كتبه أمال السائحي
لقد اقتبست هذا العنوان من مقالة الدكتورة الفاضلة ((شميسة خلوي)) وجدته معبرا جدا عما نريد ايصاله للقارئ الكريم...
ان الاحتفالات السنوية لن تستطيع أن تخفف من معاناة المرأة، و لن تحل المشكلات العديدة التي تواجهها؛ في بيتها، أو عملها، أو في محيطها الأسري ككل، لأن إنهاء معاناة المرأة مرهون بعودتها إلى وظيفتها و فطرتها التي فطرها الخالق عليها؛ لذلك فإن اليوم العالمي للمرأة هو فرصة للتفكير الجدي لهذه المرأة، أن تعرف ما يجب عليها و ما لا يجب، و ما هو المطلوب منها، كبنت و كأخت، و كأم، و كزوجة ...
المرأة اليوم ليست بحاجة إلى مدافعين عن حقوقها، بقدر ما هي بحاجة إلى فهم منطلقات تلك الحقوق و تبعاتها، و أوجه ممارستها، في إطار إنساني اجتماعي، تشعر فيه بإيجابية دورها، في ظلّ مركزية مجتمعها ككل ...
تقول الدكتورة خلوي شميسة في مقال لها تحت عنوان: ((خواطر و شجون في عيدك الميمون)):" باحتفالكِ بعيد المرأة، تكونين قد شاركت في استحداث بدعة، و تشبهت بالكافرات في صنيعهن، أوَ لم تعلمي أن هذا الفعل محرّم في ديننا ممقوت في شريعتنا؟ يقول ابن تيمية -يرحمه الله-: «لا يَحِلُّ لِلمُسلمينَ أن يتشَبَّهُوا بهم فِي شيءٍ مِمَّا يختصُّ بأعيادهم لا من طعامٍ و لا لباسٍ و لا اغتسالٍ و لا إيقَادِ نيرانٍ و لا تبطِيلِ عادةٍ من معيشةٍ أو عبادةٍ أو غير ذلك"..
و تضيف قائلة:" احذري اتّباع هواكِ، بمجاراة الكافرات في عيدهن، احذري أخيّتي من هذا الفعل الشائن، و لله درُّ ابن القيِّم -رحمه الله- حين قال: «لكلِّ عبد بداية و نهاية، فمن كانت بدايته اتِّباع الهوى، كانت نهايته الذلُّ و الصغار و الحرمان و البلاء المتبوع بحسب ما اتَّبع مِن هواه، فالدَّاء كله في اتباعه، و الدَّواء في مخالفتكِ إياه".
في الثامن من مارس تدعو المنظمات النِّسوية لتطبيق مجموعة من الشِّعارات المخالفة لما جاءت به شريعتنا السمحاء، و منها تمسك المرأة المسلمة عن قصد أو عن غير قصد، بالمساواة مع الرجل في جميع الحقوق و الواجبات.
فحق المرأة مع الرجل في الإسلام متبادل، كل طرف بما يلائمه و يتسق مع خلقته و فطرته التي فطره الله عليها، أما الدرجة التي ذكرها القرآن هي درجة القوامة، و هذا لا يتنافى مع شخصيتك كامرأة، فالرجل الذي يعرف قوام شريعته، يعلم جيدا أن القوامة ليست تسلطا و احتقارا للمرأة، بل هي حفاظا عليها، لأن هذا أولا و أخيرا، يجب أن تدركه المرأة المسلمة على أنه عدل إلاهي.
ما أحوجنا اليوم بالذات أن ننظر إلى المرأة عندنا في الإطار الحضاري الخاص بنا، و نقيم أداءها و منجزاتها وفقا له، لا وفقا لما يريده الغرب منها، إن المرأة العربية، لا يمكن لها أن تغدو كالمرأة الغربية مهما حاولت، لأن ثقافتها الإسلامية قد حددت لها معالم شخصيتها و أثرت حتى في لا شعورها، و قديما قال الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه:"... إن هذه الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، و لا يمكن أن تكون فرنسا حتى لو أرادت..." و المرأة العربية في البلاد العربية باعتبارها مكونا من مكونات الأمة، يأبى عليها طبعها الذي جبلت عليه، أن تذوب في غيرها من الأمم، فلم نخدعها و نخادع أنفسنا؟ ثم ماذا جنت و جنينا معها من الإصرار على التشبه بالآخر؟ أليس الأولى و الأحق أن نعيدها إلى إطارها الحضاري...؟ لعلها إن عادت إليه، و تمكنت من التصرف على سجيتها كانت أكثر إبداعا و أشد تألقا...
*العنوان مأخوذ من مقالة الدكتورة شميسة خلوي.