مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2025/06/21 09:08
لزوم مالايلزم! (1)
الثنائيات الفجة مشكلة في الوعي، وأزمة في المنهجية المعرفية،ومن ذلك مثلا:
ترديد مقولة تكفير الشيعة من قبل البعض،بمجرد أن يراك أو يسمعك تقف بصلابة في وجه المشروع الصفوي الاستئصالي، الذي لايختلف عن المشروع الصهيوني عمليا، إلا في الشعار والعنوان، فلئن وجد من يربط بين المشروع الصفوي والمذهب الشيعي ضرورة، فذلك شأنه، لكن كثيرا من العقلاء والواعين يفصلون بوضوح بين الأمرين، ومنهم كاتب هذه السطور الذي لايزال منذ عرف نفسه كاتبا -على الأقل- يحذّر من هذا الاتجاه الخطير، ويردد بأن العلّة في المواجهة مع هذا المشروع هي عدوانيته وعنصريته وجرائمه السلوكية الشهيرة ضدٌ مخالفيه، وأبرزها في هذه المرحلة، جرائمه الصارخة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، أما جمهور الشيعة فمذهبهم لهم، منذ التزموه قبل مئات السنين، وربنا سيفصل بين عباده، ومن غير المعقول أن يجعل الله تعالى مناط العلاقة بين المسلمين وأهل الكتاب، قائمة على مدى براءتهم من العدوان، أو تورطهم في مسلكه، كما في الآيتين الثامنة والتاسعة -مثلا -من سورة المتحنة،ثم لايسعنا هذا في علاقاتنا البينية-نحن المسلمين-.

ولا يزال الشيعة الاثنا عشرية بالخصوص، جزءا من نسيج الأمة الاجتماعي والسياسي، على مدى التاريخ، رغم الاختلاف في بعض المعتقدات، ورغم كل ما نسب إليهم من أحداث، بعضها صحيح، وبعضها مبالغ فيه،وبعضها مكذوب عليهم، وبعضها قسمة مشتركة في الانزلاق إلى الخيانة، مع بعض أهل السنة، وما تاريخ حكام ملوك الطوائف بالأندلس - مثلا -سوى نموذج صاعق، في الخيانة والاستنجاد بملوك النصارى ضدّ بعضهم،في التاريخ السنّي، أما واقع حكام السنّة اليوم فأبلغ من أن يوصف، دون أن يؤذن ذلك بوصف أهل السنّة بالخيانة-معاذ الله -.

وهل يخطر بالبال أن يعتد كثير من الفقهاء السنّة بإجماع الشيعة أو مخالفتهم في المسائل الفقهية العملية، أو أن يعتد أهل الحديث ( السنّة) برواية الشيعة،الذين تحققت فيهم صفتا العدالة والضبط، مالم يرووا ما يؤيد توجههم، ثم يثار نقاش حول دخولهم في ملّة الإسلام من عدمه؟!
هذا أمر مؤسف بحق. وأكثر من ذلك، مايفهم من تلازم موهوم بين الوقوف في وجه المشروع الصفوي، ويين تكفير متخيّل لأمة من المسلمين تقدّر بعشرات الملايين!
أضافة تعليق