مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/07/23 15:29
من الجمعيات... من ينعش الحياة و يزرع البصمات...
لقد سبق أن حدثتكم في مقالة سابقة عن أهمية العمل الخيري للمرأة المعاصرة، و ذكرت فيها أن للعمل عامة، و الخيري منه خاصة في ديننا الإسلامي الحنيف، مكانة عظيمة و أي مكانة، و ذلك أن أمتنا قد حملت على عاتقها مسؤولية أبت السماوات و الأرض و الجبال أن يحملنها، قال تعالي في محكم تنزيله: ((إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)). (الأحزاب/73). حيث أن أي مجتمع قويا كان أو ضعيفا، إلا يوجد فيه المحتاج و الجاهل و المريض و صاحب الاحتياجات الخاصة، و الفقير، و كل منهم محتاج إلى إعانة ما بطريقة ما، للتعليم، أو سداد دين، لتوفير مسكن، أو للعلاج، أو الزواج، إلى غير ذلك من أبواب البر و الخير، التي تسهم في قضاء حاجت عباد الله، و تلك الأعمال إنما تضطلع نفوس انبثقت فيها هذه الروح الطيبة التواقة للإصلاح، ما مكنها الله فيه و يسر لها إلى ذلك سبيلا... و اليوم و عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لاحظت العمل الدؤوب المتواصل عبر هذه الجمعية التي أرادت أن تكون لها بصمة مميزة، في الشهر الفضيل، حيث يفضل الكثير أخذ الإجازة و الركون إلى الدعة و الراحة... هذه الجمعية هي: "جمعية كافل اليتيم " التي يترأسها الأستاذ الفاضل (علي بوناب) و يعضده فيها مجموعة كبيرة من الشباب المنتمين إليها، و المتطوعين للعمل فيها، و قد كانت لها باقة و بصمة مميزة من الأعمال الخيرية في رمضان في عدة ولايات عبر التراب الوطني، تمثلت في توزيع "قفة رمضان و"كسوة العيد" على اليتيم و الأرملة...بحيث كانت شبكات التواصل تعج بهذه الأخبار الطيبة، كلما حلوا او ارتحلوا من ولاية إلى أخرى...لتتمة العمل على أكمل وجه...و هذا كله كان بفضل المحسنين الذين استبقوا الخيرات و ساهموا بقوة في نشاطها، ففازوا بأجر عظيم في الدارين ... و على سبيل المثال لا الحصر نذكر من نشاط هذه الجمعية الميمونة، مشروع جمعية كافل اليتيم و الأرملة كانت الزيارات الميدانية للأرامل الذي اختار لها القائمون عليه اسم "أثر الفراشة"، حيث قامت مجموعة من المتطوعات بالجمعية الخيرية كافل اليتيم لولاية البليدة بالزيارة الميدانية الثالثة للأرامل يوم السبت 23-04-2016 بحي بن عاشور، و كان هدف الزيارة هو: التعرف على حالة الأرامل و أولادهن، و معرفة كل احتياجاتهن و وضعهن الاجتماعي. لا يعزب عن البال أن العمل الخيري لا يقتصر أثره على مساعدة الفرد على إزجاء وقت فراغه فيما ينفع و يفيد فحسب، بل هو من الأدوات الضرورية التي لا غنى للمجتمع عنها، لكونها تتكفل بسد الثغرات التي قد تغفل عنها الدول و الحكومات، و لأنها أداة داعمة لجهودها فيما تنهض به من مشاريع حضارية كالتعليم و الصحة و ما إلى ذلك، من حيث أنها تفتح المجال للأفراد للمساهمة في دعم المؤسسات التي تنشئها الدولة لخدمة المجتمع، كالإنفاق على التعليم أو بناء المشافي، أو تأسيس دور الأيتام، أو إيجاد هيئات تتكفل برعاية الفئات الهشة من المجتمع، أو إيجاد مؤسسات تتكفل برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة... و الدليل على حاجة المجتمع إلى هذا النوع من العمل الخيري التطوعي، أن ازدهار الحضارة العربية الإسلامية يرجع أكثر ما يرجع إلى تنافس رجالها و نسائها في هذا المجال بالذات، حيث تباروا في الإنفاق على التعليم و بناء المشافي و شق الطرق و إنشاء الجسور فيضمن لهم ذلك الذكر الحسن على مر الزمن، و يمكِّن المجتمعَ من دفع الملمات و التصدي للمحن...فألف شكر لجمعية كافل اليتيم و الأرملة ..و الف شكر لمن ساهم بالمال و الجهد و الوقت في تمكينه من القيام بهذه الأعمال الخيرية تنعش الحياة و تزرع على الوجوه البسمات...
شارك برأيك
1
Ally
2017/01/08
LuxHkdhZMbPLOHfD
This shows real exspetire. Thanks for the answer.
أضافة تعليق