نحن في شهر عظيم، بركاته لا تعد و لا تحصي و خيراته لانهائية و أجره الله وحده يختص به. أتمني علي كل أحد، أن يقف وقفة مع مخ الصلاة : الدعاء.
فليس هناك أجمل و أفضل و أتقي و أرق من هذا الحبل المتين الذي يربطنا بالسماء السابعة، بعرش الرحمان، فنعود إليه و نتوسل إليه وحده و نصدق النية و نتضرع له بلسان خاشع و فؤاد مفتوح و قلب منيب.
بسم الله الرحمن الرحيم ( و إذا سألك عبادي عني، فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) سورة البقرة الآية 186. فلنحسن الدعاء و لنتأدب فيه، فالله عز و جل هو الأول و الآخر، البداية و النهاية، إليه تنتهي كل المخلوقات، ففيه الرجاء و فيه الأمل و لا سبيل للإنعتاق من عبودية الناس إلا بإفراده بالعبودية الخالصة له دون سواه.
منح الله عز و جل يصعب تعدادها إن لم يكن مستحيل و اقوي تعبير عن عبوديتنا بالتوجه إليه وحده بالدعاء الشاف و لن يرد أبدا السائل.
كم من مرة إستعنت بالدعاء و لجئت إليه و لله الحمد و الشكر، في كل مرة كنت ألمس رحمة الله في إستجابته، كيف أصف شعوري و أنا أعيش ألطاف الله عبر تحقق ما كنت اتمناه في دعائي ؟
إنها لحظات تخترق حجاب الزمان لتتجسد أفعال شامخة في واقعنا. في كل مرة، كانت تلم بي الملمات لا أجد إلا الدعاء، كيف لا نفر إلي الدعاء ؟ كيف ننسي أن المعطي هو وحده من يستحق أن نتجه إليه سائلين إياه العافية و التوفيق ؟
يخفف عنك الدعاء الأثقال و يصلك بالعليم الحكيم، و يرزقك الفرج و يعلمك التواضع و التوكل علي الله.
الدعاء النعمة التي لا تنضب و لا تفني و المجيب تعالي جل جلاله، فلا تبخل علي نفسك بالدعاء، إنه طريقك إلي الجنة.
8 رمضان 1438
3/06/2017
www.natharatmouchrika.net