لزمن طويل عشت و لازلت في معزل عن مجتمعي، فجل المجتمعات المسلمة في زمننا الحاضر تحكمها الأهواء و العادات البالية التي إستمدوها من ماضي وثني أو اخذوا سلبيات المجتمعات الغربية و تبنوها من دون تمحيص.
فهل علي الفرد السوي مجبر علي تكرار أخطاء مجتمعه ؟
طبعا لا.
فصاحب البصيرة و من يتقي الله و من يخشي غضبه تعالي لن ينجر خلف سلوكات مرضية لمجتمع مسلم مريض و رافض الإعتراف بأنه ليس علي ما يرام.
فالمقاييس التي يلجأ إليها مجتمعنا المسلم مقاييس مغلوطة لا تتصل بروح الإسلام الطاهرة. و من الظلم مطالبة الفرد المسلم السوي و المستقيم أن يستنسخ السلوك الإجتماعي السائد و نحن نعلم بأن هذا السلوك بالذات من أغرق سفينة المسلمين.
فمن دون وعي حضاري و حرص ديني، لن تقلع طائرتنا و لن تقل أحد علي متنها إلا أولئك الذين جدفوا ضد التيار و غالبوه و تجاوزوه بنهج السلوك القويم التقي السليم.
فمن يريد تحسن الأوضاع، عليه أن يبادر بنفسه إلي التغيير و التغيير يأخذ أحيانا كثيرة أشكال بسيطة مثل الصبر عوض العصبية، عدم اللجوء إلي الإلتواء في أقوالك و أفعالك، القيام بأي عمل علي أحسن وجه، عدم التقصير في واجباته نحو خالقه نفسه أفراد اسرته و هكذا ....إلي حين ما يصبح سلوك فرد، سلوك جماعي، عنذئذ فقط سنعرف الحضارة و سنعتبر مواطني حضارة راقية....