لا تنويريون ولا وسطيون، وإنما أحرار في مواجهة الطغيان
29-6-2010
الطريق طويل نحو الحرية، بمعنى نحو زمن العز والكرامة وحرية الاختيار والانتخاب وتداول الأفكار، ولكن ليس أمام الأحرار بديلا عنه. لماذا نحشد لمعاركنا الثقافية والفكرية الجهد والتجميع والمنابر، بينما يتمدد التسلط في كل زاوية من حياتنا، تنكسر أمامه ’’المواجهات’’ الفكرية الفردية المعزولة.. نعم، الأصل أن يسأل الله الواحد منا العافية، لكن هل العافية هي التولي والخذلان والجبن والانحناء، والتنفيس بانشغالات وقضايا ومعارك هامشية جانبية. ألسنا نطمح إلى إنقاذ دولنا من الفشل والعجز؟ فلم التلكؤ! إذا جردنا هذه الدول من احتكارها للعنف والقمع والتسلط، هل يبقى لها وجود أو أثر، هل تحمل مشروع نهضة أو أفكارا حية، لا والله..
بقلم خالد حسن
هل الإذعان يمنع الظلم؟ وهل القابلية للقهر والإذلال نتقي بها أو تخلصنا من شرور التسلط؟
هكذا يعتقد الكثيرون، ربما لأنهم نشأوا على اعتقاد راسخ بأن الإذعان للطغيان والتذلل لصاحب السلطة هو عين الحكمة والاعتدال وربما الوسطية. لم لا، وكل أمر لا يبدأ عنوانه بالوسطية فهو أبتر وأقطع ومرفوض، بمعنى لا يحظى بالرعاية وعين الرضا.
ويعمل الكثيرون منهم على ضمان مستقبله وحماية ’’مكتسباته’’ بمزيد من التضليل والتدليس أو في أحسن الأحوال بمزيد من الانحناء.
ولكن الإعان للظلم لم يمنع عنا القهر، وربما أصابنا ويصيبنا منه ومن التذلل أسوأ مما يصيبنا من الدفاع عن الحق وصون الكرامة.
وربما هي حالة اليأس تملكت كثيرا من مثقفينا، لاعتقادهم أن الاعتراض على نظام الاستبداد والتسلط ليس إلا مغامرة غير محسوبة العواقب أو حماقة مكلفة.
ولا زلت في حيرة من أمري، لماذا نملك الجرأة على مواجهة ’’التشدد’’، باسم التنوير الإسلامي والوسطية، بينما لا نملك الجرأة نفسها على مواجهة ’’التسلط والطغيان’’.
هذا التشدد وقد أنشأنا له مراصد ومنابر للصد عنه، فما بال التسلط والطغيان؟
ربما يرجع الأمر في بعض جوانبه إلى فقدان التأثير، إذ إنه كان لمثقفي الأمس سلطة التأثير أكثر مما لمثقفي اليوم، وهذا محل نظر، وربما لأنه (أي مواجهة التشدد) شرط القبول والرضا وربما ’’الرعاية السامية’’، أو ربما هي ورقة قابلة للتوظيف هنا وهناك.
وعلى كل، فالإعلام يتحمل جزءا كبيرا من تأمين نفوذ بعض الكتاب والمثقفين والمتحدثين من مسوقي الكلام على حساب أهل العمق وصانعي الأفكار، الذين يعانون العزلة والحصار.
الطريق طويل نحو الحرية، بمعنى نحو زمن العز والكرامة وحرية الاختيار والانتخاب وتداول الأفكار، ولكن ليس أمام الأحرار بديلا عنه.
لماذا نحشد لمعاركنا الثقافية والفكرية الجهد والتجميع والمنابر، بينما يتمدد التسلط في كل زاوية من حياتنا، تنكسر أمامه ’’المواجهات’’ الفكرية الفردية المعزولة..
نعم، الأصل أن يسأل الله الواحد منا العافية، لكن هل العافية هي التولي والخذلان والجبن والانحناء، والتنفيس بانشغالات وقضايا ومعارك هامشية جانبية.
ألسنا نطمح إلى إنقاذ دولنا من الفشل والعجز؟ فلم التلكؤ ! إذا جردنا هذه الدول من احتكارها للعنف والقمع والتسلط، هل يبقى لها وجود أو أثر، هل تحمل مشروع نهضة أو أفكارا حية، لا والله.
هل نريد بهذا حكم الفوضى العارمة، لا أبدا، وإنما إحياء مبدأ الشورى وحرية الاختيار.. يا جماعة إننا نُحكم بالحديد والنار، ومنا من يشرع لهذا الحكم، ويستميت في الدفاع عنه، بدعاوى شتى، لكننا في الأخير بعيدون عن مركز التأثير والقرار، فهل يستسيغ هذا عاقل؟
لم نخدم قضية الأحرار على مر الأزمنة، وهي مواجهة التسلط والطغيان، بما تستحقه، وبعضنا ينقلب في أول الطريق وبعضنا يمل في المنتصف ويتجه إلى ما هو أقل تكلفة، هو مشروع حياة أو موت، حياة كريمة أو موتة شريفة، لا تستعمل فيها القنابل ولا الصواريخ، وإنما هي الإرادة القوية والفكرة الحية لا المميتة، والنفس الطويل، وأن لا تصرفنا الصوارف، وأن لا نغرق في متاهة المصطلحات والأسماء، وأن لا نحرق أوراقنا بما يضر بفكرتنا الصلبة.
لا تنويريون ولا وسطيون ولا .... وإنما أحرار على طريق مواجهة الطغيان والتسلط، ما يجمعنا ليس هو مواجهة ’’التشدد’’، وإنما مواجهة ’’الطغيان’’، إذ التشدد مصنوع في مخابر التسلط والقمع، ولو حكمنا شرع ربنا المنزل لا المبدل، لما كان ثمة حاجة للتجمع ضد الطغيان، وإنما ثمة وسائل أخرى للاعتراض عليه، إذ الحاكم المتسلط يُعزل، ولا تفرضه القوة والغلبة والشوكة، وإنما ينبثق من إرادة الأمة، بالاختيار الحر، ومن ينتخبوه، يعزلوه إذا انحرف أو طغى.
*العصر
29-6-2010
الطريق طويل نحو الحرية، بمعنى نحو زمن العز والكرامة وحرية الاختيار والانتخاب وتداول الأفكار، ولكن ليس أمام الأحرار بديلا عنه. لماذا نحشد لمعاركنا الثقافية والفكرية الجهد والتجميع والمنابر، بينما يتمدد التسلط في كل زاوية من حياتنا، تنكسر أمامه ’’المواجهات’’ الفكرية الفردية المعزولة.. نعم، الأصل أن يسأل الله الواحد منا العافية، لكن هل العافية هي التولي والخذلان والجبن والانحناء، والتنفيس بانشغالات وقضايا ومعارك هامشية جانبية. ألسنا نطمح إلى إنقاذ دولنا من الفشل والعجز؟ فلم التلكؤ! إذا جردنا هذه الدول من احتكارها للعنف والقمع والتسلط، هل يبقى لها وجود أو أثر، هل تحمل مشروع نهضة أو أفكارا حية، لا والله..
بقلم خالد حسن
هل الإذعان يمنع الظلم؟ وهل القابلية للقهر والإذلال نتقي بها أو تخلصنا من شرور التسلط؟
هكذا يعتقد الكثيرون، ربما لأنهم نشأوا على اعتقاد راسخ بأن الإذعان للطغيان والتذلل لصاحب السلطة هو عين الحكمة والاعتدال وربما الوسطية. لم لا، وكل أمر لا يبدأ عنوانه بالوسطية فهو أبتر وأقطع ومرفوض، بمعنى لا يحظى بالرعاية وعين الرضا.
ويعمل الكثيرون منهم على ضمان مستقبله وحماية ’’مكتسباته’’ بمزيد من التضليل والتدليس أو في أحسن الأحوال بمزيد من الانحناء.
ولكن الإعان للظلم لم يمنع عنا القهر، وربما أصابنا ويصيبنا منه ومن التذلل أسوأ مما يصيبنا من الدفاع عن الحق وصون الكرامة.
وربما هي حالة اليأس تملكت كثيرا من مثقفينا، لاعتقادهم أن الاعتراض على نظام الاستبداد والتسلط ليس إلا مغامرة غير محسوبة العواقب أو حماقة مكلفة.
ولا زلت في حيرة من أمري، لماذا نملك الجرأة على مواجهة ’’التشدد’’، باسم التنوير الإسلامي والوسطية، بينما لا نملك الجرأة نفسها على مواجهة ’’التسلط والطغيان’’.
هذا التشدد وقد أنشأنا له مراصد ومنابر للصد عنه، فما بال التسلط والطغيان؟
ربما يرجع الأمر في بعض جوانبه إلى فقدان التأثير، إذ إنه كان لمثقفي الأمس سلطة التأثير أكثر مما لمثقفي اليوم، وهذا محل نظر، وربما لأنه (أي مواجهة التشدد) شرط القبول والرضا وربما ’’الرعاية السامية’’، أو ربما هي ورقة قابلة للتوظيف هنا وهناك.
وعلى كل، فالإعلام يتحمل جزءا كبيرا من تأمين نفوذ بعض الكتاب والمثقفين والمتحدثين من مسوقي الكلام على حساب أهل العمق وصانعي الأفكار، الذين يعانون العزلة والحصار.
الطريق طويل نحو الحرية، بمعنى نحو زمن العز والكرامة وحرية الاختيار والانتخاب وتداول الأفكار، ولكن ليس أمام الأحرار بديلا عنه.
لماذا نحشد لمعاركنا الثقافية والفكرية الجهد والتجميع والمنابر، بينما يتمدد التسلط في كل زاوية من حياتنا، تنكسر أمامه ’’المواجهات’’ الفكرية الفردية المعزولة..
نعم، الأصل أن يسأل الله الواحد منا العافية، لكن هل العافية هي التولي والخذلان والجبن والانحناء، والتنفيس بانشغالات وقضايا ومعارك هامشية جانبية.
ألسنا نطمح إلى إنقاذ دولنا من الفشل والعجز؟ فلم التلكؤ ! إذا جردنا هذه الدول من احتكارها للعنف والقمع والتسلط، هل يبقى لها وجود أو أثر، هل تحمل مشروع نهضة أو أفكارا حية، لا والله.
هل نريد بهذا حكم الفوضى العارمة، لا أبدا، وإنما إحياء مبدأ الشورى وحرية الاختيار.. يا جماعة إننا نُحكم بالحديد والنار، ومنا من يشرع لهذا الحكم، ويستميت في الدفاع عنه، بدعاوى شتى، لكننا في الأخير بعيدون عن مركز التأثير والقرار، فهل يستسيغ هذا عاقل؟
لم نخدم قضية الأحرار على مر الأزمنة، وهي مواجهة التسلط والطغيان، بما تستحقه، وبعضنا ينقلب في أول الطريق وبعضنا يمل في المنتصف ويتجه إلى ما هو أقل تكلفة، هو مشروع حياة أو موت، حياة كريمة أو موتة شريفة، لا تستعمل فيها القنابل ولا الصواريخ، وإنما هي الإرادة القوية والفكرة الحية لا المميتة، والنفس الطويل، وأن لا تصرفنا الصوارف، وأن لا نغرق في متاهة المصطلحات والأسماء، وأن لا نحرق أوراقنا بما يضر بفكرتنا الصلبة.
لا تنويريون ولا وسطيون ولا .... وإنما أحرار على طريق مواجهة الطغيان والتسلط، ما يجمعنا ليس هو مواجهة ’’التشدد’’، وإنما مواجهة ’’الطغيان’’، إذ التشدد مصنوع في مخابر التسلط والقمع، ولو حكمنا شرع ربنا المنزل لا المبدل، لما كان ثمة حاجة للتجمع ضد الطغيان، وإنما ثمة وسائل أخرى للاعتراض عليه، إذ الحاكم المتسلط يُعزل، ولا تفرضه القوة والغلبة والشوكة، وإنما ينبثق من إرادة الأمة، بالاختيار الحر، ومن ينتخبوه، يعزلوه إذا انحرف أو طغى.
*العصر