌ
تُقِيْــــمُ بــهِ الأشْـبـــاحُ مَــأْدُبَـةَ النُّكْــسِ
بِغَـــزَّةَ يُحْيِــــيْ كَـرْنفَــــــالَ احْتِضَـــارِهِ
ويَتْـــــرُكُ قَتْــلاها الرَّمَــــــــادَ بِلا رَمْـسِ
ويَخْتَــطِــفُ الأَرْواحَ خُـضْــرًا أَجِـنَّـــــــةً
ويَحْـتَـــرِفُ الأتْـراحَ في مُهَـــجِ الغَــرْسِ
.
أرى جُــثَـــثَ الأطْفــــــــالِ صَـفًّـا كـأنَّهـا
نَمَــــــارِقُ صُفَّـتْ لِلْمُقــــــامِ على حِلْـسِ
تُشَـيِّــدُ بالأشْـــــلاءِ طُــوْرًا إلى السَّــمــا
وتَبْتَعِــثُ الإصْبــــــاحَ مِنْ حَـلَكِ الغَلْـسِ
وقَــدْ تَـلِـــدُ الأَتْــــراحُ أفْــــــراحَ أهْـلِـهـا
وتُنْتَـطَــفُ الآمــــالُ في رَحِـــمِ الْيَـــأْسِ
*
أرى ما تَـرى يـا ابْـنَ الأَعَــارِيْـبِ.. إنَّمــــا
خُطــانـا لِتَحْــرِيْــرِ القَضِيَّــةِ في حَـبْـسِ
عُــرُوْبَتُـــــنا يا شَـيْــــخُ رُوْحُ انْتِفــــاضَةٍ
تُغَـــلُّ إلى الأذْقــــانِ مُقْمَــحَــــةَ الـرَّأْسِ
تَـرى مِحْــنَ الأقصــى فتُغْضِـيْ مَهِيْـــنَـةً
يُكَمِّــمُـها الخِـــــذْلانُ بِالْعِــيِّ والخَــرْسِ
وهـل يَنْصُــــرُ الأقصـــى دَراوِيْشُ أُمَّــــةٍ
تَـدُوْرُ رَحـــاهُــمْ بِالتَّـخَــــاذُلِ والقَعْـسِ؟!
وهـل يَنْصُــــرُ المَسْـــرَى عَــرابِيْــــدُ مِلَّـةٍ
يَزِيْغُــوْنَ نُكْـصًا عن شَعـائرِها الخَمْـسِ؟!
إذا جَــــرُؤوْا صـــــاغُوْا بَيــــــانًا مُنَـــدِّدًا
ومـا شِيْمَـةُ التَّـنْـدِيْدِ في مَوْطِـنِ البَـأْسِ!
*
شَكَــــوْنــاكَ يا اللَّـــهُ خَـصْــمًـا مُدَجَّـــنًـا
يُـؤَنْسَـــنُ إذْ يَعْــــدُوْ على قِيَـــمِ الإنْـسِ
مَـخــــــالِـبُـــهُ من كُــلِّ رُوْحٍ خَضِــيْـبَـــةٌ
مُدَجَّجَـةٌ تَجْنِــيْ على النَّسْـــلِ والنَّـفْـسِ
يُواطِئــــهُ غَـــــرْبٌ عُتُــــــلٌّ ومَشْــــــرِقٌ
وكُـلُّ عَمِيْــــــلٍ نـاقِـضِ العَـهْــدِ مُنْــدَسِّ
رُعَــــــاعُ البَـــــرايا لا يُعِيْـــبُــوْنَ سقْطَـةً
إذا ذَخَـــــرُوْا سِـقْـطَ المَتـــاعِ أو الفَـلْـسِ
شَكَـــوْنـــاكَ ضُـــرًّا مُسْـتَطِيْــــرًا يَمَسُّـنـا
حَنـــــانَيْـكَ لا تُبْــقِ الضَّــرِيْـرَ على مَـسِّ
أغِـــثْ غَــــزَّةً واحفَظْ حِمــــاهــا وأهْـلَها
وأَرْخِ عليـــــــها وَارِفَ الأمْـــــنِ والأُنْـسِ
فإنَّكَ مِعْــــراجُ الرَّجَــــا، مَـوْئــلُ النَّجَــــا
مُجِيْبُ دُعـا المُضْطَـرِّ في الجَهْرِ والهَمْسِ
أزِلْ حُلْكَــةَ البَـلْوى، أَمِــلْ شَوْكَـةَ العِــدا
وصُــبَّ عليــهم وابِــلَ الوَيْــلِ والنَّحْـسِ
لَكَ الأَيْـــدُ والعُتْبَـى، بِكَ النَّصْـرُ والغِنـى
تُجِيْـــرُ من الْبَـــأْسَـا وتُغْنِـي من البُــؤْسِ
أُحِيْـطَ كِيـــانُ السُّوْءِ بِالعــارِضِ النَّحْـسِ
وصَـبَّحَـــــهُ طُـوْفـــانُنــا يَـــوْمَ عِيْــــــدِهِ
كما صُبِّحَـتْ بِالوَيْـــلِ -عِيْدًا- أُولُو الرَّسِّ
أرى العُـــدْوَةَ الدُّنْيــــا تُنـــــادِيْ بِجَـنَّــــةٍ
لقَـدْ فـازَ شـــارِي الخُـلْدِ بِالثَّمَـنِ البَخْـسِ
بهــا فـــارِسٌ يَحْمِـــيْ بِعَيْــنَـيْـــهِ قُبَّـــــةً
وكَوْكَبــةٌ تَلْـــوِيْ يَــدَ الفَيْلَـقِ الحُمْــــــسِ
ثِبِــيْ أُمَّـتِـــيْ إنَّ المَــعـــــــالِـيْ قَرِيْبــــةٌ
تُلَـــوِّحُ لِلزَّيْتُــــــوْنِ في البَـــلَدِ القُـدْسِـيْ
يَعِـــزُّ على المِغْــــوارِ إرْجـــــاءُ خَصْمِـــهِ
يَلُجُّ -على عَيْنَيْهِ- في البَطْشِ والْجَـــسِّ
ومَنْ غَـضَّ عـن غَـــــــازٍ يُنَـكَّــــلْ بِأهْـلِـهِ
متى كَـلَّ عَـنْ حَمْــــلِ المُهَنَّـــدِ والتُّـرْسِ
وإنْ عَـجَـــزَ المَصْـفُــوْعُ عنْ رَدِّ صَفْـعَـــةٍ
تَجَشَّـمَ في الأُخْـرى البُصـاقَ مع الرَّفْـسِ
دِمـــــاؤكِ والزَّيْتُـــــوْنُ سِـفْـــرا نُبُــــوْءةٍ
بَشـائرُهـا تَمْـحُـــو الدُّجُنَّــــــةَ بالشَّمْــسِ
إذِ اللَّيْــلُ حَفْــلٌ في مَرَاقِيْـــكِ صاخِـبٌ
تُقِيْــــمُ بــهِ الأشْـبـــاحُ مَــأْدُبَـةَ النُّكْــسِ
بِغَـــزَّةَ يُحْيِــــيْ كَـرْنفَــــــالَ احْتِضَـــارِهِ
ويَتْـــــرُكُ قَتْــلاها الرَّمَــــــــادَ بِلا رَمْـسِ
ويَخْتَــطِــفُ الأَرْواحَ خُـضْــرًا أَجِـنَّـــــــةً
ويَحْـتَـــرِفُ الأتْـراحَ في مُهَـــجِ الغَــرْسِ
.
أرى جُــثَـــثَ الأطْفــــــــالِ صَـفًّـا كـأنَّهـا
نَمَــــــارِقُ صُفَّـتْ لِلْمُقــــــامِ على حِلْـسِ
تُشَـيِّــدُ بالأشْـــــلاءِ طُــوْرًا إلى السَّــمــا
وتَبْتَعِــثُ الإصْبــــــاحَ مِنْ حَـلَكِ الغَلْـسِ
وقَــدْ تَـلِـــدُ الأَتْــــراحُ أفْــــــراحَ أهْـلِـهـا
وتُنْتَـطَــفُ الآمــــالُ في رَحِـــمِ الْيَـــأْسِ
*
أرى ما تَـرى يـا ابْـنَ الأَعَــارِيْـبِ.. إنَّمــــا
خُطــانـا لِتَحْــرِيْــرِ القَضِيَّــةِ في حَـبْـسِ
عُــرُوْبَتُـــــنا يا شَـيْــــخُ رُوْحُ انْتِفــــاضَةٍ
تُغَـــلُّ إلى الأذْقــــانِ مُقْمَــحَــــةَ الـرَّأْسِ
تَـرى مِحْــنَ الأقصــى فتُغْضِـيْ مَهِيْـــنَـةً
يُكَمِّــمُـها الخِـــــذْلانُ بِالْعِــيِّ والخَــرْسِ
وهـل يَنْصُــــرُ الأقصـــى دَراوِيْشُ أُمَّــــةٍ
تَـدُوْرُ رَحـــاهُــمْ بِالتَّـخَــــاذُلِ والقَعْـسِ؟!
وهـل يَنْصُــــرُ المَسْـــرَى عَــرابِيْــــدُ مِلَّـةٍ
يَزِيْغُــوْنَ نُكْـصًا عن شَعـائرِها الخَمْـسِ؟!
إذا جَــــرُؤوْا صـــــاغُوْا بَيــــــانًا مُنَـــدِّدًا
ومـا شِيْمَـةُ التَّـنْـدِيْدِ في مَوْطِـنِ البَـأْسِ!
*
شَكَــــوْنــاكَ يا اللَّـــهُ خَـصْــمًـا مُدَجَّـــنًـا
يُـؤَنْسَـــنُ إذْ يَعْــــدُوْ على قِيَـــمِ الإنْـسِ
مَـخــــــالِـبُـــهُ من كُــلِّ رُوْحٍ خَضِــيْـبَـــةٌ
مُدَجَّجَـةٌ تَجْنِــيْ على النَّسْـــلِ والنَّـفْـسِ
يُواطِئــــهُ غَـــــرْبٌ عُتُــــــلٌّ ومَشْــــــرِقٌ
وكُـلُّ عَمِيْــــــلٍ نـاقِـضِ العَـهْــدِ مُنْــدَسِّ
رُعَــــــاعُ البَـــــرايا لا يُعِيْـــبُــوْنَ سقْطَـةً
إذا ذَخَـــــرُوْا سِـقْـطَ المَتـــاعِ أو الفَـلْـسِ
شَكَـــوْنـــاكَ ضُـــرًّا مُسْـتَطِيْــــرًا يَمَسُّـنـا
حَنـــــانَيْـكَ لا تُبْــقِ الضَّــرِيْـرَ على مَـسِّ
أغِـــثْ غَــــزَّةً واحفَظْ حِمــــاهــا وأهْـلَها
وأَرْخِ عليـــــــها وَارِفَ الأمْـــــنِ والأُنْـسِ
فإنَّكَ مِعْــــراجُ الرَّجَــــا، مَـوْئــلُ النَّجَــــا
مُجِيْبُ دُعـا المُضْطَـرِّ في الجَهْرِ والهَمْسِ
أزِلْ حُلْكَــةَ البَـلْوى، أَمِــلْ شَوْكَـةَ العِــدا
وصُــبَّ عليــهم وابِــلَ الوَيْــلِ والنَّحْـسِ
لَكَ الأَيْـــدُ والعُتْبَـى، بِكَ النَّصْـرُ والغِنـى
تُجِيْـــرُ من الْبَـــأْسَـا وتُغْنِـي من البُــؤْسِ