مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
حين يلجم القلم
فؤاد فؤاد الصوفي
إن المتأمل إلى واقعنا اليوم يدرك بشكل جليٍّ حقيقة الزخم الديموقراطي الذي نصبح ونمسي وضجيج وسائل الإعلام ملء الأفق تفاخربه، وكأنه تفضّلامن السلطات وليس حقا للشعب.
هذا الهامش الذي لم يعـــــــد أكثر من صحفٍ رخّص لها بعد عناءٍ شديد وتراقبُ بأعين حمراء، أو مواقع ألكترونية في طريقها إلى التقييد ، وذلك حتى يُحكم السيطرة عليه وتجف الأقلام وتحجب المواقع ، إلا ماكان يسبح بحمدهم ...ومع ذلك سنجد أن الصحف والمنابر الإعلامية المختلفة لم تكن إلا في صالح الأنظمة.
حيث أنها تتيح فرصة للمتأ وهين والممنوعين من التأوّه أن يتنفسوا قليلا بأقلامهم وهـــذا التنفس في ظل التجاهل الرسمي لمايكتب لم يعد سوى تنسيم للبالونات ، وهي سياسةٌ دأب عليه كثيرمن المتشدقين بالديموقراطية في عالمنا اليوم ولسان حالهم قولوا ماشئتم وسنفعل مانشاء دون الإلتفات إلى النقد وإمكانية أن يكون حقا.
كماأن القارئ حينما ينظر إلى مايُكْتب يجده ينسجم وشعوره وألمه، وبدلامن السعي نحو التغيير يشعر بالأنس ويصمت استسلاما للواقع.
ومع ذلك فإننا نجد الأنظمة شديدة البطش بالصحف والمجلات المغضوب على أصحابها فيترصدون لأي خطأ أو مايمكن أن يكون خطأ ، وهذا الخطأ ليس بالضرورة أن يكون ممايمس كرامة الأمة أودينها فذالك إن وجد- وكثيرماهو- ليس خطأ ولوكان ذلك في حق الله تعالى ،المهم أن لايكون ذلك في حق النظام! ليكون ذالك مبررا لد فنها تحت كهوف الإستبداد.
فحين يلجم القلم من أن يكتب ، و يلجم الفم من أن يتحدث، أليست النتيجة زيادة الإحتقانات المضرة بالنظام والمجتمع.
فَدَعوا الناس يتحدثون بأقلامهم لتستريحوا أنتم ، أماهم فسواء كتبوا أم لم يكتبوا فلن يخرجوا من نفق الإستبداد حتى يستحقوا ذلك.
والله المعين والمستعان
فؤادبن بكرين
[email protected]

أضافة تعليق