يربط عدد من أنصار المشروع الصفوي، أو حتى ممن يقلل من خطورته وأهدافه ومآلاته اليوم، بين فئة اختلطت عليها الأمور، قبل اندلاع الحرب الصهي...ونية الإيرانية، فراحت تصوّر أن كل مايقال من عداء وصراع بين المشروع الصهي...وني الغربي الصلي...بي من طرف والمشروع الصفوي الإي..راني من الطرف الآخر؛ مجرّد مسرحية هزلية، وتبادل أدوار مكشوف بين الطرفين، على حين أنهما متفقان على كل شيء!!!
وحين قامت الحرب الصهي...ونية الإي..رانية هذه؛ تأكد بالقطع سقوط هذه النظرية وانكشاف زيف مروجيها، لكن عاد - بالمقابل- أنصار المشروع الصفوي، أو من يقلل من خطورته، ليربط بين مردّدي هذه المقولة التافهة، وبين كل من يقف في وجه هذا المشروع، قبل اندلاع الحرب وبعدها، ويضعهم جميعا في خانة واحدة، مع أنه لاتلازم بينهما من أي وجه، خاصة أن من كان يرفض قبولها من قبل، كان يؤكّد منذ وقت مبكر حقيقة العداء بين المشروعين، مع وجود تخادم بينهما أحيانا- والتخادم يجري بين كل المشاريع تقريبا-. وكان يستهجن بشدة الإصرار على ترديد مقولة: "مؤامرة ومسرحية"، في حين نرى مقتل الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، والعراقي أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، على يد أمريكا في العراق، ومن قبلهما اللبناني عباس الموسوي، الأمين العام السابق لحزب الله، وناجي حسن نصر الله،نجل الأمين العام السابق كذلك للحزب، وعماد مغنية، ثم حسن نصر الله ذاته، وعشرات القيادات في لبنان وإيران وسوريا والعراق، ناهيك عمن هو دونهم، يقتلون على أيدي الكيان الصهي...وني، فكيف للعاقل أن يجاري منطقا كهذا منذ وقت مبكّر؟!
غير أن المؤسف أكثر أن يستمر الربط الجائر أيضا اليوم، بين تلك المقولة وخصوم المشروع الصفوي؛ من قِبل أنصار المشروع الصفوي، أو حتى بعض الذين يقللون من خطورته، مع أن هؤلاء الأخيرين يحسبون من خصومه في الأصل، أو هكذا يؤكد بعضهم، ولكنه يصرّ أيضا على أن هذا الانكشاف لتلك المقولة يشمل كل من يقف اليوم محذرا من خطورة المشروع الصفوي! وهو اعتساف مرفوض كذلك، بعد كل ماتقدّم.