التوترات الأمريكية الإيرانية ومستقبل منطقة الخليج العربي
كتب المستشار السياسي
حسين موسى
إن المتمعن للأمور يعرف أن الولايات المتحدة لا قدرة لها على ضرب إيران لعده اسباب منها :ان إيران تتحكم في مضيق هرمز وبالتالي أصبحت متحكمة في نصف إمدادات الطاقة القادمة نحو أوربا وبالتالي تسطيع أن تحول نصف القارة الاوربية إلى ظلام دامس اذا حدثت حرب لا تقل عن عشرة أيام كما أن النظام العالمي الاقتصادي ليس له قدره على تحمل أية أزمات عالمية اقتصاديه وعدة دول سوف تشهر إفلاسها اذا حدثت حرب في هذه المنطقة بالإضافة الى ما سبق أن جميع المفاعلات النووية الإيرانية في بطن جبل قم وبالتالي منطقة شديدة التحصن لن تستطيع أية قوة جوية تدميره كما أن الشيعة يؤمنون بالمرجعية الدينية وبالتالي فاذا أعلن الجهاد في إيران سوف يتحول مليون جندي إيراني الى مجاهدين ( مليون عدد الجيش الإيراني ) و سبق أن حاولت الولايات المتحدة الامريكية محاصرة إيران اقتصاديا وتجاريا وبالفعل حاصرتها لسنوات وفشلت بسبب أن الاقتصاد الإيراني قوى نوعا ما ومتنوع كما تعتمد إيران على دعم حلفاؤها الدوليين لها كروسيا والصين وبالتالي لا يوجد قرار موحد داخل الأمم المتحدة بشأنها وهناك عنصر هام في هذا الصراع يميل لصالح إيران وهو أنها سوف تكسب تعاطف المجتمعات والشعوب الإسلامية وبالتالي سوف تتحول المنظمات الارهابية إلى عمليات داخل العمق الأمريكي رغبة في نيل شرف الشهادة كما حدث في حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان .حسين موسى
ما مصلحة الولايات المتحدة من تأجيج المنطقة ؟
أن الولايات المتحدة وإسرائيل (إن إسرائيل لا تريد أن تتورط في حرب عداء مع إيران وتريد حرب وكالة بين السنة العرب والشيعة ) تؤمن إيمان كامل أن القدرة النووية الايرانية لم تصل بعد الى حد صنع القنابل النووية حيث أن درجة النقاء في المفاعلات لتخصيب اليورانيوم يجب أن لا يقل عن 98% وإيران الى الان لم تتجاوز 5% فالتالي لا توجد مخاوف من البرنامج النووي الإيراني حاليا لكن تم تصوير المشهد خلاف ذلك حتى يتم تحويل القناعة العربية نحو التطبيع الإسرائيلي كما تهدف المصالح الامريكية والإسرائيلية ايضا الى :
• صرف النظر الدولي عما تقوم به تركيا في ليبيا وسوريا من تحركات عسكرية و التي تهدف في الأساس الى إشعال المنطقة وبالتالي محاولة توريط مصر في عملية عسكرية شاملة في ليبيا واستقطاب العرب نحو الولايات المتحدة كحليف قوى مما يخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة
- مال الخليج الذى تم استباحته
• تخويف إيران ومحاولات الوصول معها الى حل تفاوضي يشمل تنازلات ايرانية
• صرف النظر عن القوانين الاسرائيلية الجديدة وضم الجولان وقانون الهوية الدينية لإسرائيل
• تقرب العرب نحو التطبيع مع إسرائيل وبالفعل ظهرت عدة دعوات لذلك فظهرت مقولة كلنا في قارب واحد وجمعينا من نسل سيدنا ابراهيم وللأسف نجد ان بعض الاعلاميون العرب انساقوا خلف هذه الدعوات ويرون ان الخطر الإيراني اشد من التطبيع مع العدو الصهيوني
• طمس القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية هوية وانتماء وأرض الى قضية اقتصادية بحتة وهذا ما تم الدعوة اليه في مؤتمر المنامة الذي عقد في شهر يونيو الماضي