إن المتغيرات التكنولوجية التي أصبحت اليوم مصحوبة بتغيرات اجتماعية، و ثقافية، و فكرية، أدت إلى بلورة إنسان العصر بسرعة فائقة مما أكسبه صبغة جديدة في علاقته ككل، و بشكل مباشر مع الأسرة النواة الأولى في المجتمع السليم، فغيّر الكثير من الذهنيات، حتى ذهنية المرأة ذاتها، التي دُفعت دفعا للالتحاق بالعمل خارج البيت، حتى تكسب قوتها و تعول نفسها، و تتحمل مسؤوليتها حاضرا و مستقبلا....
التغير الكبير الذي جرى للمرأة بعد إعطائها الفرصة للخروج و العمل في شتى الميادين، و إتاحة فرص المواصلة و الاستقلال المادي و التغير الإيديولوجي، جعلها لا تتحمل زواجا لا تتوافر فيه مقومات تراها هي من زاويتها من الأساسيات في الحياة الزوجية، حتى أنها صارت تضيق ذرعا من تلك المشاكل البسيطة التي كانت في عهد والدتي و والدتك من الأمور التي لا يتم الوقوف عندها، أو اعطاءها اهتماما بالغا، مما جعل زيجات اليوم تتسارع لإنهاء هذا الحبل الوثيق بطلب الطلاق .
و حتى الرجل نفسه، لم يعد يتمتع بتلك الشخصية القيادية، التي تمكنه من قيادة السفينة إلى بر الأمان، فهذه التغيرات التي صاحبت بصفة خاصة المجتمعات المتمدنة، أفرزت نتيجة التغيُّر القيمي، و المقاييس التي يقاس عليها الزواج الناجح. فالقيم العائلية و أهدافها قلت أهميتها بالنسبة لأفراد العائلة، و انتشر الزواج المبني على أساس الحب الرومانسي، و طبعت الزواج في الوقت الراهن المصلحة الفردية بالدرجة الأولى، و تجرد الزواج من الجوهر الحقيقي له، الذي يعتبر الركن الأساسي لهذه العلاقة الربانية، و افتقد الخاصية التي تميزه سواه من العلاقات الأخرى بين الناس، و أعني بذلك "الرحمة و المودة"، و ذاك الإيمان الجازم الذي تنبني عليه النواة الصلبة في مجتمعنا المسلم، و هي الأسرة المسلمة...
يقول الدكتور المطوع في مقاله الصادر بجريدة "السعودية اليوم" تحت عنوان: طلبت الطلاق لأن صديقاتها طٍّلٍّـقن":" أكثر ما نحتاجه اليوم هو جيل مثل جيل أمهاتنا، فكم من مشكلة زوجية أو عاصفة أسرية استطعن أن يدرنها بدبلوماسية و ذكاء".
و يضيف قائلا:" كنا سابقا نقول إن الانفصال يحدث بين الزوجين عندما تنقلب حياتهما لجحيم لا يستطيعان العيش معه، فيكون الطلاق هو الحل للحفاظ على سلامة أبنائهما و صحتهما، أما اليوم فصرنا نرى الطلاق يحصل لأسباب واهية أو حتى بين الزوجين المتفاهمين، و هذه ظاهرة لا بد أن تدرس و تعالج، فصارت كثرة الطلاق تشجع المتزوجين حديثا على الانفصال، أو أنه يمنع المقبلين على الزواج من الارتباط، حتى لا تكون نهاية حياتهما الانفصال، و منذ يومين كلمتني فتاة لم يمض على زواجها سنة واحدة تستشيرني في رغبتها بالطلاق، فقلت لها: و ما مشكلتك مع زوجك؟ قالت: حتى الآن ليس لدي مشاكل مع زوجي، و لكني أتوقع أن حياتنا الزوجية لن تستمر. فاستغربت من كلامها ثم عرفت بعد ذلك أن لها صديقة انفصلت عن زوجها منذ سنة و صديقة أخرى انفصلت منذ شهرين، فكان هذا سبب خوفها و شعورها بأنها ستطلق كذلك، و أعرف شبابا و فتيات عازفين عن الزواج، بسبب كثرة ما يسمعون من مشاكل زوجية و طلاق، في أحاديث المجتمع و وسائل الإعلام، و مشاهدة المعارك الزوجية في التويتر و الانستجرام، فصار منهج (إذا ابتليتم فاستتروا) لا وجود له مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، فأنا لست ضد الطلاق الناجح و التسريح بالإحسان، و لكن عندما يكثر الطلاق و يصبح ظاهرة و كأنها جزء من الأخبار اليومية، فإن ذلك مؤشر خطير و عظيم، يهدد كيان الأسرة و يشرد الأولاد، مهما كان المطلقان على وفاق و اتفاق".
فالطلاق أصبح هاجس خوف من الحاضر و المستقبل، و باتت الأسرة في خطر، التي قد انفتحت على العالم بشكل واسع و خطير، فاليوم بات الشباب ككل يفضل العزوبية، أو يفضل العيش مع امرأة تحت سقف واحد، بدون عهود دينية، و لا قيود مرجعية، لا للمرأة، و لا للرجل، وحينها يكون من السهل لكل منهما عند التنافر، أو بدون أي مشكل، أن يرمى الواحد منهما بذاك الشريك، كما يرمي منديلا ورقيا و لا يبالي.
و إذن فإن الزواج المشروع في المجتمع الإسلامي، بات مهددا بمقتضى ما قاله الدكتور جاسم المطوع، و من هنا أصبح من الضروري أن نصحح للفرد و للمجتمع نظرته إلى هذه الرابطة، التي وصفها الله عز وجل بالميثاق الغليظ، و أنها رابطة غير قابلة للفصم إلا لضرورة شرعية، و أن الزواج في الأصل كما ورد في السنة النبوية الشريفة، يهدف إلى تقوية الأمة، و ليس إضعافها، و لا يمكن أن يكون هدم العلاقة الزوجية سببا لتقوية الأمة و نصرتها بل سيكون مباشرا لـ هدم أركانها و تقويض بنيانها.
التغير الكبير الذي جرى للمرأة بعد إعطائها الفرصة للخروج و العمل في شتى الميادين، و إتاحة فرص المواصلة و الاستقلال المادي و التغير الإيديولوجي، جعلها لا تتحمل زواجا لا تتوافر فيه مقومات تراها هي من زاويتها من الأساسيات في الحياة الزوجية، حتى أنها صارت تضيق ذرعا من تلك المشاكل البسيطة التي كانت في عهد والدتي و والدتك من الأمور التي لا يتم الوقوف عندها، أو اعطاءها اهتماما بالغا، مما جعل زيجات اليوم تتسارع لإنهاء هذا الحبل الوثيق بطلب الطلاق .
و حتى الرجل نفسه، لم يعد يتمتع بتلك الشخصية القيادية، التي تمكنه من قيادة السفينة إلى بر الأمان، فهذه التغيرات التي صاحبت بصفة خاصة المجتمعات المتمدنة، أفرزت نتيجة التغيُّر القيمي، و المقاييس التي يقاس عليها الزواج الناجح. فالقيم العائلية و أهدافها قلت أهميتها بالنسبة لأفراد العائلة، و انتشر الزواج المبني على أساس الحب الرومانسي، و طبعت الزواج في الوقت الراهن المصلحة الفردية بالدرجة الأولى، و تجرد الزواج من الجوهر الحقيقي له، الذي يعتبر الركن الأساسي لهذه العلاقة الربانية، و افتقد الخاصية التي تميزه سواه من العلاقات الأخرى بين الناس، و أعني بذلك "الرحمة و المودة"، و ذاك الإيمان الجازم الذي تنبني عليه النواة الصلبة في مجتمعنا المسلم، و هي الأسرة المسلمة...
يقول الدكتور المطوع في مقاله الصادر بجريدة "السعودية اليوم" تحت عنوان: طلبت الطلاق لأن صديقاتها طٍّلٍّـقن":" أكثر ما نحتاجه اليوم هو جيل مثل جيل أمهاتنا، فكم من مشكلة زوجية أو عاصفة أسرية استطعن أن يدرنها بدبلوماسية و ذكاء".
و يضيف قائلا:" كنا سابقا نقول إن الانفصال يحدث بين الزوجين عندما تنقلب حياتهما لجحيم لا يستطيعان العيش معه، فيكون الطلاق هو الحل للحفاظ على سلامة أبنائهما و صحتهما، أما اليوم فصرنا نرى الطلاق يحصل لأسباب واهية أو حتى بين الزوجين المتفاهمين، و هذه ظاهرة لا بد أن تدرس و تعالج، فصارت كثرة الطلاق تشجع المتزوجين حديثا على الانفصال، أو أنه يمنع المقبلين على الزواج من الارتباط، حتى لا تكون نهاية حياتهما الانفصال، و منذ يومين كلمتني فتاة لم يمض على زواجها سنة واحدة تستشيرني في رغبتها بالطلاق، فقلت لها: و ما مشكلتك مع زوجك؟ قالت: حتى الآن ليس لدي مشاكل مع زوجي، و لكني أتوقع أن حياتنا الزوجية لن تستمر. فاستغربت من كلامها ثم عرفت بعد ذلك أن لها صديقة انفصلت عن زوجها منذ سنة و صديقة أخرى انفصلت منذ شهرين، فكان هذا سبب خوفها و شعورها بأنها ستطلق كذلك، و أعرف شبابا و فتيات عازفين عن الزواج، بسبب كثرة ما يسمعون من مشاكل زوجية و طلاق، في أحاديث المجتمع و وسائل الإعلام، و مشاهدة المعارك الزوجية في التويتر و الانستجرام، فصار منهج (إذا ابتليتم فاستتروا) لا وجود له مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، فأنا لست ضد الطلاق الناجح و التسريح بالإحسان، و لكن عندما يكثر الطلاق و يصبح ظاهرة و كأنها جزء من الأخبار اليومية، فإن ذلك مؤشر خطير و عظيم، يهدد كيان الأسرة و يشرد الأولاد، مهما كان المطلقان على وفاق و اتفاق".
فالطلاق أصبح هاجس خوف من الحاضر و المستقبل، و باتت الأسرة في خطر، التي قد انفتحت على العالم بشكل واسع و خطير، فاليوم بات الشباب ككل يفضل العزوبية، أو يفضل العيش مع امرأة تحت سقف واحد، بدون عهود دينية، و لا قيود مرجعية، لا للمرأة، و لا للرجل، وحينها يكون من السهل لكل منهما عند التنافر، أو بدون أي مشكل، أن يرمى الواحد منهما بذاك الشريك، كما يرمي منديلا ورقيا و لا يبالي.
و إذن فإن الزواج المشروع في المجتمع الإسلامي، بات مهددا بمقتضى ما قاله الدكتور جاسم المطوع، و من هنا أصبح من الضروري أن نصحح للفرد و للمجتمع نظرته إلى هذه الرابطة، التي وصفها الله عز وجل بالميثاق الغليظ، و أنها رابطة غير قابلة للفصم إلا لضرورة شرعية، و أن الزواج في الأصل كما ورد في السنة النبوية الشريفة، يهدف إلى تقوية الأمة، و ليس إضعافها، و لا يمكن أن يكون هدم العلاقة الزوجية سببا لتقوية الأمة و نصرتها بل سيكون مباشرا لـ هدم أركانها و تقويض بنيانها.