ا أصعب هذه الأوقات العصيبة على العائلات اللاجئة، على المرأة التي لا تجد قوت يومها إلا بالكد و الألم و المصابرة، و على ذلك الطفل الذي لا يجد ما يحفزه لحياة أفضل و يوم بعد يوم يجد نفسه يكبر و يكبر طموحه، أما ذلك الرجل الذي نعتبره من الفئة الصلبة التي تتحمل الكدمات و الصدمات و ننسى أو نتناسى أنه بشر و أن ما يحمله قد لا تعجز عن تحمله الجبال ...
هي قصص كثيرة مؤلمة جدا، في بعض الأحيان يصعب على المرء أن يصدقها، و لكنها جرت و مازالت تجري في الواقع، و قد وجد الكثير من المتطوعين و المتطوعات الذين حاولوا أن يساعدوا هذه الفئة، و لو بكلمة طيبة، و لو بكلمة نحن نحس بألمكم ...
لقد حمل عام 2015 الكثير من الصور التي أظهرت مدى المعاناة التي فرضت على السوريين أثناء نزوحهم من الحرب، و أحدثت تلك الصور ضجة كبيرة، و هكذا مر عام 2015 على اللاجئين السوريين كعاصفة عاتية أهلكت الحرث و النسل، خلفت من بعدها صور صادمة، و حكايات دامية، أعقبها صمت هو أبلغ تعبيرا من الكلام.
من ذلك القصة المؤلمة عن رغد حسون، طفلة في الحادية عشرة من العمر، مصابة بمرض السكري الحاد. وصلت إلى مصر عام 2013 مع عائلتها اللاجئة، و ذلك على أمل التوجه نحو ألمانيا كمستقر. كان هذا القرار يشكل خطرا على صحتها، الذي أدركه والدها الصيدلي، و أدركته هي أيضًا رغم صغر سنها، لذلك طلبت من عائلتها الهجرة دونه، و أصر الجميع على عدم التحرك دونها، و أخذوا بكل الأسباب التي تحافظ على صحتها خلال رحلة اللجوء تلك، أخذوا الأنسولين و معدات قياسه بالدم و المحاقن.
و على رغم توقع مصاعب كثيرة خلال رحلة الهجرة، لم تتوقع هذه الأسرة أن يصل الأمر لحد الاضطرار لسحب حقيبة الأدوية الاحتياطية و إلقائها في الماء بعدما غرقت الحقيبة الأولى في بداية الرحلة، فحسب صحيفة “الدايلي ميل” قالت الأم: “المهربون اضطروا إلى نقل الركاب إلى قارب آخر، فغرقت حقيبة الأدوية الأولى في المياه، و عندما بقيت الأم تحتفظ بالحقيبة الأخرى على رأسها، أمرها المهربون المسلحون بالتخلص منها، و عندما رفضت، ألقاها أحد المهربين بنفسه في البحر وسط استجداءاتها بألا يفعل ذلك”.
عاشت رغد خمسة أيام فقط دون دواء، ثم توفيت وسط ازدحام القارب باللاجئين، و كان الأمر هو قرار إلقاء جسد رغد في البحر، حتى لا تترك جثة متحللة وسط أشقائها.
تلكم هي قصة من الواقع الذي يكابده السوريون و هي كما ترون قصة تفوق الخيال و يعجز تخيل حبكتها أعظم الكتاب و المسرحيين...أما من ناحية ما يعانيه أطفال اللاجئين السوريين من التعليم جزئيا أو كليا فهذه ستيفاني جي، الحاصلة على زمالة برنشتاين في برنامج حقوق اللاجئين في هيومنرايتسووتشتقول: " يعرّض الفشل في تزويد الأطفال السوريين بالتعليم جيلا كاملا للخطر. و مع عدم وجود أمل حقيقي في مستقبل أفضل، قد ينتهي المطاف باللاجئين السوريين اليائسين إلى المغامرة بحياتهم عبر العودة إلى سوريا أو القيام برحلات خطيرة إلى أوروبا"....
و هذه السيدة نزهة الإدريسي الخبيرة في مجال "التدريب الحياتي" تقول:"بعد أن سئمَت من الشّعور بالعجز أمام ما تتناقله وسائلُ الإعلام عن فظائع الحرب في سوريا، قرّرت زيارة لبنان بشكل طوعي لمُعالجة الصّدمات النفسية للاجئين السوريين".
و رغم بشاعة القصص التي سمِعتها من أفواه الصّغار و الكبار، فوجئت هذه السويسرية من أصل مغربي بجهود نُشطاء سوريين يُعدّون للسّلام في زمن الحرب".
و أضافت قائلة:" "عندما أُعالج شخصا أمام الحضور، أطلب من الجمهور أيضا القيام بنفس حركات الطبطبة، لأن صدماتهم مُتشابهة، و إلا سننهار جميعا. و أنا بدوري أمارس نفس التقنيات على ذاتي بعد هذه الجلسات لُأكمل مهمتي و أستعيد قواي".
فاليوم الأسرة اللاجئة السورية أو غيرها، تحتاج إلى كل تضامن إنساني يقدم دعما للمرأة التي وجدت نفسها مسؤولة عن كسب قوتها، أو للطفل الذي يعمل لأجل أسرته، و يتمنى أن يذهب إلى المدرسة مثل كل الأطفال... حتى تظل أحلامهم في العودة إلى بلادهم و إعمارها قائمة، و تبقى رغبتهم في ذلك متوهجة، و يكبر في صدورهم الأمل، و يتراجع اليأس و يسكن الألم...
هي قصص كثيرة مؤلمة جدا، في بعض الأحيان يصعب على المرء أن يصدقها، و لكنها جرت و مازالت تجري في الواقع، و قد وجد الكثير من المتطوعين و المتطوعات الذين حاولوا أن يساعدوا هذه الفئة، و لو بكلمة طيبة، و لو بكلمة نحن نحس بألمكم ...
لقد حمل عام 2015 الكثير من الصور التي أظهرت مدى المعاناة التي فرضت على السوريين أثناء نزوحهم من الحرب، و أحدثت تلك الصور ضجة كبيرة، و هكذا مر عام 2015 على اللاجئين السوريين كعاصفة عاتية أهلكت الحرث و النسل، خلفت من بعدها صور صادمة، و حكايات دامية، أعقبها صمت هو أبلغ تعبيرا من الكلام.
من ذلك القصة المؤلمة عن رغد حسون، طفلة في الحادية عشرة من العمر، مصابة بمرض السكري الحاد. وصلت إلى مصر عام 2013 مع عائلتها اللاجئة، و ذلك على أمل التوجه نحو ألمانيا كمستقر. كان هذا القرار يشكل خطرا على صحتها، الذي أدركه والدها الصيدلي، و أدركته هي أيضًا رغم صغر سنها، لذلك طلبت من عائلتها الهجرة دونه، و أصر الجميع على عدم التحرك دونها، و أخذوا بكل الأسباب التي تحافظ على صحتها خلال رحلة اللجوء تلك، أخذوا الأنسولين و معدات قياسه بالدم و المحاقن.
و على رغم توقع مصاعب كثيرة خلال رحلة الهجرة، لم تتوقع هذه الأسرة أن يصل الأمر لحد الاضطرار لسحب حقيبة الأدوية الاحتياطية و إلقائها في الماء بعدما غرقت الحقيبة الأولى في بداية الرحلة، فحسب صحيفة “الدايلي ميل” قالت الأم: “المهربون اضطروا إلى نقل الركاب إلى قارب آخر، فغرقت حقيبة الأدوية الأولى في المياه، و عندما بقيت الأم تحتفظ بالحقيبة الأخرى على رأسها، أمرها المهربون المسلحون بالتخلص منها، و عندما رفضت، ألقاها أحد المهربين بنفسه في البحر وسط استجداءاتها بألا يفعل ذلك”.
عاشت رغد خمسة أيام فقط دون دواء، ثم توفيت وسط ازدحام القارب باللاجئين، و كان الأمر هو قرار إلقاء جسد رغد في البحر، حتى لا تترك جثة متحللة وسط أشقائها.
تلكم هي قصة من الواقع الذي يكابده السوريون و هي كما ترون قصة تفوق الخيال و يعجز تخيل حبكتها أعظم الكتاب و المسرحيين...أما من ناحية ما يعانيه أطفال اللاجئين السوريين من التعليم جزئيا أو كليا فهذه ستيفاني جي، الحاصلة على زمالة برنشتاين في برنامج حقوق اللاجئين في هيومنرايتسووتشتقول: " يعرّض الفشل في تزويد الأطفال السوريين بالتعليم جيلا كاملا للخطر. و مع عدم وجود أمل حقيقي في مستقبل أفضل، قد ينتهي المطاف باللاجئين السوريين اليائسين إلى المغامرة بحياتهم عبر العودة إلى سوريا أو القيام برحلات خطيرة إلى أوروبا"....
و هذه السيدة نزهة الإدريسي الخبيرة في مجال "التدريب الحياتي" تقول:"بعد أن سئمَت من الشّعور بالعجز أمام ما تتناقله وسائلُ الإعلام عن فظائع الحرب في سوريا، قرّرت زيارة لبنان بشكل طوعي لمُعالجة الصّدمات النفسية للاجئين السوريين".
و رغم بشاعة القصص التي سمِعتها من أفواه الصّغار و الكبار، فوجئت هذه السويسرية من أصل مغربي بجهود نُشطاء سوريين يُعدّون للسّلام في زمن الحرب".
و أضافت قائلة:" "عندما أُعالج شخصا أمام الحضور، أطلب من الجمهور أيضا القيام بنفس حركات الطبطبة، لأن صدماتهم مُتشابهة، و إلا سننهار جميعا. و أنا بدوري أمارس نفس التقنيات على ذاتي بعد هذه الجلسات لُأكمل مهمتي و أستعيد قواي".
فاليوم الأسرة اللاجئة السورية أو غيرها، تحتاج إلى كل تضامن إنساني يقدم دعما للمرأة التي وجدت نفسها مسؤولة عن كسب قوتها، أو للطفل الذي يعمل لأجل أسرته، و يتمنى أن يذهب إلى المدرسة مثل كل الأطفال... حتى تظل أحلامهم في العودة إلى بلادهم و إعمارها قائمة، و تبقى رغبتهم في ذلك متوهجة، و يكبر في صدورهم الأمل، و يتراجع اليأس و يسكن الألم...