قبل عام 2003 كنت أشاهد الأفلام الأمريكية الخالية من مشاهد المخلة بالحياء و أتابع بشكل عام القنوات التلفزيونية، اليوم في 1437 الموافق ل2016 لا أشاهد علي الإطلاق السينما بكليتها و لا أتابع أي قناة تلفزيون، كل ما أعرفه عن التلفزيون أن الآلة تحولت إلي طبق مسطح، نسبة التسمر أمامها للمشاهدة إرتفعت في معظم دول العالم إلا أنني أستعين باليوتوب لأتابع أخبار العالم و أنا من تختار ماذا أريد أن أري و بت أتابع التسجيلات المرئية للمواطنين العاديين لتحري قدر المستطاع الصدق بعيدا عن سلطة و نفوذ ممولي القنوات التلفزيونية.
طيب، هذا ليس موضوعنا. قبل 2003، شاهدت فيلما لمخرج أمريكي، ناقش قرار أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي بإيعاز من سيدة أمريكية فازت في الإنتخابات التشريعية الأمريكية و حازت علي مقعد في مجلس الشيوخ. ما هو هذا القرار الذي تحول إلي نص قانون[1] :
"حظر أي وجه من أوجه التمييز للحصول علي عمل كان مبنيا علي العرق، الجنس، الحمل، الدين، الموطن الأصلي، عدم القدرة الذهنية أو الفيزيزلوجية بما فيهم حاملي فيروس السيدا، الخدمة العسكرية أو الإنتماء، الإفلاس أو ديون سيئة، معلومات جينية، صفة المواطن كان مقيما دائما أو مؤقتا، لاجئا أو منفيا."
طبقا لهذا القانون الذي يؤكد علي المساواة بين الجنسين، طالبت الشيخة الأمريكية بالسماح للمرأة الأمريكية دخول القوات الخاصة التابعة للجيش الأمريكي و أداء الخدمة العسكرية فيها!
قبل إصدار هذا القرار، كان قادة الجيش الأمريكيين ينزعجون من أي حديث عن دخول المرأة القوات الخاصة الذي كان حكرا علي الرجال لكن جاء اليوم الذي أذعن فيه رجال البنتاجون لإرادة إمرأة في مجلس الشيوخ الأمريكي ممن يؤمنون بالمساواة المطلقة بين الرجل و المرأة (يا رب ما اعظم جبروت المرأة عندما تمرغ أنف الرجل في الوحل)!!!!!!!!!!!!!!!!
جلست لوحدي حينها، أتابع فصول الفيلم.
علق في بالي مشهد، بقي خالدا في ذاكرتي، سأرويه لكم:
عندما إنضمت تلك المرأة الأمريكية للقوات الخاصة، عوملت علي أنها رجل، فقائدها أخبرها بأنها ستبدأ الخضوع لتدريبات قتالية، ستعلمها كيف تلتحم بجندي عدو و تقتله بأيديها في حالة ما خسرت سلاحها في أثناء المعركة.
تلك المرأة المجندة كانت تبدي طاعتها للأوامر و لم تكن تشعر علي الإطلاق بأي نوع من الوجل أو الإرتباك بينما زملاءها من الذكور، كانوا يبتسمون فيما بينهم، فقد كانوا ينظرون لها كإمرأة و كانوا محتارين في أمرها. فقد كانت ذات أنوثة صارخة و كل ملامحها تشي بنعومة و لطافة تركيبتها الفيزيولوجية كأنثي.
لنتصور الموقف قرائي الكرام، إمرأة وسط مئات الرجال! و ماذا جاءت تفعل تلك المرأة الوحيدة وسط هؤلاء؟ جاءت لتصبح مساوية تماما لهم!!!!!!!!!!!!
لنعود إلي المشهد، في صبيحة يوم غائم، كان يتوجب علي تلك المرأة أن تتوجه إلي القاعة حيث ستأخذ أولي دروس القتال و عند حضورها، قامت بتحية مدربها لكنها إستغربت وجود قائدها العسكري المباشر، الكموندت ج. ف الذي كان حريصا علي متابعة أداءها، لأنه كان غير مقتنع بوجود إمرأة وسط رجاله، فهو كان علي قناعة تامة أن لا مكان للمرأة في القوات الخاصة. و كان يعول علي فشل المجندة في تحمل وتيرة التدريبات القاسية و بقية الإلتزامات التي تدخل في إطار عمل جندي عضو في القوات الخاصة للجيش الأمريكي.
وقف غير بعيد الكوماندت عن المكان و أعطي إشارة للمدرب بالبدء في عمله. كان يتعين علي المدرب الرجل أن يوجه ساقه إلي صدر الرجل العدو ليضربه ضربة تفقده توازنه فيقفز قفزة في السماء كي ينهال علي عدوه بضربة قوية علي الرأس، تجعل الجندي العدو يفقد الوعي و هكذا يتمكن من أن يغرس في عدوه سكينه، فيقتله!
و لحظة ما رفع ساقه المدرب و وجهه ناحية المجندة إنتبه إلي أمر محير حقا، صدر الرجل ليس صدر المرأة، فقفص عظام الصدر لدي الرجل يختلف عنه عند المرأة إلا أن الكوماندت لاحظ تردد المدرب، فأمره بصوت حازم:
إضرب بكل قوة صدرها، إنها مساوية لك.
فضرب المدرب المرأة المجندة، ماذا حصل لها ؟
نزفت من أنفها و أصابها دوار و كادت تسقط علي الأرض لولا المدرب الذي أشفق عليها، فأمسك بها.
و قد حاولت جاهدة أن تستعيد وعيها تماما لتقف منتصبة و هي تسمع قائدها يخاطب مدربها:
أعد الضربة و المرة القادمة لا تمسك بها، فهذا ممنوع في قوانينا الداخلية و أما أنت الملازمة ف.م ما هذا الضعف ؟ زملاءك لا تهتز لديهم شعرة عندما يتلقون ضربات مثل هذه، أنت مطالبة بجدية أكبر في التدريبات.
فنظرت الملازمة لقائدها ممتعضة غير أنها سكتت، فهي لا تستطيع مناقشة ما قاله أو الإحتجاج عليه، فهي مساوية للرجل و عليها بتحمل ما يتحمله طبيعيا الرجل!!!!!!!!!!
لأسوق لكم واقعة أخري، في حرب العراق، كانت تنزل المرأة الأمريكية المجندة جنبا إلي جنب زملاءها الرجال إلي ميدان المعركة، و في إحدي الأيام سئل جندي أمريكي برتبة قبطان :
"عندما تكون تقاتل العدو فيما تفكر ؟ طبعا في الموت من أجل الدفاع عن بلدك أمريكا، أليس كذلك ؟"
فأبتسم الرجل العسكري، مجيبا:
"لا أبدا!! لا أفكر في الموت من أجل بلدي و إنما أفكر في أنه يتوجب علي أن أبقي حيا لأحمي زميلتي، كي لا يؤذيها العدو!!!!!!!!!!!!!!!"
توارت فكرة الدفاع عن الوطن خلف الخوف علي إمرأة مجندة تقف إلي جنب زميلها الجندي، يا إلهي !
لأسوق للقراء الكرام مثال آخر، في التسعينيات من القرن الماضي، كنت مستشارة متطوعة لدي ديبلوماسي أمريكي في السفارة الأمريكية بالجزائر و قد أجريت له حديث مطول و تعرضت فيه إلي عدة قضايا علي رأسها قضية فلسطين و في نهاية الحديث، سألته هذا السؤال:
-فسر لي سيدي، لماذا إلي حد الساعة لم تنتخب إمرأة كرئيسة الولايات المتحدة الأمريكية ؟
فذهلت أمام ردة فعل الرجل! نظر يمينا و شمالا كنا جالسين في مكان عام داخل السفارة الأمريكية بالجزائر، فهو بالنظر إلي إلتزامي الديني تجنب إستقبالي في مكتبه في خلوة. كنت أنتظر رده و بدأت أستبطأه، لأنه كان لا يزال ينظر يمينا و شمالا، في تلك اللحظة لا أحد من الموظفين الجزائريين أو الديبلوماسيين الأمريكيين مر بنا، ثم قال بصوت شبه منخفض:
-ما سأقوله ممنوع علي قوله أو التفكير فيه طبقا لقانون حظر التمييز بين الجنسين في العمل.
-أسمعك. قلت له.
-إنني أعتقد بأن منصب رئاسة جمهورية أمريكا يجب أن يبقي حكرا علي الرجال دون النساء.
ماذا أريد أن أوصل للقاريء الكريم عبر هذه الأمثلة في الأعلي:
ها هو حال المساواة بين الجنسين في الديمقراطية الأولي في العالم، أمريكا!!!
ماذا نقول عن المساواة بين الجنسين في بلادنا المسلمة الجزائر حيث أصبحت المرأة المسلمة قوامة علي أبيها، إخوانها و زوجها بحكم قوانين وضعية تجاهلت بشكل صارخ طبيعتها الأنثوية الأصلية لتتحول إلي شبه مسخ، فلا هي برجل و لا هي بإمرأة بل و العياذ بالله جنس ثالث مشوه!!!!!!!!!!!
إن نظام الدولة الجزائرية، نظام مجرم بإمتياز، فهذا النظام أخرج المرأة المسلمة الجزائرية من بيتها و فرض عليها المساواة في القوامة بالرجل بينما إيرادات النفط تسمح لميزانية الدولة الجزائرية أن تدفع لكل موظف رجل عازب أو متزوج راتب بمستوي عشرين مليون سنتيم، يكفي أخته و أمه و زوجته شر الإسترزاق و القيام بمهام القوامة التي هي حكر علي الرجل بموجب النص القرآني:
بسم الله الرحمن الرحيم
" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم ( 34
و قد خضع نظام الدولة الجزائرية إلي القوانين الدولية التي تفرض علي الدول إبطال العمل بالشرائع الإلهية و في خضوعه ذاك لم يقع إستشارة علماء الدين في الجزائر، هل القوانين الجزائرية الجائرة التي تسوي بين الرجل و المرأة مطابقة للشرع الإسلامي أم لا ؟ ثم إن كثيرين من علماء الدين الجزائريين لا يقومون بواجبهم الشرعي في زجر علنا السلطة التنفيذية عن إنحرافها عن السنن الإلهية، إنهم صامتون!!!
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.