لعل من الإنصاف والعدل الإشارة إلى علمين عاليين من أعلام اليمن اشتهرا بأعمال البر والخير والإحسان، إضافة إلى وظيفتيهما الأساسيتين، هما المهندس أحمد بن أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية والشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم ورجل الأعمال المعروف.
وما جعلني أتطرق إلى هذين العلمين النيرين هو الحجم الكبير من الأعمال الخيرية والإنسانية النبيلة الذي قدماه لعديد من المحتاجين للمساعدة الإنسانية والعلاجية، وتذليل كثير من الصعاب التي واجهت كم من معسر ومتعثر كريم وذي حاجة ومصاب بأمراض خبيثة، ومد يد العون والمساعدة لهم دون تعقيد ودون محاباة أو مجاملة لفلان من الناس دون الآخر، الأمر الذي جعلهما علمين عاليين ونجمين ساطعين في نظر من الناس البسطاء سواءً في الحقل الشرطوي أو الحقل الرياضي أو غيرهما من الحقول الاجتماعية.. أهمها الحقل الإنساني، وخو المنظار والزاوية والرؤية التي يتم من خلالها تقديم تلك المساعدات والهبات والمنح المالية والعلاجية، إضافة إلى تبنيهما عديد من الأنشطة الاجتماعية والرياضية والفنية والخيرية.
والسؤال الذي قد يتراءى للكثيرين ويرددونه باستمرار: يا ترى ما الذي جعل هذين العلمين يقومان بهذه الأنشطة الإنسانية النبيلة وحبهما الشديد لعمل الخير والإحسان.
الجواب هو تحليهما بالأخلاق الحميدة وتمسكهما بعقيدتهما الإسلامية السمحة التي تحث على محامد الأخلاق وفعل الخيرات والتسابق إليها والإحسان إلى الناس وتقديم الآخرة على الدنيا، الأمر الذي جعل لهما مكانة عالية ومرموقة وذكر خير عند الناس، في الوقت الذي عجز عن تحقيق ذلك السطوع والنجومية والرفعة الكثيرون ممن تمتعوا بالجاه والمال، وذهبوا دون أن يتركوا شيئاً ما يذكرهم به أحد من الناس، أو يتذكر خيراً فعلوه ذاكر.
ختاماً.. ليس كل إنسان يستطيع أن ينحت مكانة له في قلوب الناس، ولكن هناك قلوب جسورة سخرها الله عز وجل لخدمة الناس، وخلفاء له مكنهم من الأرض، وقبل ذلك مكنهم من قلوب الناس والجلوس على عروش محبتهم، فكانوا نجوماً ساطعة وأعلاماً نيرة ترتفع الرؤوس للنظر إليها لمكانتها العالية وأشعتها الساطعة.