يقول الله سبحانه وتعالى في مُحكم تنزيله: ((المال و البنون زينة الحياة الدنيا))، فالبنون هم رزق من أرزاق الله لنا، فالله سبحانه عز و جل قد ينعم علينا بالذرية، حتى نشكره عليها، فيكون شكرنا بالرعاية الخاصة، و التنشئة السليمة بقدر المستطاع.
نحن ندرك تمام الإدراك أن الأسرة هي الخلية الأولى التي يتشبع فيها الطفل بكل ما يحتاجه من قيم و مبادئ رفيعة المبنى...فالأسرة إذن تلعب الدور الأكبر في حياة أبنائها، إما أن تكون لهم عونا على مواصلة تعليمهم و تفوقهم و نجاحهم، و إما أن تسبب لهم فشلا كبيرا عندما تأخذ منحى خاطئا في طريقة تربيتهم، أو تتسبب لهم في أحيان أخرى، في عقد و أمراض نفسية و اجتماعية، بفعل سوء معاملتهم، و اتباع سياسة العنف و الضغط، و تحميلهم ما لا يطيقون، نظرًا لقلة وعي الكثير من أولي الأمر بأساليب التربية السليمة، و عدم القدرة على اكتشاف مواهب و قدرات أبنائهم و توظيفها خير توظيف، مما يؤدي إلى التعريج بهم إلى منحنى خاطئ فيضلوا الطريق، و يسلكوا مسالك غير سوية، فمنهم من يقع فريسة سهلة في يد مَن لا يرحم من أصدقاء السوء، ممن يعلمونهم التحرش بالفتيات، و التدخين، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن عدها و لا حصرها..
أما إذا أردنا أن نتحدث عن البيئة الثانية و هي المدرسة، التي هي الحضن الثاني لهؤلاء الأطفال، حيث تشعرهم بالأمان و الاطمئنان، و تزرع في تلك النفوس الصغيرة حب طلب العلم، لما فيه من خير، و صلاح و فلاح مستقبلي، فهي التي ينبغي أن ترسخ في أذهانهم، أنهم بدون علم لن يكون لهم مستقبل زاهر واضح المعالم، و أنهم بدون علم لن يشعروا بالراحة و الاطمئنان، لا هم و لا عائلاتهم الذين كرسوا حياتهم ليروا فلذات أكبادهم من أبرز رجال المستقبل و نسائه.
و لكن هل المدرسة الحالية في بلدنا هي من هذا الصنف الذي ذكرنا؟ للأسف الشديد الكثير من المدارس باتت لا تعي مسؤولياتها العلمية و السياسية و التربوية و الأخلاقية المنوطة بها قبل النشء و المجتمع، و لا هي تدرك طبيعة التحديات التي تواجهها ، فأغلبية المدارس أصبحت طاردة و خربة و مدمرة للنشء، تصيبهم بأمراض نفسية و اجتماعية لا حصر لها، و ذلك بسبب المعلمين غير الأكفاء و غير المؤهلين تربويا، حيث يسيئون معاملة التلاميذ، و يميزون بينهم، فضلًا عن تكدس المناهج الدراسية العقيمة، القائمة على الحفظ و التلقين، لا الفهم و الإدراك و الابتكار، حيث تركز على النواحي المعرفية دون الوجدانية مما يجعلها مملة، إلى جانب وضع التلاميذ الأذكياء في أول الصف و الأقل ذكاء تراهم يقبعون آخره... فيتعامل المدرس مع الأذكياء فقط أو المتفوقين، و يبقى أكثر من نصف القسم مهمشا. دون مراعاة هذه الفروق.
فإذن اليوم تجد الطفل بين مطرقة الأسرة، و سندان المدرسة، فكيف له أن ينشأ سليما معافى من أي اهتزاز في شخصيته، أو من أي انحراف يطرأ عليه، في مقتبل عمره، و إذن علينا أن نصحح وضع المدرسة بما يحسن من كفاءتها و يرفع من أدائها، فإذا عرفنا كيف نفعل ذلك، استطعنا أن ننقل فلذات أكبادنا من مرحلة التعليم الابتدائي، إلى الإعدادي إلى الثانوي ثم إلى غاية الجامعة بسلام، و قد غرسنا في أنفسهم الأخلاق الكريمة، و القيم النبيلة، مما يسمو بإنسانيتهم، ذلك الغرس هو الذي سنجني ثماره بعد حين..
فعلى الوالدين أن يضعوا نصب أعينهم قدرا من الحكمة و الحنكة في إعانة أطفالهم لتجاوز الكثير مما يشغلهم، بمجرد خروجهم إلى العالم الخارجي، و أن يكون احتواؤهم لهم ليس بالملبس و بالمأكل و المرقد... بل بالمراقبة و الإرشاد و التوجيه و التسديد، و نحن معنيون بتنسيق الجهود بيننا و بين المدرسة، و كلما كان التشاور مكثفا كانت المتابعة أجدى و أنفع، و كانت النتائج لصالح الطفل و الأسرة. و الكل له دوره و مسؤوليته الأم و الأب و المدرسة فبمجرد خروج أطفالنا إلي العالم الخارجي تتعاظم مهمة الأب و الأم، و ليس له أن يكتفي بسؤاله عند العودة إلى البيت، إذ لا تقتصر مهامه على المراقبة، بل عليه أيضا أن يشارك طفله في كل ما يقوم به، التدخل بتقديم الدعم إما بواسطته أو عن طريق غيره، فالشراكة القائمة بين البيت و المدرسة، لا تستقيم إلا بحسن التربية و حسن الظن، و ليذكر أن الطفل لا يحتمل الكثير من الضغوط و التوجيهات في البيت أو المدرسة و لذلك عليه أن يتدخل لتلطيف وقعها عليه حتى لا تدفعه إلى هجر البيت أو الهروب من المدرسة، و عليه المحاذرة في نصحه و تعليمه و اعتماد أسلوب التفهيم و الإقناع بدل الأمر و النهي، إن التربية عملية صعبة و دقيقة، تفرض علينا اليقظة و الجد و التفاني و الصبر إلى أبعد الحدود....حتى لا يضيّع جيل المستقبل بين مطرقة البيت و سندان المدرسة ....
نحن ندرك تمام الإدراك أن الأسرة هي الخلية الأولى التي يتشبع فيها الطفل بكل ما يحتاجه من قيم و مبادئ رفيعة المبنى...فالأسرة إذن تلعب الدور الأكبر في حياة أبنائها، إما أن تكون لهم عونا على مواصلة تعليمهم و تفوقهم و نجاحهم، و إما أن تسبب لهم فشلا كبيرا عندما تأخذ منحى خاطئا في طريقة تربيتهم، أو تتسبب لهم في أحيان أخرى، في عقد و أمراض نفسية و اجتماعية، بفعل سوء معاملتهم، و اتباع سياسة العنف و الضغط، و تحميلهم ما لا يطيقون، نظرًا لقلة وعي الكثير من أولي الأمر بأساليب التربية السليمة، و عدم القدرة على اكتشاف مواهب و قدرات أبنائهم و توظيفها خير توظيف، مما يؤدي إلى التعريج بهم إلى منحنى خاطئ فيضلوا الطريق، و يسلكوا مسالك غير سوية، فمنهم من يقع فريسة سهلة في يد مَن لا يرحم من أصدقاء السوء، ممن يعلمونهم التحرش بالفتيات، و التدخين، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يمكن عدها و لا حصرها..
أما إذا أردنا أن نتحدث عن البيئة الثانية و هي المدرسة، التي هي الحضن الثاني لهؤلاء الأطفال، حيث تشعرهم بالأمان و الاطمئنان، و تزرع في تلك النفوس الصغيرة حب طلب العلم، لما فيه من خير، و صلاح و فلاح مستقبلي، فهي التي ينبغي أن ترسخ في أذهانهم، أنهم بدون علم لن يكون لهم مستقبل زاهر واضح المعالم، و أنهم بدون علم لن يشعروا بالراحة و الاطمئنان، لا هم و لا عائلاتهم الذين كرسوا حياتهم ليروا فلذات أكبادهم من أبرز رجال المستقبل و نسائه.
و لكن هل المدرسة الحالية في بلدنا هي من هذا الصنف الذي ذكرنا؟ للأسف الشديد الكثير من المدارس باتت لا تعي مسؤولياتها العلمية و السياسية و التربوية و الأخلاقية المنوطة بها قبل النشء و المجتمع، و لا هي تدرك طبيعة التحديات التي تواجهها ، فأغلبية المدارس أصبحت طاردة و خربة و مدمرة للنشء، تصيبهم بأمراض نفسية و اجتماعية لا حصر لها، و ذلك بسبب المعلمين غير الأكفاء و غير المؤهلين تربويا، حيث يسيئون معاملة التلاميذ، و يميزون بينهم، فضلًا عن تكدس المناهج الدراسية العقيمة، القائمة على الحفظ و التلقين، لا الفهم و الإدراك و الابتكار، حيث تركز على النواحي المعرفية دون الوجدانية مما يجعلها مملة، إلى جانب وضع التلاميذ الأذكياء في أول الصف و الأقل ذكاء تراهم يقبعون آخره... فيتعامل المدرس مع الأذكياء فقط أو المتفوقين، و يبقى أكثر من نصف القسم مهمشا. دون مراعاة هذه الفروق.
فإذن اليوم تجد الطفل بين مطرقة الأسرة، و سندان المدرسة، فكيف له أن ينشأ سليما معافى من أي اهتزاز في شخصيته، أو من أي انحراف يطرأ عليه، في مقتبل عمره، و إذن علينا أن نصحح وضع المدرسة بما يحسن من كفاءتها و يرفع من أدائها، فإذا عرفنا كيف نفعل ذلك، استطعنا أن ننقل فلذات أكبادنا من مرحلة التعليم الابتدائي، إلى الإعدادي إلى الثانوي ثم إلى غاية الجامعة بسلام، و قد غرسنا في أنفسهم الأخلاق الكريمة، و القيم النبيلة، مما يسمو بإنسانيتهم، ذلك الغرس هو الذي سنجني ثماره بعد حين..
فعلى الوالدين أن يضعوا نصب أعينهم قدرا من الحكمة و الحنكة في إعانة أطفالهم لتجاوز الكثير مما يشغلهم، بمجرد خروجهم إلى العالم الخارجي، و أن يكون احتواؤهم لهم ليس بالملبس و بالمأكل و المرقد... بل بالمراقبة و الإرشاد و التوجيه و التسديد، و نحن معنيون بتنسيق الجهود بيننا و بين المدرسة، و كلما كان التشاور مكثفا كانت المتابعة أجدى و أنفع، و كانت النتائج لصالح الطفل و الأسرة. و الكل له دوره و مسؤوليته الأم و الأب و المدرسة فبمجرد خروج أطفالنا إلي العالم الخارجي تتعاظم مهمة الأب و الأم، و ليس له أن يكتفي بسؤاله عند العودة إلى البيت، إذ لا تقتصر مهامه على المراقبة، بل عليه أيضا أن يشارك طفله في كل ما يقوم به، التدخل بتقديم الدعم إما بواسطته أو عن طريق غيره، فالشراكة القائمة بين البيت و المدرسة، لا تستقيم إلا بحسن التربية و حسن الظن، و ليذكر أن الطفل لا يحتمل الكثير من الضغوط و التوجيهات في البيت أو المدرسة و لذلك عليه أن يتدخل لتلطيف وقعها عليه حتى لا تدفعه إلى هجر البيت أو الهروب من المدرسة، و عليه المحاذرة في نصحه و تعليمه و اعتماد أسلوب التفهيم و الإقناع بدل الأمر و النهي، إن التربية عملية صعبة و دقيقة، تفرض علينا اليقظة و الجد و التفاني و الصبر إلى أبعد الحدود....حتى لا يضيّع جيل المستقبل بين مطرقة البيت و سندان المدرسة ....