د.محمد إبراهيم العشماوي
الأستاذ في جامعة الأزهر
يجب ألا تأخذنا في الحق لومة لائم، حين ننكر على الصوفية أو السلفية أو غيرها من طوائف الأمة الإسلامية؛ ما خالفت فيه الشريعة المحمدية، فالحق أحق أن يتبع!
وقد رأيت من أعظم منكرات الصوفية التي ينبغي القضاء عليها إرضاء لله ورسوله؛ كتابة الحوائج في خطابات تشبه الخطابات البريدية، ووضعها في مقامات الصالحين، أو إرسالها إليهم، أملا في قضائها!
وأكثر من يفعل عنده ذلك سيدنا الإمام الشافعي - رضي الله عنه - فقيه الملة، وناصر السنة!!
فواغوثاه من جهل المسلمين، وسكوت العلماء والمصلحين!
فإن لم يكن هذا هو المنكر الذي يغضب الله ورسوله، ولا يرضاه الصالحون، ويجب تغييره وإزالته؛ فماذا عساه أن يكون؟!
نعم، أحب الصالحين، وأعتقد البركة فيهم - بسبب صلاحهم - أحياء وأمواتا، وأعلم أن عند ذكرهم، وفي حضورهم تتنزل الرحمات، لكني أعظم الشريعة المطهرة كما عظموها، ويأبى علي ديني - كما أبى عليهم - أن أسكت عن منكر ظاهر، وإن سكتت عنه المؤسسة الدينية الرسمية أو مشيخة الطرق الصوفية!
وما أحسن دعاء سهل بن عبد الله لسيد الطائفة أبي القاسم الجنيد - رضي الله عنهما - وقد قال له لما علم أنه يجالس الحارث المحاسبي: خذ من علمه وأدبه، واحذر تشقيقه للكلام -: جعلك الله صاحب حديث صوفيا، ولا جعلك صوفيا صاحب حديث!
وما وصلنا إلى هذا الذي وصلنا إليه إلا ببركة أنوار الحديث الشريف، جعلنا الله من أهله تعلقا وتخلقا وتحققا!
وما ذلك على فضله بعزيز.
وإذا تصوف المحدث فقد جمع له الخير ظاهرا وباطنا، وإذا حدث الصوفي شرق وغرب!