هو أمير المسلمين أبويعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتونى الصنهاجي، قائد وأمير مسلم وَحَّد المغرب وضم إمارة الأندلس تحت مُلكه وسلطته. وتولى رئاسة دولة المرابطين بعد أن تنازل له ابن عمه أبوبكر بن عمر اللمتونى واستطاع إنشاء إمبراطورية مغربية إسلامية. ووصفه ابن الأثير فى كتابه الكامل بقوله كان حليمًا كريمًا، دينًا خيرًا، يحب أهل العلم والدين، ويحكّمهم فى بلاده، ويبالغ فى إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم، خشع عند استماع الموعظة ولأن قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح.
ولم يكن ابن تاشفين أميرًا فى جيش المرابطين، بل كان قائدًا عسكريًا يعمل تحت إمرة ابن عمه الأمير أبوبكر بن عمر اللمتونى، وبعد ظهور نجم يوسف فى المعارك الحربية، قربه إليه الأمير أبوبكر وجعله نائبًا له فى قيادة جماعة المرابطين. وفى سنة 453 هـ 1061م انطلق يوسف بن تاشفين بجيشه إلى الشمال ليدعو الناس إلى الإسلام، ونجح فى هداية القبائل إلى الدين الإسلامى الصحيح بعد أن ادعى بعضهم النبوة, وبمرور الأيام بدأ الناس يتعلمون منه الإسلام ويدخلون فى جماعته المجاهدة، فأصبح أميرًا على السنغال، وموريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وقائدا على جيش يصل إلى مائة ألف فارس. وبعد رجوع الشيخ أبوبكر بن عمر اللمتونى فى سنة 468 هـ 1076م وبعد خمس عشرة سنة من الدعوة فى جنوب السنغال وأدغال إفريقيا، ورأى أن يوسف بن تاشفين قد أقام هذه الدولة العظيمة ثم هو بعد ذلك يراه زاهدًا متقشفًا ورعًا تقيًا، عالمًا بدينه طائعًا لربه، فقام الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتونى بالتنازل ليوسف بن تاشفين عن رئاسة دولة المرابطين، وعاد مرة أخرى إلى أدغال إفريقيا ليدعو إلى دين الله هناك، ويصبح يوسف بن تاشفين زعيم هذه الدولة العظيمة، ويسمى نفسه: أمير المسلمين وناصر الدين، وحين سُئِل لماذا لا تتسمى بأمير المؤمنين؟ أجاب: هذا شرف لا أدّعيه، هذا شرف يخصّ العباسيين وأنا رجلهم فى هذا المكان، كان العباسيون فى هذه الفترة لا يملكون سوى بغداد فقط، وكان يوسف بن تاشفين يريد للمسلمين أن يكونوا تحت راية واحدة، ولم يُرِد أن يشق عصا الخلافة، ولا أن ينقلب على خليفة المسلمين. وتوفى بعد حياة حافلة بالجهاد فّى تمام المائة، منها سبع وأربعين سنة فى الحكم.
**نقلاً عن جريدة روزاليوسف