مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/27 10:49
يقول و يقول و أنا أريد...
 
عندما أجلس لزوجة متبرمة من زوجها أول خطاب أسمعه منها ما يلي :
يقول لي الزوج و يقول و يقول و أنا أريد...
فأضطر لمقاطعتها بلباقة لأسئلها :
-كنت أعتقد ان مراد زوجك الكريم هو مرادك و إلا لماذا قبلت به زوجا ؟
فتبتسم الزوجة لتسترسل في الكلام :
"هناك سوء فهم علي ما يبدو أختي عفاف، ليس كل ما يتمناه الزوج ترغب فيه الزوجة. أحيانا نتصادم و عندما ينشب خلاف يظهر إلي العيان إختلاف وجهات النظر بين الزوج و الزوجة، فمثلا تجربتي و خبرتي في الحياة ليس خبرته هو. و هذا يؤرقني لأنه دائما ما يخاطبني هكذا : أنت لم تجربي الحياة كما فعلت و الرجل عادة أكثر معرفة و دراية بخبايا الحياة و كأنني طفلة صغيرة لا زالت تمص إصبعها و هذا كثيرا ما يستفزني و...
مرة أخري أتدخل بلطف :
-في رأي المتواضع تكمن المشكلة ليس في خبرتك و خبرته و إنما في نظرتكما إلي الحلول.
-أي حلول ؟ سألتني مندهشة الأخت.
-ألا تعانين حاليا من خلاف بينك و بين زوجك ؟
-بلي، أجابتني.
-حسنا، و قد إحترت أنت شخصيا في إيجاد مخرج لهذا الخلاف، أليس كذلك ؟
-بالفعل الزوج الكريم يريد مني كذا و أنا رافضة حله.
-ما الذي يزعجك في حله ؟ سألتها.
-لا يعقل ان أدفع من كدي و تعبي لسنين متوالية ثمن أنانيته لتغيير منصبي كونه عين في داخل البلاد في منصب مسؤولية، ردت علي و ملامحها مكدرة.
-في حدود علمي و بحسب الشرع الحكيم الزوجة مطالبة بإتباع زوجها حيثما يكون، قلت لها.
-أعلم بذلك لكن لا ينطبق الأمر علي كل حالة، فوضعي هو بمثابة الإستقالة عن العمل و البقاء في البيت و هذا غير وارد بالنسبة لي.
-جيد، أجيبيني علي هذا السؤال من فضلك ؟
-نعم تفضلي.
-ما الذي يهمك في هذه الدنيا الزائلة في المقام الأول ؟
إبتسمت لي مرغمة، تنهدت و سكتت ثم أجابتني :
-رضي ربي علي.
-ممتاز، إذن طيعي زوجك الكريم و أتبعيه إلي المكان الذي عين فيه و أبحثي هناك عن عمل يناسبك إن شئت الإستمرار في العمل و هكذا تكسبين رضي الله و رضا زوجك و رضاك.
فضحكت الزوجة الكريمة و ردت:
-بإذن الله سأفعل.

 
 
 
 
أضافة تعليق