مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
المقاومة في الضفة: نحن بخير
-عمر عياصرة
أما الإتقان العالي للعملية ونتائجها الكبيرة، وقدرة منفذيها على اختيار التوقيت المناسب لها والتحكم فيه، كل ذلك، يمكن اعتباره إشارة حقيقية على عودة الفعل المبادر للمقاومة في الضفة الغربية..
بقلم عمر عياصرة
العملية التي استهدفت مستوطني مدينة الخليل أمس الأول، والتي أدت إلى مقتل أربعة منهم، تعد ـ ضمن سياقها السياسي والنضالي ـ من العمليات النوعية بالغة الدلالة والأهمية. فقد جاء الهجوم عشية انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن، ولعل في اختيار هذا التوقيت ما يشي بقدرة الخيار الفلسطيني الآخر (المقاومة) على الفعل والرفض وفرض الإيقاع وبعثرة الأوراق.


أما الإتقان العالي للعملية ونتائجها الكبيرة، وقدرة منفذيها على اختيار التوقيت المناسب لها والتحكم فيه، كل ذلك، يمكن اعتباره إشارة حقيقية على عودة الفعل المبادر للمقاومة في الضفة الغربية.


مشهد الضفة إثر سيطرة حماس الاستباقية على غزة، وبعد ارتفاع منسوب التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل لدرجة تصفية المقاومة وضرب بنيتها التحتية، بدا في ظاهره وللوهلة الأولى مجردا من المقاومة، حيث اعتقد البعض أن الضفة قد سلمت الراية وان دايتون نجح في مهمته.


لكنَّ هذا الهجوم، بكل تفصيلاته المحسوبة بدقة، وبما يحمل من تركيز عالي للأولويات، يعلن أن المقاومة في الضفة الغربية لا زالت على قيد الحياة، بل وهي فاعلة لدرجة قدرتها على التدخل في المشهد رغم التضييق والملاحقة من بني الجلدة المراهنين على واشنطن.


قيمة عملية أول أمس، التي آلمت المستوطنين وأردت أربعة منهم، لا تكمن في سعيها نحو إفشال المفاوضات المنعقدة في واشنطن، فهذه المفاوضات محكوم عليها بالفشل قبل انطلاقها، وليس من الصعب على الباحث أن يثبت ذلك.


فالقيمة الحقيقية للهجوم تكمن في توجيهه رسالة إلى الشعب الفلسطيني عنوانها (الكرامة والقوة والردع) في مقابل ما يقدم الطرف الفلسطيني الآخر من تنازلات، فالرسالة تحمل تذكيرا بخيار المقاومة وفاعليته، وأنه في ظل هذا المأزق التاريخي للقضية الفلسطينية يشكل إضاءة يجب العودة إليها والتمسك بها.
*العصر
أضافة تعليق