*راجع مقالة "حينما أتي نصيب سامنتا ديردس
قصة سامنتا...لا بد أن نقف فيها وقفة صدق مع أنفسنا.
الفرد المسلم و هو طفل لا يربي علي الصدق و الصراحة و لا يتعامل و هو بالغ مع زوجة المستقبل بصدق و صراحة مع أن هاتان الصفتان حث عليهما الإسلام و هما مدعاة مرضاة الله تعالي.
المجتمع المسلم في ايامنا يعاني من شتي أنواع الأمراض النفسية و الأخلاقية و أخطر مرض نكابده عدم الصدق و الوضوح في علاقاتنا الإنسانية فترانا لا نلتزم الإستقامة في تعاملنا مع أولياءنا اهلنا أقاربنا و محيطنا الإنساني ككل.
لماذا وقع تغييب الصدق و الصراحة في التربية ؟
لأن جل الأولياء في هذا الزمن نشأوا علي الخداع و اللجوء إلي اساليب النفاق و الإحتيال و النتيجة كبر أبناءهم علي شاكلتهم و النتيجة كارثية بأتم معني الكلمة.
نود ترسيخ مفهوم الصدق في حياة الفرد منا، هذه الصفة الحميدة التي أولاها الخالق أهمية قصوي بإعتبار أن الصدق ينجو بصاحبه من نار سقر و من غضب الله و به فقط تصح حياته كلها.
لماذا تلبست أفعالنا مسحة من المداراة الكاذبة فلا نصارح و لا نريح ؟ نبحث عن منفعتنا الشخصية بإستعمال أساليب أقل ما توصف به إنها منحطة. لماذا يلجأ الرجل المسلم إلي إخفاء الحقائق عن زوجة المستقبل و ولي أمرها ؟ لماذا لا يستهل حياته و هما الإثنين بنهج الصدق و قول الحقيقة كما هي مهما كانت قاسية ؟
اليس في الحقيقة الصادمة إنعتاق من وهم "كل شيء علي ما يرام" ؟
أليس في قول الحق للإبن و الخطيبة و القريب إستقامة تضمن لك صيرورة صحيحة ؟ أم أن مغاضبة الله لا تعني لك كثيرا ؟
كيف للعلاقة بين الزوجين أن تصح و يتم تكوين أسرة سليمة و هما يخادعان بعضهما البعض ؟
هل في طلب بهرج الدنيا ضمان لزواج ناجح ؟ مطلقا.
ثم لماذا التركيز علي رغبات الخطيبة المادية و لا نراها تطالب الخطيب بسلوك معاملة راقية معها تغنيها عن متاع الدنيا الفاني ؟
لماذا عرضت عليكم قصة الكافرين سامنتا و فرنسيس ؟
لأنهما بكل بساطة تحلي بخلق الإسلام الصدق و الصراحة بلا لف و لا دوران، تعرضا بعمق إلي الأسس التي تنبني عليها نواة المجتمع الأسرة.
أي كان وضعك مريح أو غير مريح حينما تتقدم للمرأة للزواج منها إبني من البداية كل شيء علي الصدق و ستجني لا محالة حلو الثمار في علاقتك بزوجتك و محيطك ككل.
في الصدق شجاعة و صبر و إستقامة، قلما نلمسهم في سلوكات الفرد منا، لماذا ؟
لأن بحسب البعض الصدق مكلف و مجلبة لغضب الآخر و عدم رضاه، عليك أن تختار :
هل تريد غضب الله عليك أم تخشي غضب الناس ؟
غضب الله يساوي نار جهنم في الدنيا و الآخرة و أما غضب الناس فيعادله جنة الرضوان في الدنيا و دار البقاء.
قواعد المعاملة في الإسلام بسيطة سهلة و واضحة نحن من عقدنا علي أنفسنا الأمور فبتنا نفضل التملق و التزلف و الكذب و الغش عوض التخلق بصفات الأنبياء عليهم السلام.
الحوار الذي جري بين سامنتا و فرنسيس قائم علي ميراث الأنبياء و الرسل عليهم أفضل الصلاة و السلام.
البعض صور طاعة الزوجة للزوج كأفظع صورة لإستعباد الزوجة، معاذ الله طاعة الزوجة للزوج علامة رضا و محبة و ثقة في قوامته ذكاءه، رجولته و تقواه.
و من فرط إبتعادنا عن أخلاق الإسلام و عدم التربية النشأ علي الصفات الصحيحة للذكورة و الأنوثة السليمة، ها أننا نفتقد في مجتمعاتنا للرجل كامل الرجولة و للمرأة كاملة الأنوثة. ماذا حصدنا في النهاية ؟
العلقم.