يقول المختصون في علم نفس الطفل، أن عناد الطفل وحركاته الاستفزازية وكذبه، و التبول اللاإرادي له عدة أسباب اجتماعية و نفسية و من الممكن أن تكون عضوية. ومن أبرز هذه المعوقات هو أن تحتقر إبنك و تعامله بطريقة استفزازية أو أنك تعايره بابن جارك أو إبن من العائلة، لا بد على الوالدين هنا أن يعلما أن لكل طفل شخصيته التي يتسم بها. ولك أيتها الأم و يا أيها الأب أن تتخذ معه منهاجا يساعده على التخلي عن هذا الطبع الذي إكتسبه، نتيجة أسباب خارجة عن إرادته...أو بسبب الوالدين ذاتهما. قد تجد الطفل يفتعل مشكلات كثيرة بينه و بين إخوته، و بينه و بين أصدقائه من جيرانه، أو من أقاربه، كأن يقوم بضربهم، أو سرقة بعض أغراضهم، و ذلك يمكن أن يعكس تشبث الطفل بنوع من أنواع عقاب والديه له، و ذلك قد تم برفض تحقيق حاجة في نفسه رفضت له من قبل، فمن هنا يجب على الوالدين أن يدركوا أن هناك حدا معقولا لهذا العناد، و توضع له شروط و مقاييس لتهذيب هذه الظاهرة عند الطفل، و يفهم أن هناك حدودا لا يمكن تجاوزها، و من جهة أخرى يجب على الوالدين أن يشعراه بالدفء الأسري و العاطفي، حيث أنّ إهمال الوالدين لشؤون طفلهما يؤدي إلى تحوّله، تدريجياً، إلى شخص معاند و كثير الإلحاح، كما أنّ الحرمان بأي شكل من الأشكال، يولّد حالات العناد، و خصوصاً الحرمان من حنان الوالدين. ومن الطبائع غير اللائقة التي قد نصادفها عند الطفل، و هي جديرة بالاعتبار، كذب الطفل عناداً و تحديّاً لوالديه، الذين يعاقبانه بشدّة، و ذلك بهدف الهروب من العقاب القاسي الذي يحطّم نفسيته أو عدواناً و انتقاماً من أحد الوالدين أو الإخوة. فعلى سبيل المثال، قد يحكي الطفل إلى أبيه عمّا ارتكبه أخوه لكي يقع العقاب على هذا الأخير، بدون أن يكون قد ارتكب أي ذنب! فجدير بالأبوين أن يقوما بتبصرة أولادهم بالقصة الهادفة التي تحكى ليلا قبل النوم، بتعليمهم معنى الصدق و الأمانة، بعدم الاكتراث عندما يقول طفلك الصدق و لو تجدين فيه متاعب كبيرة، فهذا يكون أحسن من الكذب الذي تكون تبعاته وخيمة. ومن المشاكل التي يحرجنا بها الأطفال، أن يقوم الطفل بالتبول اللاإرادي و هو عبارة عن الانسياب التلقائي للبول ليلاً أو نهاراً لدى طفل تجاوز عمره الأربع سنوات أي السن التي يتوقّع فيها أن يتحكّم الطفل بمثانته، وتلكم مشكلة قد ترجع إلى: - انتهاج القسوة و العنف البدني من قِبل الوالدين مع الطفل. - أو بسبب التفكك الأسري و الطلاق أو كثرة الشجار أمام الطفل. - أو لدخوله إلى المدرسة و الانفصال عن الأم. -الحرمان العاطفي من جانب الوالدين. فلا بد للوالدين أن يستخدما أساليب التشجيع المعنوي و المادي، حتى يحس الطفل بالراحة و الأمان، ولا داعي أبدا العودة إلى الضرب لأنه سوف يزيد المشكلة سوءاً. ومن ضمن ما ذكرناه من المشاكل تأتي الحركات الاستفزازية التي يقوم بها الأطفال، لعلمهم أنها تثير غضب والديهم عند الخروج من المنزل و الذهاب للتسوق أو الذهاب لوليمة عند أحب الأقارب، فالطفل يريد أن يُلفت النظر و الانتباه إليه، و يريد أن يهتم به الآخرون و ينجذبوا إليه، و أن يكون المحبوب المقرب لدى الجميع. فعلى الوالدين إدراك الأمر الذي يتطلّع الولد إلى تحقيقه من جراء سلوكه الاستفزازي، فهل يريد أن يحصل على انتباه الوالدين أم أنه يتفادى شيئاً لا يحبه أو لا يجيد القيام به، أم أنّ هذا التصرف ناتج عن شعوره بالغضب من شيء ما حصل من الوالدين و هذه ردة فعل؟ وعند الإجابة عن هذه الأسئلة، يتوصل الأبوان إلى ما يريده الطفل، و سيتمكّنان من مساعدته في الحصول على ما يريد، بطريقة تربوية سليمة...