أولا و قبل كل شيء لا بد لنا من الإقرار بأن أي علم أو عمل يؤدي بالمرأة المسلمة للإسترجال فهو محرم شرعا و قد لعن الله المتشبهات بالرجال و هذا ما قاله رسول الحق عليه و علي آله و سلم في المسترجلات عن عائشة رضوان الله عليها :" "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرّجلة".
والرجلة هي التي تتشبه بالرجال في هيئاتهم وأخلاقهم وأقوالهم وأفعالهم"و قال رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام "«لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال»رواه البخاري.
و العمل أو الوظيفة الذي يجعل المرأة تختلط برجال غرباء عنها طوال مدة أداءها لعملها الذي هو نتاج العلم الذي تحصلت عليه، سيؤدي بها آجلا أم عاجلا إلي تقليد حركات الرجال، فيذهب عنها الحياء و تسمح لنفسها بأن تلامسهم و تسمح لهم أن يلامسوها. فمثلا مهندسة أشغال عامة لتتسلق تلة أو تنزل في منحدر أو لتنزل من مروحية تأخذها إلي مكان عملها لامحالة سيتقدم الرجل الأجنبي لمساعدتها جسديا و هنا ملامسته لها محرمة. أو أن تعمل في القوات الخاصة للجيش أو الأجهزة الأمنية، فلا محالة سيلتحم جسدها بأجساد رجال أعداء أو منحرفين و هذا محرم شرعا، فمهمة الدفاع في الجيش و الأمن هي مهمة رجالية بحتة لا دخل للنساء فيها اللهم إلا في التمريض أو الإستشارة الأمنية و العسكرية.
فهناك من التخصصات العلمية التي تفضي إلي أعمال و وظائف يقدر عليها الرجل دون المرأة، لم يتمتع به من قوة نفسية و جسمية، تفتقدهما المرأة لبنيتها الفيزيولوجية الضعيفة و أيضا بسبب انها أنثي و ليست ذكرا، هذا و أي رياضة تمارسها لتجعلها تكتسب قوة عضلات الرجل ممنوعة، فالرياضة المسموح بها لها هي الرياضة التي تراعي أنوثتها. هذا و قد بين فضيلة الشيخ العلامة الشيخ بن باز أنه "لا يجوز لها أن تكون في محل فيه خطورة بين الرجال، أو في محل لا تأمن فيه بسبب ما حولها من الرجال لأنهم يتهمون بالتسلط عليها، لا تخاطر بنفسها، تكون في محل آمن لا بأس، أما بين الرجال في عملهم بحيث تختلط بهم وتتصل بهم فهذا لا يجوز؛ لأن وجودها معهم فتنة و لو مع الاحتجاب، لأن المماسة والمخالطة والمجالسة الدائمة والكثيرة سبب للشر.".
لا بد للمرأة المسلمة أن تدرك ما يلي :
-لها أن تطلب العلم النافع لها و لبنات جنسها و الملاءم لطبيعتها الأنثوية النفسية و الجسدية و أما العلم الذي يحولها إلي شبه رجل فهذا علم لا خير فيه.
- لا بد للمرأة المسلمة أن تدرك أن تعاطيها لأكثر من ساعتين مع محيط مهني رجالي لا خير فيه، لأنهم سيستمتعون بصوتها و جمال هيئتها و إن كانت محجبة و سيستمتعون بحديثها و إبتساماتها و ضحكاتها و كل هذا لا يقبله ديننا لأن ديننا دين عفة.
-لا بد للمرأة المسلمة ان تطلب العلم الذي ينفعها في دنياها و الذي ينفعها أكثر في آخرتها، ما الجدوي ان تكوني طبيبة ناجحة و ليس لديك أي معرفة بضوابط السلوك و السيرة وفق شرع الله و تعملين لساعات طوال مع رجال أجانب عنك غير متخلقين بأخلاق الإسلام؟
-لا بد للمرأة المسلمة أن تطلب العلم الذي يعينها للحفاظ علي عفتها و يسمح لها بالعمل ضمن ضوابط أخلاقية صارمة و في محيط نسوي بحت، لا مجال فيه للتلاعب بعرضها، سمعتها، مصيرها في الدنيا و الآخرة.
في دولة مثل إيران "و في عملية إصلاح التعليم، كان هناك التحسينات الكمية و النوعية في تعليم الفتيات خلال هذه الفترة حيث وضع المجلس الأعلي للتعليم أولا الأهداف الدينية و الروحية، تليها الأهداف العلمية و الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية. و كان المقصود من إرتقاء المرأة في التعليم إصلاح أخلاق إمرأة مسلمة مثالية و تشجيعها علي القيام بالمسؤوليات الرئيسة داخل أسرتها."[2]
هذا و " قد قامت كل من وزارة التربية و التعليم (التعليم الإبتدائي و الثانوي) و وازرة العلوم و التكنولوجيا بالفصل بين الجنسين و الحد من و التقييد وصول المرأة إلي 77 مجالا علميا أكاديميا مثل علوم الكمبيوتر ، الهندسة الكيميائية ، الهندسة الصناعية ، الهندسة المدنية، الهندسة الميكانكية ، الهندسة الزراعية و الكيمياء ، فيما منعتهن جامعة أصفهان من التسجيل في إختصاصات العلوم السياسية، المحاسبة، إدارة الأعمال، الهندسة الكهربائية، هندسة السكك الحديدية، و غيرها..."*لأن
كل هذه التخصصات العلمية تتنافي و طبيعة المرأة النفسية و الفيزيولوجية و تترتب عنها أعمال ممنوعة عن النساء ممارستها لوجودها في صحبة رجال أجانب عنها. هذا و الرجل الإيراني يرفض الزواج من إمرأة ذات مرتبة علمية أعلي منه و هذا لتبقي القوامة بيده. فالمرأة التي تكون أكثر علما من زوجها هي من تسيره و يصبح تابعا لها و يأتمر بأوامرها و هي من تتخذ القرارات الهامة في الحياة الزوجية بما أن علمها أغزر و منصب عملها أكبر و راتبها أكبر، فتصبح تنظر للزوج ان لا إرادة له و لا رأي له إلا رأيها و تنزع عنه صفات الرجولة و ترفض قوامته عليها بل تصبح هي القوامة عليه و هذا مخالف للشرع الحكيم.
فقرة مأخوذة من الجزء الثاني من كتاب "إيران الوجه الآخر" للسيد طارق رضوان.[2]
*نفس المصدر
www.natharatmouchrika.net