مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
غنم في الحرب وفي السلم
غنم في الحرب وفي السلم
هل الحكمة أم الاستسلام ؟ أم تقاسم لغنم الحرب وغنم السلم؟
يتعب الإنسان وتنهك أعصابه حين كان يتابع الحرب الضروس التى دار رحاها في وطن منهك بالمحن ومثقل بالديون، والذي لم يكن هناك من سبب لطولها سوى الأقطاب المستفيدة من تلك الحرب ومن توسعها واستمرارها سواء كانت تلك الاستفادة تصفية حسابات أم أنها مصدر رزق يُجبى منه المال العام لصالح عصبة قليلة.
ومنذ أو ل وهلة للحرب وحكماء يطالبون الدولة عدم استخدام القوة في حل مشكلة صعدة ولكن المستفيدين من الحرب ظلوا يذكونها وينفثون نيرانها حتى لاتخمد ومرت مراحل الحرب الخمس وليس هناك من مجال لحديث الحكمة والعقل .
وفي الوقت الذي كان المرء ينتظر إنهاء القضية خاصة في ظل العجز الواضح أمام الحسم الذي كان بسبب إصرار أصحاب القضية ، وتعالي الحكومة وغطرستها ، اتهمت أطراف في النظام بالتواطؤ وعدم الجدية في الحسم ، وبينما الجدل حاصل في الأوساط الإعلامية إذا بمنطق جديد من التحدي السلطوي التي تعوّد عليها رموز في النظام فتدخلت قوات الأمن المركزي بقيادة نجل الرئيس على أمل أن يكون الحسم بالبركة على يديه ، فجرب النجل قدرته وخبرته وهي أول معركة يخوض قيادتها كبَّدَ من خلالها الجيش خسائر لم تكن بالحسبان .
ولعل القيادة السياسية أدركت ذلك لاسيما بعد التأكد من بُعد الحسم العسكري
بخوض المعارك الأخيرة بقيادة النجل ، لذلك كان توقيف الحرب بدون مشاورات معلنة لاسيما للمستفيدين من استمرارها ، وبالفعل كانت خطوة جريئة وفي محلها وإن كانت متأخرة إلا أنها تؤكد أننا شعب مخزن فكما انتهت الحرب بأثر تخزينة ربما قامت كذلك ، وكان يمكن أن تنتهي قبل هذا الموعد.
ومن المؤكد أن الدوافع لم تكن أكثر من إدراك أبعاد القضية على الصعيدين المحلي والدولي ؛ المحلي بما آلت إليه القضية من تشريد وتدمير ، ومن تطور ملموس في التكتيك العسكري للحوثيين الذين أثبتوا أنهم قادرين على نقل المعركة إلى قلب صنعاء بعد أن استطاعوا نقلها لأكثر من مكان ومنها ضواحي صنعاء، كما استطاعوا زرع جيوب وجبهات في مناطق مختلفة .
ولعل المنحى الأخير الذي فشلت الدولة فيه وهو تجييش الشعب في القضية كماكان الأمر في الدفاع عن الوحدة ، وفشل دور القبائل المزمع تفعيله من قبْل كان سيجعل القضية مطابقة لدار فور بكل المقاييس.
أما على الصعيد الدولي ، فقد استفيد من فشل السودان في احتواء المشكلة في دار فور وما آلت إليه القضية دوليا، وبالطبع لن يكون الحل أكثر من تنازل السلطة عن بعض الأمور والإفراج عن المعتقلين وإتاحة مقدار من الصلاحيات للحكم المحلي ليحكم الحوثيون أنفسهم ، خاصة في ظل المكايدات الدولية ويضاف إليه الترخيص للحوثيين بإنشاء حزب سياسيٍّ كغيره من الأحزاب السياسية ، ليكون تأسيس حزبٍ اثنى عشريٍّ في اليمن ضمن منجزات الرئيس وظمن إخفاقاته أيضا ، بنفس هذه النقاط سيبنى صلح الرئيس مع الحوثيين ، وبشبهه سيكون صلح الحكومة السودانية مع الدارفوريين إن استوعبت الواقع .
لكن في ظل عناد المشترك والذي - من ظمنه حزب الإصلا ح الإسلامي- وصعوبة القضاء عليه وتفكيكه ، بات من المناسب أن يزيد فخامة الرئيس إلى مجموعة الأحزاب التي من الممكن أن تشكل عنصر نكاية في المشترك وسيضيف الحوثيين إلى الأحزاب الوطنية ومجلس المعارضة (الحكومي)!
وعلى كل حال توقفت الحرب والحمد لله فكان يوم فرح لمعظم اليمنيين عدا المقتاتين والمستفيدين .والجميل هو الإعلان الفوري عن الإعمار وتشكيل لجنة من أعضاء - الحزب الحاكم- ومن الذين لم يكن لهم حظ من الغنائم في الحرب ليحصلوا عليها في السلم ! ، وهكذا تستغل المقدرات العامة باسم النظام والقانون والوطنية .
ولكن الأمر الإيجابي أن رئيس هذه اللجنة السيد عبدالقادر هلا ل وزير الإدارة المحلية والمعروف بنزاهته وحصافته ، والذي لا يستعان به إلا وقت الأزمات! فنتمنى له الثبات والنجاح وأن يكون له جهد طيب في إيواء بني عمومته المنكوبين وتعويض المتضررين ، وأن يؤكد على نزاهته في هذا الموقع الهام كغيره من المواقع التي شُهِد له فيها بالنزاهة .
هذا ونسأل الله لليمن الأمن والأمان
فؤاد الصوفي
المدير العام لموقع الوفاق الإنمائي
Wefaqdev.net
أضافة تعليق