دور الدعاة في انتشار العنوسة
مدير الموقع
كثيرًا ما يتحدث الدعاة عن جوانب مختلفة في الفقه والعبادات والفكر والسياسة، ولكن الملحوظ أن هناك إهمال لجوانب هي من أوائل ما يجب الحديث عنه، وبالأخص في هذه المرحلة التي تنذر بتحدٍّ سافرٍ للأسرة وقيمها وللمجتمع وخصائصه الذي أصبح الهدف الرئيس لدعاة الإنحلا ل
يأتي في مقدمة هذه الأمور التكافل الإجتماعي وتيسير الزواج وإحياء دور التراحم والتسامح بين أفراد المجتمع والإنتقال من الجانب النظري إلى الجانب العملي في ذلك ..
ولو بدأ الدعاة في ترجمة تلك القيم إلى واقع جماهيري لانسجمت معهم كل مكونات المجتمع وشرائحه، ولحلوا كثيرا من القضايا الأسرية والإجتماعية.
نعم هناك جهود مباركة لبعض الدعاة وللجمعيات الخيرية جهد تشكَر عليه لكنها ليست بحجم التحديات التي تواجه الأمة، وبحاجة إلى تطوير في مستواه وتكرار في عدده، فالأمر يحتاج إلى حشد جهود المجتمع وتجنيده للد فاع عن ثوابته وخصائصه .
وأضرب على ذلك مثا لاً : العرس الجماعي الذي تقوم به بعض الجمعيات الخيرية، مظهر من مظاهرهذا التكافل، وبرنامج مفيد يصب في نفس الهدف ولكن كل ما تقوم به هو تزويج عدد من الشباب لايزال عددهم قليل بل أقل من القليل.
نحن بحاجة إلى توعية تستهدف تغيير ثقافة وعادات الناس من الآباء والأمهات الذين ينظرون إليها نظرة تقديس وإجلال على حساب مستقبل الأبناء، فترى الأب يحسب الدخل الذي سيجنيه من تزويج بناته، وكأنهن سلع تباع بل يصل الحد إلى المبايعة والمراجلة في الدفع كما يُفْعل في السلعة تماما.
كذلك الحاجة ماسة لنقد وتغيير الطقوس التي عجز كثير من الدعاة عن التأثيرعلى الناس لتغييرها بل ربما عجز البعض عن تحرير نفسه منها.
ولي في ذلك تجربة بسيطة مع بعض الإخوة الفضلاء حيث وجدنا – كما يجد غيرنا - عددا من الشباب قد تمت الخطبة بل ربما تم العقد منذ فترة طويلة ولم يبق إلا الحفل وهو العقبة الكبرى أمام القادم على الزواج وأعرف شخصا – بارك الله فيه وفي أهله - عقد وبقي ست سنوات حتى يجد القدرة على إكمال بقية المبالغ وتكلفة الطقوس !.
قدمت مع بعض الإخوة إلى أب – رحمه الله- لأحد الشباب ممن ينتظر توفير تكلفة الحفل فقلت له: ما المانع من تعجيل زواج فلان؟ فقال: تكلفة الوليمة فقط!.
فقلت ليس بالضرورة أن تقوم بوليمة، فتنهّد وقال: كيف يكون ذلك في مجتمعنا؟ ويقصد أن الناس سيقولون كيت وكيت، فقلت دع الناس عليّ ودَعنِ أقوم بكل شيئ وأعطِنِ مبلغا يسيرا وسأقوم بترتيب كل شيئ.
فتهلل وجه الأب وطرحت له الخطة والتي تقضي بأنني سأنسق مع الشباب الجيدين والذين سيقومون بتحديد زمن وكيفية مجيئ أهل قراهم للغداء فقط أو المقيل فقط، وسيقام سمر كبديل لبعض برامج الحفل.
المهم أقيمت الوليمة وحضر الضيوف وبأسلوب رائع وبأدنى تكلفة، ثم تلت هذه الوليمة ولائم في نفس هذا الترتيب، واقتنع الناس فأصبح الناقدون حينئذ يمارسون اليوم هذا الأسلوب، ثم انتشرت الفكرة في أوساط الناس وأصبحوا أمام الأمر الواقع.
ومن العادات التي يجب العمل على تغييرها تنوّع الدفع فنجد أن في بعض المناطق يدفع الخاطب للأب ثم للأم ثم للعروسة عند الدخول وأما المهر فيؤخر وبأقل مبلغ!.
كما أننا نجد أن بعض الناس يعتقدون أن الزوج إذا لم يخسر يصبح من السهولة أن يرمي بها ولأدنى سبب، وهذا أمر يحصل من بعض ضعفاء النفوس وممكن أن يعالج برفع مبلغ المهر بشرط أن يكون مؤخرا.
فهل يعجز الدعاة وبشكل فرديِّ أن يقوموا بمثل هذا الجهد على مستوى المساجد والحارات؟ ولكي لا يصبح تجاهل الدعاة لهموم الشباب والفتيات عاملا مساعدا على انتشار العنوسة وليسهل على الشباب سبل العفة هل يمكن أن يُفَعِّلوا هذا الدور؟
فؤاد الصوفي
المدير العام للوفاق الإنمائي
[email protected]
مدير الموقع
كثيرًا ما يتحدث الدعاة عن جوانب مختلفة في الفقه والعبادات والفكر والسياسة، ولكن الملحوظ أن هناك إهمال لجوانب هي من أوائل ما يجب الحديث عنه، وبالأخص في هذه المرحلة التي تنذر بتحدٍّ سافرٍ للأسرة وقيمها وللمجتمع وخصائصه الذي أصبح الهدف الرئيس لدعاة الإنحلا ل
يأتي في مقدمة هذه الأمور التكافل الإجتماعي وتيسير الزواج وإحياء دور التراحم والتسامح بين أفراد المجتمع والإنتقال من الجانب النظري إلى الجانب العملي في ذلك ..
ولو بدأ الدعاة في ترجمة تلك القيم إلى واقع جماهيري لانسجمت معهم كل مكونات المجتمع وشرائحه، ولحلوا كثيرا من القضايا الأسرية والإجتماعية.
نعم هناك جهود مباركة لبعض الدعاة وللجمعيات الخيرية جهد تشكَر عليه لكنها ليست بحجم التحديات التي تواجه الأمة، وبحاجة إلى تطوير في مستواه وتكرار في عدده، فالأمر يحتاج إلى حشد جهود المجتمع وتجنيده للد فاع عن ثوابته وخصائصه .
وأضرب على ذلك مثا لاً : العرس الجماعي الذي تقوم به بعض الجمعيات الخيرية، مظهر من مظاهرهذا التكافل، وبرنامج مفيد يصب في نفس الهدف ولكن كل ما تقوم به هو تزويج عدد من الشباب لايزال عددهم قليل بل أقل من القليل.
نحن بحاجة إلى توعية تستهدف تغيير ثقافة وعادات الناس من الآباء والأمهات الذين ينظرون إليها نظرة تقديس وإجلال على حساب مستقبل الأبناء، فترى الأب يحسب الدخل الذي سيجنيه من تزويج بناته، وكأنهن سلع تباع بل يصل الحد إلى المبايعة والمراجلة في الدفع كما يُفْعل في السلعة تماما.
كذلك الحاجة ماسة لنقد وتغيير الطقوس التي عجز كثير من الدعاة عن التأثيرعلى الناس لتغييرها بل ربما عجز البعض عن تحرير نفسه منها.
ولي في ذلك تجربة بسيطة مع بعض الإخوة الفضلاء حيث وجدنا – كما يجد غيرنا - عددا من الشباب قد تمت الخطبة بل ربما تم العقد منذ فترة طويلة ولم يبق إلا الحفل وهو العقبة الكبرى أمام القادم على الزواج وأعرف شخصا – بارك الله فيه وفي أهله - عقد وبقي ست سنوات حتى يجد القدرة على إكمال بقية المبالغ وتكلفة الطقوس !.
قدمت مع بعض الإخوة إلى أب – رحمه الله- لأحد الشباب ممن ينتظر توفير تكلفة الحفل فقلت له: ما المانع من تعجيل زواج فلان؟ فقال: تكلفة الوليمة فقط!.
فقلت ليس بالضرورة أن تقوم بوليمة، فتنهّد وقال: كيف يكون ذلك في مجتمعنا؟ ويقصد أن الناس سيقولون كيت وكيت، فقلت دع الناس عليّ ودَعنِ أقوم بكل شيئ وأعطِنِ مبلغا يسيرا وسأقوم بترتيب كل شيئ.
فتهلل وجه الأب وطرحت له الخطة والتي تقضي بأنني سأنسق مع الشباب الجيدين والذين سيقومون بتحديد زمن وكيفية مجيئ أهل قراهم للغداء فقط أو المقيل فقط، وسيقام سمر كبديل لبعض برامج الحفل.
المهم أقيمت الوليمة وحضر الضيوف وبأسلوب رائع وبأدنى تكلفة، ثم تلت هذه الوليمة ولائم في نفس هذا الترتيب، واقتنع الناس فأصبح الناقدون حينئذ يمارسون اليوم هذا الأسلوب، ثم انتشرت الفكرة في أوساط الناس وأصبحوا أمام الأمر الواقع.
ومن العادات التي يجب العمل على تغييرها تنوّع الدفع فنجد أن في بعض المناطق يدفع الخاطب للأب ثم للأم ثم للعروسة عند الدخول وأما المهر فيؤخر وبأقل مبلغ!.
كما أننا نجد أن بعض الناس يعتقدون أن الزوج إذا لم يخسر يصبح من السهولة أن يرمي بها ولأدنى سبب، وهذا أمر يحصل من بعض ضعفاء النفوس وممكن أن يعالج برفع مبلغ المهر بشرط أن يكون مؤخرا.
فهل يعجز الدعاة وبشكل فرديِّ أن يقوموا بمثل هذا الجهد على مستوى المساجد والحارات؟ ولكي لا يصبح تجاهل الدعاة لهموم الشباب والفتيات عاملا مساعدا على انتشار العنوسة وليسهل على الشباب سبل العفة هل يمكن أن يُفَعِّلوا هذا الدور؟
فؤاد الصوفي
المدير العام للوفاق الإنمائي
[email protected]