افتتحت مقالتي اليوم بهذه القصة الرائعة للبطل صلاح الدين الأيوبي، لسنا لنبكيه ونبكي زمانه، ولكن نريد ان نبعثه حيا في وسط أبناء أمتنا من جديد...
اليوم المرأة المسلمة نريدها أن تكون مستلهمة من تاريخ أمتها ككل وتاريخ وطنها، و بطولاته القومية، حتى تسهم في صقل شخصية الطفل الذي سيصبح رجلا، و تعطيه قوة و شجاعة، و تعطيه فخرا و عزة بنفسه و بأمجاده ...نريدها أن تقرأ هذه القصة وتعيد قراءتها إلى أن ترسخ في ذهنها العبرة من زواجها، ومن إنجاب أبناءها، ومن طريقة تربيتهم على الفضيلة والأخلاق، على حب الوطن، على إعمار هذا الوطن بما ينفعه ويزيده رفعة، عن الوعي بالوقت والحفاظ عليه، عن التخطيط لمشاريع علمية وتربوية تحيي وتنمي، وتكون استثمارا هاما تجعل منها ومن بلدها يسمو ويرقى في مدارج الكمال، وذلك حتى لا يكتفي بالأخذ من وطنه خيراته في صغره، ويمنح بركات علمه وعمله في بلاد الغير، كما حال أبناء اليوم من عباقرة الأطباء والمهندسين والمستثمرين الذين هاجروا البلاد والعباد من أجل رغد العيش هناك...
نريد من أبنائنا أن يكونوا على شاكلة نجم الدين أيوب سخر زواجه لخدمة الأمة، ولم يتخذ من وسيلة للتلذذ بالعيش وإشباع النزوات العابرة.
ونريد من بناتنا أن يكن همهن من الزواج، وسيلة لإصلاح الأمة ونفخ القوة فيها من جديد بما يمكنها من العودة إلى الحياة، وتجاوز الأزمات، واستعادة الأمجاد الضائعة، شأن خاتون زوجة صلاح الدين...
إن زواج نجم الدين أيوب، بستّ الملك خاتون قصة تكشف لنا كيف ينبغي للشباب أن يحيوا هم أمتهم، ويبذلوا قصارى جهدهم لمساعدتها على تجاوزه ن ولو تطلب ذلك الوقوف ضد رغباتنا، وغليكم تلكم القصة العجيبة...
لقد تأخر زواج نجم الدين والد صلاح الدين، فكانت عائلته تتضايق لهذا الأمر، لكنه كان يردد:
أريد أن أتزوج امرأة تتّق الله، يكون لي منها ولد، تحسن تربيته، حتى يكون فارسا يفتح الله على يديه بيت المقدس!
فصادف أن كان مرة جالسا في قصر الملك، فإذا به يسمع امرأة تحدّث الملك من وراء حجاب، يقول لها الملك :لم تقبليه زوجا؟ فأجابت:
إني لا أريده؛ إنما أريد رجلا يتق الله، يكون لي منه ولد، يحسن تربيته، حتى يكون فارسا يفتح الله على يديه بيت المقدس!
فتعجّب نجم الدين أيوب (والد صلاح الدين) ممّا سمع، فهو نفس كلامه الذي يحلم بتحقيقه، مع أنه لم يرها ولم يقابلها أبدا في حياته! إنما حقّق الله له هدفه...(فتأملوا عندما يضع الإنسان هدفا أمامه و يثق بالله!)
عندها طلب نجم الدين من الملك أن يزوجه تلك المرأة، وفعلا تمّ ذلكن فرزقهما الله صلاح الدين، ونشأ صلاح الدين في رعاية الأبوين الصالحين وقد حرصا كل الحرص تربيته التربية الحسنة التي تؤهله لما يعلقانه عليه من آمال...
وحدث أن وجدته أمه ذات مرة يلعب مع البنات، فأخذته وضربته ضربا شديدا، مع أنه كان صغيرا، و قالت له:ما لهذا أنجبتك! إنما أنجبتك لتفتح بيت المقدس...
ولم تتوقف عند ذلك، بل أخبرت عنه أباه عندما جاء، فعنّفه أبوه مع شرح سبب ذلك، ثم حمله (و كان الأب طويل القامة) ثمّ أسقطه من بين يديه على التراب، بعدها قال له:
أ أوجعتك السقطة؟! فأجاب ذلك البطل الصغير ما كان ينبغي لرجل سيحرر الله به بيت المقدس أن يتوجع من سقطة كهذه.
إن الشباب يلهمه الماضي المشرق المنير الذي يفتخر به، ويصنعه حاضره وما يسطر فيه من قيم ومبادئ وما يكتسبه فيه من علم غزير، وما يتطلع لإنجازه من أهداف في مستقبله الذي ينبغي أن يتفوق فيه على إنجازات الآباء والأجداد، وهكذا يبنى المستقبل مشرقا واضح المعالم ...
إن هذه محطة من محطات كثيرة في تاريخنا نحتاج للتوقف عندها ليتعرف أبناؤنا على أمجاد أبطالهم، و النظر في أهمية منجزاتهم، و التعمق فيما تعبر عنه من معان و قيم سامية و نبيلة، ليدرك أبناؤنا أن الحياة الفاضلة الكريمة لا تدرك بالتمني، وإنما هي مشروع نخطط له ونحدد أهدافه، ونكرس كل جهدنا وطاقتنا لتنفيذه، تلك هي رسالتك أيتها المرأة المسلمة المعاصرة، أن تجتهدي في جعل ابنك يبذل جهده في المجال الذي يختاره لنفسه بداية من الدراسة إلى التخرج، بما يفيد أمته ووطنه، وهو إن فعل ذلك يكون قد أفاد نفسه، تلك هي رسالتك ايتها المرأة المسلمة المعاصرة فركزي عليها واجتهدي في تبليغها.
اليوم المرأة المسلمة نريدها أن تكون مستلهمة من تاريخ أمتها ككل وتاريخ وطنها، و بطولاته القومية، حتى تسهم في صقل شخصية الطفل الذي سيصبح رجلا، و تعطيه قوة و شجاعة، و تعطيه فخرا و عزة بنفسه و بأمجاده ...نريدها أن تقرأ هذه القصة وتعيد قراءتها إلى أن ترسخ في ذهنها العبرة من زواجها، ومن إنجاب أبناءها، ومن طريقة تربيتهم على الفضيلة والأخلاق، على حب الوطن، على إعمار هذا الوطن بما ينفعه ويزيده رفعة، عن الوعي بالوقت والحفاظ عليه، عن التخطيط لمشاريع علمية وتربوية تحيي وتنمي، وتكون استثمارا هاما تجعل منها ومن بلدها يسمو ويرقى في مدارج الكمال، وذلك حتى لا يكتفي بالأخذ من وطنه خيراته في صغره، ويمنح بركات علمه وعمله في بلاد الغير، كما حال أبناء اليوم من عباقرة الأطباء والمهندسين والمستثمرين الذين هاجروا البلاد والعباد من أجل رغد العيش هناك...
نريد من أبنائنا أن يكونوا على شاكلة نجم الدين أيوب سخر زواجه لخدمة الأمة، ولم يتخذ من وسيلة للتلذذ بالعيش وإشباع النزوات العابرة.
ونريد من بناتنا أن يكن همهن من الزواج، وسيلة لإصلاح الأمة ونفخ القوة فيها من جديد بما يمكنها من العودة إلى الحياة، وتجاوز الأزمات، واستعادة الأمجاد الضائعة، شأن خاتون زوجة صلاح الدين...
إن زواج نجم الدين أيوب، بستّ الملك خاتون قصة تكشف لنا كيف ينبغي للشباب أن يحيوا هم أمتهم، ويبذلوا قصارى جهدهم لمساعدتها على تجاوزه ن ولو تطلب ذلك الوقوف ضد رغباتنا، وغليكم تلكم القصة العجيبة...
لقد تأخر زواج نجم الدين والد صلاح الدين، فكانت عائلته تتضايق لهذا الأمر، لكنه كان يردد:
أريد أن أتزوج امرأة تتّق الله، يكون لي منها ولد، تحسن تربيته، حتى يكون فارسا يفتح الله على يديه بيت المقدس!
فصادف أن كان مرة جالسا في قصر الملك، فإذا به يسمع امرأة تحدّث الملك من وراء حجاب، يقول لها الملك :لم تقبليه زوجا؟ فأجابت:
إني لا أريده؛ إنما أريد رجلا يتق الله، يكون لي منه ولد، يحسن تربيته، حتى يكون فارسا يفتح الله على يديه بيت المقدس!
فتعجّب نجم الدين أيوب (والد صلاح الدين) ممّا سمع، فهو نفس كلامه الذي يحلم بتحقيقه، مع أنه لم يرها ولم يقابلها أبدا في حياته! إنما حقّق الله له هدفه...(فتأملوا عندما يضع الإنسان هدفا أمامه و يثق بالله!)
عندها طلب نجم الدين من الملك أن يزوجه تلك المرأة، وفعلا تمّ ذلكن فرزقهما الله صلاح الدين، ونشأ صلاح الدين في رعاية الأبوين الصالحين وقد حرصا كل الحرص تربيته التربية الحسنة التي تؤهله لما يعلقانه عليه من آمال...
وحدث أن وجدته أمه ذات مرة يلعب مع البنات، فأخذته وضربته ضربا شديدا، مع أنه كان صغيرا، و قالت له:ما لهذا أنجبتك! إنما أنجبتك لتفتح بيت المقدس...
ولم تتوقف عند ذلك، بل أخبرت عنه أباه عندما جاء، فعنّفه أبوه مع شرح سبب ذلك، ثم حمله (و كان الأب طويل القامة) ثمّ أسقطه من بين يديه على التراب، بعدها قال له:
أ أوجعتك السقطة؟! فأجاب ذلك البطل الصغير ما كان ينبغي لرجل سيحرر الله به بيت المقدس أن يتوجع من سقطة كهذه.
إن الشباب يلهمه الماضي المشرق المنير الذي يفتخر به، ويصنعه حاضره وما يسطر فيه من قيم ومبادئ وما يكتسبه فيه من علم غزير، وما يتطلع لإنجازه من أهداف في مستقبله الذي ينبغي أن يتفوق فيه على إنجازات الآباء والأجداد، وهكذا يبنى المستقبل مشرقا واضح المعالم ...
إن هذه محطة من محطات كثيرة في تاريخنا نحتاج للتوقف عندها ليتعرف أبناؤنا على أمجاد أبطالهم، و النظر في أهمية منجزاتهم، و التعمق فيما تعبر عنه من معان و قيم سامية و نبيلة، ليدرك أبناؤنا أن الحياة الفاضلة الكريمة لا تدرك بالتمني، وإنما هي مشروع نخطط له ونحدد أهدافه، ونكرس كل جهدنا وطاقتنا لتنفيذه، تلك هي رسالتك أيتها المرأة المسلمة المعاصرة، أن تجتهدي في جعل ابنك يبذل جهده في المجال الذي يختاره لنفسه بداية من الدراسة إلى التخرج، بما يفيد أمته ووطنه، وهو إن فعل ذلك يكون قد أفاد نفسه، تلك هي رسالتك ايتها المرأة المسلمة المعاصرة فركزي عليها واجتهدي في تبليغها.