لقد أحدثت الفضائيات والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) تغيرًا مهمًا في المجتمعات بما قدمته من وسائل للاتصالات، جعلت العالم ينساب بعضه على بعض، فلا حدود ولا قيود تقف في وجه انتقال المعلومات، والتربية بحكم عملها وطبيعتها أكثر جوانب المجتمع عرضة للتغير؛ وبناء على ذلك فالمتغيرات الحادة التي ينطوي عليها عصرُ المعلومات لم يعد من السهل على أبنائنا وشبابنا الوقوفُ أمام هذه المغريات دون أن يكون هناك من يمد لهم يد العون والمساعدة من المربين، ولم يعد من السهل على المربين أن ينجحوا في مهمتهم ، على سبيل المثال لا الحصر، شباب اليوم يريد ان يسطع نجمه مثل ما سطع نجم ذلك الممثل الشهير، وفتاة اليوم تحلم بزوج مثل تلك الممثلة الشهيرة، لقد أصبحت عقول وأفكار وأخلاق أبنائنا ميدان سباق في كل شيئ (الموضة، الزواج، الاتيكيت، الأكل ، الشرب، النوم ....الخ)
لقد ميزنا الله عز وجل بالعقل عن باقي المخلوقات، بمعنى أن هذا العقل له وظيفته السامية في تمكيننا من التمييز بين الغث والسمين، وبين الرديء والجميل، ومن هنا تتأكد الأهمية البالغة للعقل، ولذلك هو يمثّل حجة الله سبحانه وتعالي علي الخلائق، فبه يحاسب الله عباده ويقيم عليهم الحجة.
ولذا يعرف علماء اللغة العقل لغة واصطلاحا فيقولون: ً
يطلق «العقل» في اللغة على عدّة معان، منها: التثبت في الأمور، والامساك والامتناع، والشدّ والحبس، يقال: عقلت الناقة; إذا منعتها من السير، ويقال: عقلَ (بفتح اللام) الرجل إذا كفّ نفسه وشدّها عن المعاصي، وقيل: العاقل: الذي يحبس نفسه ويردّها عن هواها.
هذه هي المعاني اللغوية الرئيسية التي تكاد تجمع عليها كتب اللغة حول العقل، وتندرج تحتها - تقريباً - جميع المعاني الأخري التي ذكرت لهذا المفهوم.
اذ نجد أن الإنسان لا بد أن يكون كيسا وفطنا لما يقدم عليه في يومياته وفي حياته ككل، ومنها إقدامه على تأسيس أسرة، قوية، متماسكة، لا تعصف بها الرياح، عند في أول مشكل يعتريها... فتتعقد وتتفاقم مشكلتها أكثر بكثير مما كانت عليه.
فالفتاة أو الشاب المقبل على تأسيس أسرة مثلا، من المستحسن أن يكون لهما رصيد لا بأس به من الناحية الفكرية والثقافية والعملية، حتى يكونا في المستوى المطلوب عند مواجهة أي ظرف في حياتهم الجديدة، فتجهيزات العروس ينبغي أن تتجنب المشتريات المبالغ فيها، وأن لا تنظر إلى الحياة الزوجية من المنظار السينمائي الذي تقدمه المسلسلات التي ملأت الفضائيات والتي ليس لها صلة بالواقع الذي تعيشه الأسر في أي بقعة على وجه الأرض...
فالحياة الأسرية لا تجري بالرتابة التي المتخيلة في المسلسلات التي تبث عبر الفضائيات، بل هي تتلاعب بها ظروف الحياة، كما تتلاعب أمواج البحر العاتية بالسفينة، مما يتطلب من ربانها الكثير من الصبر والوعي وحسن التصرف حتى يجنبها المخاطر المهلكة ويصل بها إلى شاطئ الأمان، كذل هو الحال في الحياة الزوجية إذ ينبغي للزوجين أن يتحليا بالكثير من اليقظة الحكمة وحست تقدير الظروف ليتجنبا اصطدام حياتهما بمشكل لا حل له إلا بالانفصال عن بعضهما البعض فتنهار الأسرة، وتنكسر القلوب، ويتشرد الأولاد، وأحوج ما يحتاج إليه الزوجان حسن التفهم لبعضهما بعضا مما يجعلهما يقدران ظروف كل منهما، ويعذران بعضهما البعض، وهذا ما دعا إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فيما أجاب به الرجل الذي جاء يستشيره فيما عزم عليه من طلاق زوجته ، فلما سأله عن السبب الذي يدعوه لطلاقها فأجابه بقوله: إني لا أحبها ،قال له: ثكلتك أمك، وهل يبنى الزواج إلا على الحب؟ فأين الذمام؟ تحتاج إلى القلوب التي تستمع أكثر من القلوب التي تتحدث... بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبهنا إلى أن دوام الحياة الزوجية واستقرارها واستمرارها، يتطلب منا التركيز على إيجابيات بعضنا البعض وتفادي النظر إلى ما قد يكون فينا من سلبيات إذ يؤثر عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " لا يفرك المؤمن المؤمنة، فإنه لإن عدم منها خلقا رضي منها آخر "
وليس الزوج وحده المطالب بالصبر والتحلي بالحلم والحكمة لتجاوز مطبات الحياة الزوجية وما يعتريها بسبب تقلبات الحياة، بل الزوجة هي الأخرى مدعوة إذا أرادت لحياتها الزوجية أن تستقر وتستمر، أن تكون على قدر كبير من حسن التفهم لظروف زوجها، وأن لا تشترط في طلباتها وتنساق وراء رغباتها فتكلفه من أمره ما لا يطيق، فيمل ويضجر، ويفارق ويهجر، وعليها أن تضع نصب عينيها وصية الأعرابية لابنتها، أن لا تنغص عليه نومه، أو أن تكلمه عند الغضب، وأن تتجنب التطاول عليه، فإن ذلك مدعاة لثورته وانقلابه عليها، وأن عليها أن تكون له أمة حتى يكون لها عبدا، وعليها أن تعلم أنه لا أضمن لدوام الحياة الزوجية واستمرارها من تحلي الزوجين بخلق الإيثار فإن هذا الخلق الذي يحملنا تقديم حاجة الآخر على حاجتنا، يجعله يقدر لنا ذلك ويشكره لنا ويقربه منا...
تلك هي النقاط المتعارف عليها والتي يستحسن أن تأسس عليها الأسرة، وأن تراعى فيما نقيمه من علاقات بين الرجل والمرأة، فما أحوجنا إلى أن نضمن مناهجنا التربوية والتعليمية نصوصا تشير إلى هذه المعاني والإشارات، لنستوقف أبناءنا وبناتنا عندها، فتتاح لنا الفرصة لمناقشتهم وتبصرتهم بما تفرضه عليهم الحياة الزوجية من مسؤوليات ثقيلة، لا يقوى على تحملها كاملة إلا أشراف الناس وأفاضلهم، ولنحررهم من تلك النظرة الطوباوية التي تجعلهم ينظرون إلى الحياة الزوجية على أنها فرصة للعب والسيطرة على الآخر...
إن إعداد الفتيان والفتيات من الناحية العقلية والنفسية، ليحيون حياة زوجية مستقرة شرط جوهري لقيام مجتمع سليم، وبناء وطن شديد الأركان، رفيع البنيان، لا تعصف به أحداث الزمان، ويخشى سطوته القاصي والداني ...
لقد ميزنا الله عز وجل بالعقل عن باقي المخلوقات، بمعنى أن هذا العقل له وظيفته السامية في تمكيننا من التمييز بين الغث والسمين، وبين الرديء والجميل، ومن هنا تتأكد الأهمية البالغة للعقل، ولذلك هو يمثّل حجة الله سبحانه وتعالي علي الخلائق، فبه يحاسب الله عباده ويقيم عليهم الحجة.
ولذا يعرف علماء اللغة العقل لغة واصطلاحا فيقولون: ً
يطلق «العقل» في اللغة على عدّة معان، منها: التثبت في الأمور، والامساك والامتناع، والشدّ والحبس، يقال: عقلت الناقة; إذا منعتها من السير، ويقال: عقلَ (بفتح اللام) الرجل إذا كفّ نفسه وشدّها عن المعاصي، وقيل: العاقل: الذي يحبس نفسه ويردّها عن هواها.
هذه هي المعاني اللغوية الرئيسية التي تكاد تجمع عليها كتب اللغة حول العقل، وتندرج تحتها - تقريباً - جميع المعاني الأخري التي ذكرت لهذا المفهوم.
اذ نجد أن الإنسان لا بد أن يكون كيسا وفطنا لما يقدم عليه في يومياته وفي حياته ككل، ومنها إقدامه على تأسيس أسرة، قوية، متماسكة، لا تعصف بها الرياح، عند في أول مشكل يعتريها... فتتعقد وتتفاقم مشكلتها أكثر بكثير مما كانت عليه.
فالفتاة أو الشاب المقبل على تأسيس أسرة مثلا، من المستحسن أن يكون لهما رصيد لا بأس به من الناحية الفكرية والثقافية والعملية، حتى يكونا في المستوى المطلوب عند مواجهة أي ظرف في حياتهم الجديدة، فتجهيزات العروس ينبغي أن تتجنب المشتريات المبالغ فيها، وأن لا تنظر إلى الحياة الزوجية من المنظار السينمائي الذي تقدمه المسلسلات التي ملأت الفضائيات والتي ليس لها صلة بالواقع الذي تعيشه الأسر في أي بقعة على وجه الأرض...
فالحياة الأسرية لا تجري بالرتابة التي المتخيلة في المسلسلات التي تبث عبر الفضائيات، بل هي تتلاعب بها ظروف الحياة، كما تتلاعب أمواج البحر العاتية بالسفينة، مما يتطلب من ربانها الكثير من الصبر والوعي وحسن التصرف حتى يجنبها المخاطر المهلكة ويصل بها إلى شاطئ الأمان، كذل هو الحال في الحياة الزوجية إذ ينبغي للزوجين أن يتحليا بالكثير من اليقظة الحكمة وحست تقدير الظروف ليتجنبا اصطدام حياتهما بمشكل لا حل له إلا بالانفصال عن بعضهما البعض فتنهار الأسرة، وتنكسر القلوب، ويتشرد الأولاد، وأحوج ما يحتاج إليه الزوجان حسن التفهم لبعضهما بعضا مما يجعلهما يقدران ظروف كل منهما، ويعذران بعضهما البعض، وهذا ما دعا إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فيما أجاب به الرجل الذي جاء يستشيره فيما عزم عليه من طلاق زوجته ، فلما سأله عن السبب الذي يدعوه لطلاقها فأجابه بقوله: إني لا أحبها ،قال له: ثكلتك أمك، وهل يبنى الزواج إلا على الحب؟ فأين الذمام؟ تحتاج إلى القلوب التي تستمع أكثر من القلوب التي تتحدث... بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبهنا إلى أن دوام الحياة الزوجية واستقرارها واستمرارها، يتطلب منا التركيز على إيجابيات بعضنا البعض وتفادي النظر إلى ما قد يكون فينا من سلبيات إذ يؤثر عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " لا يفرك المؤمن المؤمنة، فإنه لإن عدم منها خلقا رضي منها آخر "
وليس الزوج وحده المطالب بالصبر والتحلي بالحلم والحكمة لتجاوز مطبات الحياة الزوجية وما يعتريها بسبب تقلبات الحياة، بل الزوجة هي الأخرى مدعوة إذا أرادت لحياتها الزوجية أن تستقر وتستمر، أن تكون على قدر كبير من حسن التفهم لظروف زوجها، وأن لا تشترط في طلباتها وتنساق وراء رغباتها فتكلفه من أمره ما لا يطيق، فيمل ويضجر، ويفارق ويهجر، وعليها أن تضع نصب عينيها وصية الأعرابية لابنتها، أن لا تنغص عليه نومه، أو أن تكلمه عند الغضب، وأن تتجنب التطاول عليه، فإن ذلك مدعاة لثورته وانقلابه عليها، وأن عليها أن تكون له أمة حتى يكون لها عبدا، وعليها أن تعلم أنه لا أضمن لدوام الحياة الزوجية واستمرارها من تحلي الزوجين بخلق الإيثار فإن هذا الخلق الذي يحملنا تقديم حاجة الآخر على حاجتنا، يجعله يقدر لنا ذلك ويشكره لنا ويقربه منا...
تلك هي النقاط المتعارف عليها والتي يستحسن أن تأسس عليها الأسرة، وأن تراعى فيما نقيمه من علاقات بين الرجل والمرأة، فما أحوجنا إلى أن نضمن مناهجنا التربوية والتعليمية نصوصا تشير إلى هذه المعاني والإشارات، لنستوقف أبناءنا وبناتنا عندها، فتتاح لنا الفرصة لمناقشتهم وتبصرتهم بما تفرضه عليهم الحياة الزوجية من مسؤوليات ثقيلة، لا يقوى على تحملها كاملة إلا أشراف الناس وأفاضلهم، ولنحررهم من تلك النظرة الطوباوية التي تجعلهم ينظرون إلى الحياة الزوجية على أنها فرصة للعب والسيطرة على الآخر...
إن إعداد الفتيان والفتيات من الناحية العقلية والنفسية، ليحيون حياة زوجية مستقرة شرط جوهري لقيام مجتمع سليم، وبناء وطن شديد الأركان، رفيع البنيان، لا تعصف به أحداث الزمان، ويخشى سطوته القاصي والداني ...