مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2025/02/26 15:28
على الطريق "الثورة السورية"
فقط وكي لاتأخذنا سكرة اللحظة، فننسى أبجديات الفكرة وأسلوب التربية، ومنهج التعامل العملي، بعد الانتصار في الحالة السورية؛ فإن  من الالتباسات الكبيرة لدى بعض من قصر نظره وضعف وعيه، أو تشابهت عليه الأفكار وتداخلت عليه الأساليب والوسائل، في غمرة الانتصار في تلك الثورة المباركة؛  أن يحسب نجاح الثورة  على أيدي جماعات سلفية مقاتلة، دلالة انتصار فكرها وتنشئتها، ومنهجها العقدي والتربوي،  في الوقت الذي أخفقت فيه  الجماعات الوسطية  السلمية"،بعناوينها المختلفة، بسبب هشاشة تربيتها وضعف فكرها! 
 
وتلك غفلة كبيرةـ في واقع الأمرـ يكشفها أن الظلم الذي حاق بالسوريين دفع الجميع لمنازلته كل بأسلوبه ووسيلته، ولم يقل أحد منهم بأنه لا يجوز مواجهة طغيان النظام الفاشي، وقد بلغ ذلك المدى بكل الأساليب والوسائل، ومنها  المواجهة بالقوة المادية، لكن بيت القصيد ومحل الشاهد أن المنتصرين من جماعة "القوة المسلّحة" لم يقووا  على  المضي بمنهجهم الفكري والتربوي  والسياسي والسلوكي العام، الذي درجوا عليه قبل الانتصار،  ليواجهوا به التحديات الكثيرة المتشابكة بعد الانتصار، بل عاد قائدهم المبارك  (الشرع) - وكلهم تبع له - إلى إعلان فكر الوسطية والاعتدال،  واستعارة المنهج الفكري والتربوي والسياسي والسلوكي العام، الذي طالما كانوا يحذّرون  منه بالأمس، إذ لم ينقذهم فعليا سواه، حتى بات البعض اليوم يخشى من تجاوز ذلك الإطار الوسطي - لا قدّر الله- إلى إطار التمادي في الانفتاح، حتى التحلل والانفصام، باسم الدبلوماسية والسياسة ومواجهة التحديات المحدقة!
ودائما الدعاء والمناصحة  أساليب الراشدين الصادقين.
 
 
أضافة تعليق