الفكر السياسي لحماس: تعبير حقيقي عن المصالح الحيوية الأردنية
حماس واحدة من القوى التي يتجاهلها الرسمي الأردني بشكل صارم، ربما رغبة بعدم إغضاب الأميركي، أو لقناعة مشوشة تمليها همسات ولمزات أعداء حماس والحركات الإسلامية، رغم ذلك، نقول وبقناعة راسخة، إن قرار تجاهل حماس سياسيا لا يمثل مصلحة أردنية، بل يفوت مصلحة ماسة لا بد من استدعاءها، وهذا الاستدعاء أصبح أكثر إلحاحا في أيامنا هذه، فالأميركي، إن كان مانعا لنا، بدأ بالتغير وسيلتقي حماس عما قريب، والسلطة إن اعتمدناها كطرف فلسطيني، يمكن الحديث معه، نكون قد راهنا على سراب مؤذي ولا منتمي، من هنا ربما يضيق الخيار وتحضر المصلحة.
في الفترة قبل عام 1999م، كانت العلاقة الأردنية مع حركة حماس معقولة، ومنسجمة مع إرادة أردنية ترمي لتنويع سلة الخيارات السياسية الأردنية وإثرائها، وكذلك لإحداث توازن اتصالي مع أطراف المشهد الفلسطيني، يخدم تبديد المخاوف الأردنية من التعدي على كيانيته، ويراعي الصعود الحمساوي المتسارع في بنية المجتمع داخل فلسطين وفي الشتات، الانفتاح على حماس كان في حينه علنيا ومكشوفا، رغم ضغوطات اتفاقية وادي عربة ووجود قيادة فلسطينية في السلطة لا زالت منتمية لحق العودة ولا تجرؤ على المساس به.
مرحلة ما بعد 1999 شهدت انقطاع الصلة مع حماس، سرا وعلانية، وتم إعادة تعريف العلاقة مع الحركة على أنها عدائية، تستلزم المعالجة الأمنية، وهذه الخطوة غير مفهومة إذا ما فحصت ضمن مصالح الأردن الحيوية، وضمن التغير الكبير الذي أصاب هياكل القيادة الفلسطينية للسلطة، التي أصبحت أكثر براغماتية لا مبدئية، بمعنى أن القيادة الجديدة للسلطة وفتح، باتت تمثل نخبة نفعية موجهة، تسعى نحو مصالحها وحماية وجودها، دون مراعاة الحقوق المبدئية للشعب الفلسطيني، ومخاطر الرهان على مثل هذه القيادة، تفتقد المناعة الكافية لتمرير أي مشروع يسيء لمصالح الأردن وحاجاته، تعتبر مغامرة تفتقد للحساسية الوطنية، من هنا يمكن اعتبار استبعاد حركة حماس من الخيارات الأردنية قرار مبهم، يفتقد للوعي ويستجيب للضغوط.
في الآونة الأخيرة، عاين الأردن تغيرات كثيرة وكبيرة من ناحية حجم ونوع التحديات التي تواجهه، حيث عاد اليمين الإسرائيلي المتطرف للحكم، وهذا الأخير لا يعترف بالدولة الأردنية إلا في إطار حل مشكلته الديموغرافية، كما شهدت الحقبة القصيرة الماضية، ترتيبات فتحاوية ترمي لصياغة واقع فلسطيني جديد يرضى باملاءات الإسرائيلي، ولا يفوتنا الحديث عن صمود حماس وفشل إنهائها عسكريا، كل ذلك يعتبر سياقا ومسوغا لصانعي السياسة الأردنية، بالعمل على إعادة تعريف مصالحنا الحيوية وتنويع سلة الخيارات الإستراتيجية بما يتناسب مع واقع الأطراف الماثلة أمامنا، لا أن نواصل سياسة عدم إغضاب إسرائيل واسترضاءها، رهانا على أن تمن علينا بدرء المخاطر.
حماس واحدة من القوى التي يتجاهلها الرسمي الأردني بشكل صارم، ربما رغبة بعدم إغضاب الأميركي، أو لقناعة مشوشة تمليها همسات ولمزات أعداء حماس والحركات الإسلامية، رغم ذلك، نقول وبقناعة راسخة، إن قرار تجاهل حماس سياسيا لا يمثل مصلحة أردنية، بل يفوت مصلحة ماسة لا بد من استدعاءها، وهذا الاستدعاء أصبح أكثر إلحاحا في أيامنا هذه، فالأميركي، إن كان مانعا لنا، بدأ بالتغير وسيلتقي حماس عما قريب، والسلطة إن اعتمدناها كطرف فلسطيني، يمكن الحديث معه، نكون قد راهنا على سراب مؤذي ولا منتمي، من هنا ربما يضيق الخيار وتحضر المصلحة.
ما لمسناه في خطاب الأستاذ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قبل أيام، يؤكد أننا أمام حركة إسلامية موثوقة الجانب، تملك القوة على الأرض والنفوذ والخيارات والشعبية والعاصم الأخلاقي في الحكم، وهي إن كانت مأزومة أحيانا، فالأطراف التي تستهدفها مأزومة أيضا وبدرجة قد تملي على المشهد شيئ من التوازن، خطاب الأستاذ مشعل الذي يمثل رؤية الحركة السياسية، يحمل خليطا دقيقا من البراغماتي السياسي والمبدئي القيمي، ما يجعل هذا الخطاب محمّلا بالخيارات السياسية التي تسمح بالحراك وتفتح أبواب المغلقات، وفي ذات الوقت تراه يحمل المبدأ والثوابت الحامية للشطط والتنازل والتراجع، خليط ذكي كهذا، لم يكن وليد فلسفة طوباوية، وإنما صدّقته التجربة والحرب والشهداء، من هنا لنا أن نثق بهؤلاء الذين تجاوزوا الذاتية التنظيمية لمصلحة الحقوق وعلى رأسها التحرير والعودة.
أردنيا، نحن أمام لغة أكثر وضوحا من جانب حركة حماس وانسجاما مع مصالحنا، كما أننا أحوج من ناحية إستراتيجية للتواصل مع هذا المكون الأهم والأقوى في المشهد الفلسطيني، ويبقى موضوع الإرادة السياسية، والشجاعة الوطنية، لكي نخرج من جلباب الارتهان لهواجس الماضي واملاءات الخطأ والخوف، لذا لا بد أن نعيد النظر في العلاقة مع حماس والمقاومة بالحد الذي تتفهمه المعادلة برمتها.
.العصر
حماس واحدة من القوى التي يتجاهلها الرسمي الأردني بشكل صارم، ربما رغبة بعدم إغضاب الأميركي، أو لقناعة مشوشة تمليها همسات ولمزات أعداء حماس والحركات الإسلامية، رغم ذلك، نقول وبقناعة راسخة، إن قرار تجاهل حماس سياسيا لا يمثل مصلحة أردنية، بل يفوت مصلحة ماسة لا بد من استدعاءها، وهذا الاستدعاء أصبح أكثر إلحاحا في أيامنا هذه، فالأميركي، إن كان مانعا لنا، بدأ بالتغير وسيلتقي حماس عما قريب، والسلطة إن اعتمدناها كطرف فلسطيني، يمكن الحديث معه، نكون قد راهنا على سراب مؤذي ولا منتمي، من هنا ربما يضيق الخيار وتحضر المصلحة.
في الفترة قبل عام 1999م، كانت العلاقة الأردنية مع حركة حماس معقولة، ومنسجمة مع إرادة أردنية ترمي لتنويع سلة الخيارات السياسية الأردنية وإثرائها، وكذلك لإحداث توازن اتصالي مع أطراف المشهد الفلسطيني، يخدم تبديد المخاوف الأردنية من التعدي على كيانيته، ويراعي الصعود الحمساوي المتسارع في بنية المجتمع داخل فلسطين وفي الشتات، الانفتاح على حماس كان في حينه علنيا ومكشوفا، رغم ضغوطات اتفاقية وادي عربة ووجود قيادة فلسطينية في السلطة لا زالت منتمية لحق العودة ولا تجرؤ على المساس به.
مرحلة ما بعد 1999 شهدت انقطاع الصلة مع حماس، سرا وعلانية، وتم إعادة تعريف العلاقة مع الحركة على أنها عدائية، تستلزم المعالجة الأمنية، وهذه الخطوة غير مفهومة إذا ما فحصت ضمن مصالح الأردن الحيوية، وضمن التغير الكبير الذي أصاب هياكل القيادة الفلسطينية للسلطة، التي أصبحت أكثر براغماتية لا مبدئية، بمعنى أن القيادة الجديدة للسلطة وفتح، باتت تمثل نخبة نفعية موجهة، تسعى نحو مصالحها وحماية وجودها، دون مراعاة الحقوق المبدئية للشعب الفلسطيني، ومخاطر الرهان على مثل هذه القيادة، تفتقد المناعة الكافية لتمرير أي مشروع يسيء لمصالح الأردن وحاجاته، تعتبر مغامرة تفتقد للحساسية الوطنية، من هنا يمكن اعتبار استبعاد حركة حماس من الخيارات الأردنية قرار مبهم، يفتقد للوعي ويستجيب للضغوط.
في الآونة الأخيرة، عاين الأردن تغيرات كثيرة وكبيرة من ناحية حجم ونوع التحديات التي تواجهه، حيث عاد اليمين الإسرائيلي المتطرف للحكم، وهذا الأخير لا يعترف بالدولة الأردنية إلا في إطار حل مشكلته الديموغرافية، كما شهدت الحقبة القصيرة الماضية، ترتيبات فتحاوية ترمي لصياغة واقع فلسطيني جديد يرضى باملاءات الإسرائيلي، ولا يفوتنا الحديث عن صمود حماس وفشل إنهائها عسكريا، كل ذلك يعتبر سياقا ومسوغا لصانعي السياسة الأردنية، بالعمل على إعادة تعريف مصالحنا الحيوية وتنويع سلة الخيارات الإستراتيجية بما يتناسب مع واقع الأطراف الماثلة أمامنا، لا أن نواصل سياسة عدم إغضاب إسرائيل واسترضاءها، رهانا على أن تمن علينا بدرء المخاطر.
حماس واحدة من القوى التي يتجاهلها الرسمي الأردني بشكل صارم، ربما رغبة بعدم إغضاب الأميركي، أو لقناعة مشوشة تمليها همسات ولمزات أعداء حماس والحركات الإسلامية، رغم ذلك، نقول وبقناعة راسخة، إن قرار تجاهل حماس سياسيا لا يمثل مصلحة أردنية، بل يفوت مصلحة ماسة لا بد من استدعاءها، وهذا الاستدعاء أصبح أكثر إلحاحا في أيامنا هذه، فالأميركي، إن كان مانعا لنا، بدأ بالتغير وسيلتقي حماس عما قريب، والسلطة إن اعتمدناها كطرف فلسطيني، يمكن الحديث معه، نكون قد راهنا على سراب مؤذي ولا منتمي، من هنا ربما يضيق الخيار وتحضر المصلحة.
ما لمسناه في خطاب الأستاذ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قبل أيام، يؤكد أننا أمام حركة إسلامية موثوقة الجانب، تملك القوة على الأرض والنفوذ والخيارات والشعبية والعاصم الأخلاقي في الحكم، وهي إن كانت مأزومة أحيانا، فالأطراف التي تستهدفها مأزومة أيضا وبدرجة قد تملي على المشهد شيئ من التوازن، خطاب الأستاذ مشعل الذي يمثل رؤية الحركة السياسية، يحمل خليطا دقيقا من البراغماتي السياسي والمبدئي القيمي، ما يجعل هذا الخطاب محمّلا بالخيارات السياسية التي تسمح بالحراك وتفتح أبواب المغلقات، وفي ذات الوقت تراه يحمل المبدأ والثوابت الحامية للشطط والتنازل والتراجع، خليط ذكي كهذا، لم يكن وليد فلسفة طوباوية، وإنما صدّقته التجربة والحرب والشهداء، من هنا لنا أن نثق بهؤلاء الذين تجاوزوا الذاتية التنظيمية لمصلحة الحقوق وعلى رأسها التحرير والعودة.
أردنيا، نحن أمام لغة أكثر وضوحا من جانب حركة حماس وانسجاما مع مصالحنا، كما أننا أحوج من ناحية إستراتيجية للتواصل مع هذا المكون الأهم والأقوى في المشهد الفلسطيني، ويبقى موضوع الإرادة السياسية، والشجاعة الوطنية، لكي نخرج من جلباب الارتهان لهواجس الماضي واملاءات الخطأ والخوف، لذا لا بد أن نعيد النظر في العلاقة مع حماس والمقاومة بالحد الذي تتفهمه المعادلة برمتها.
.العصر